بدأت طلائع رطب المدينةالمنورة في الظهور في نخيل المدينةالمنورة، وبدأت تجتاح بعض الأسواق؛ إذ بدأ بعض المزارعين بجني بعض المحاصيل؛ لتشهد أسواق التمور خلال الأيام المقبلة كميات كبيرة من إنتاج الرطب بالمنطقة. وتمتد محاصيل جني الرطب إلى بعد شهر رمضان المبارك. وأرجع العديد من المهتمين بالمزارع سبب نضوج الرطب هذا العام مبكّراً إلى الارتفاع في درجة الحرارة الملحوظ هذه الأيام في المدينةالمنورة وبعض مناطق السعودية. وقد قامت "سبق" بزيارة إلى مزارع وادي الصفراء (120 كيلو غرب المدينةالمنورة)، التي تعد من أشهر وأقدم مزارع النخيل بالسعودية، إلا أن شح المياه الجوفية في الفترة الأخيرة قلل من إنتاج مزارع النخيل. وما زال بعض أهالي وادي الصفراء يمارسون زراعة النخيل معتمدين على الآبار الجوفية.
وادي الصفراء يتكون وادي الصفراء من 13 خيفاً تقريباً. و"الخَيْفُ" ما انحدر عن غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء. وهو موقع المزارع في وادي الصفراء، الذي يعتبر أول من ينتج طلائع الرطب على مستوى مناطق السعودية، ويشتهر بأنواع عديدة من النخيل، مثل "الروثانة، الربيعة، الحلاية، لونات مساعد، الصفاوي، العجوة، الألبانة، المشوك والعديد من الأنواع الأخرى".
المزارعون وقال أحمد الحازمي، أحد أشهر المزارعين في وادي الصفراء "قرية الحمراء"، إن الاهتمام بالنخيل هو ما توارثناه عن آبائنا وأجدادنا؛ إذ يعرف عن مزارع وادي الصفراء منذ العصور السابقة وفرة إنتاجها، وكثرة تنوع النخيل بها، إلا أن المياه أصبحت تقل تدريجياً في بعض المزارع نظراً لقلة تساقط الأمطار في السنوات الماضية.
وأرجح "الحازمي" سبب بواكير الرطب في المنطقة إلى ارتفاع درجة الحرارة. ويعتبر وادي الصفراء هو أول من ينتج محاصيل الرطب على مستوى السعودية. مشيراً إلى أن الاهتمام والعناية بالنخيل لهما طابع آخر؛ إذ إنه بقدر اهتمامك بالنخيل ينتج محاصيل متفاوتة.
وتجاوزت الأسعار الأولية للصندوق الواحد خمسين ريالاً، ومن المتوقع أن تشهد انخفاضاً في الأيام المقبلة مع توافر الرطب في جميع الأسواق.
وقال تاجر التمور المعروف عياد اللهيبي إن الطلب يتزايد على بواكير الرطب في هذه الفترة نظراً لما للتمور من أهمية بالغه لدى المواطن العربي، وبالأخص أهالي المدينةالمنورة، الذين يحرصون على تقديمها للضيوف مع القهوة العربية. وتزداد أهمية المستهلكين لها في بداية إنتاجها وتوزيعها في معلبات خاصة على هيئة هدايا للأقارب والأصدقاء.
وبيّن اللهيبي أن ارتفاع الأسعار يعود للكميات المحددة التي تنزل في الأسواق، مطالباً في الوقت نفسه بعدم المبالغة في رفع الأسعار، خاصة لزوار المدينة، الذين ترتسم الفرحة على وجوههم عندما يشاهدن رطب المدينة.