أكد السفير السعودي في القاهرة أحمد عبدالعزيز قطان أنه لا علاقة حالياً بين بلاده والرئيس السابق حسني مبارك بعد تنحيه, وقال إن علاقة المملكة العربية السعودية هي مع الشعب المصري ومن يرأسه, وخلاف ذلك فإنه لا توجد أية اتصالات مع الرئيس السابق، ولم تعرض السعودية استضافته. واستغرب قطان في مقابلة مع صحيفة "الأهرام" القاهرية الخميس، كيف يؤكد المجلس الأعلي وجود الرئيس السابق مبارك في شرم الشيخ ثم تنشر صحيفة كبرى أنه في المملكة؟! مؤكداً أن كل ما نشر عنه غير صحيح، وكذب وهراء وافتراء, ولم تكتف هذه الصحف بذلك بل قالت إنه توجه إلى مدينة تبوك في السعودية، وإن هناك من قام باستقباله, ومثل هذه الأمور يجب أن تتعامل معها وسائل الإعلام المصرية بكل شفافية وصدق. كما نفى السفير السعودي بشدّة ما نُشر حول قيام بلاده بتهديد مصر بسحب استثماراتها منها وطرد العمال المصريين من أراضيها حتى لا يحاكم الرئيس السابق, وتساءل في دهشة قائلاً: هل هذا منطقي أو معقول؟! وهل يمكن أن يتحدث المسؤولون السعوديون بهذا الشكل مع المشير طنطاوي أو المسؤولين المصريين؟! وأكد قائلاً: إنني حضرت اللقاءين اللذين جريا بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والمشير طنطاوي، ولم يتم التطرق إلى هذا الموضوع من قريب أو بعيد، وقال إن البيان الذي أصدره خادم الحرمين عندما بدأت الأزمة وقبل أن يتنحى الرئيس السابق ورد فيه بالنص أننا مع الشعب المصري, وهذه هي رؤية بلادنا. كما أكد السفير أحمد قطان عدم علمه بما أُثير قبل تنحي مبارك حول استعداد الرياض لدعم مصر بإنشاء صندوق قيمته خمسة مليارات دولار إذا توقفت المعونة الأمريكية لمصر, وقال إن هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها هذا الكلام، وهذه أمور غير صحيحة، لكن لاشك أنه إذا توقف الدعم الأمريكي لمصر فإن السعودية لا يمكن أن تتأخر عن مد يد العون. وحول مستقبل الاقتصاد المصري، قال إنه ليس لديه أي شك في أن الاقتصاد المصري سيعود في فترة قصيرة إلى سابق عهده, والدليل هو ما حدث في البورصة وتحقيقها ارتفاعات ملموسة في فترة وجيزة, وهذا لا يقلقني، لكن ما يثير القلق وتحدثت فيه مع جميع المسؤولين الذين التقيت بهم أنه يوجد الآن لدى المستثمر السعودي خوف مما يحدث لبعض المستثمرين في مصر, وأكد أن مواقف المستثمرين السعوديين في مصر تتوافق مع الأنظمة والعقود التي أبرمت معهم, وكانت تهدف في الأساس إلى دعم الاقتصاد المصري، ومن منطلق حب مصر والرغبة في خدمتها، لذا فإنه لابد من توفير الأمن والطمأنينة للمستثمرين حتى يأتوا إلى مصر. وحول دعم الاقتصاد المصري خلال المرحلة الحالية صرح السفير السعودي بأن هناك جانبين في هذا الموضوع: الأول يتعلق بالدعم الثنائي بين مصر والسعودية, وهناك أمور سوف يتم الإعلان عنها قريباً وتصب في دعم مصر, أما الجانب الثاني فهو تشجيع رجال الأعمال السعوديين على الاستثمار في مصر، وكان ذلك هو محور الحديث يوم أمس الأول مع وزير السياحة منير فخري عبدالنور, حيث طلبت منه أن يتم عرض مجالات الاستثمار في كل مناطق السياحة في مصر لتشجيع المستثمر السعودي والخليجي للإقبال عليها, وقال إنني اتفقت معه على ضرورة أن يرأس الوزير وفداً يزور السعودية قريباً لمقابلة المسؤولين في الغرفتين التجاريتين بالرياضوجدة؛ لعرض مجالات الاستثمار عليهم، ومعرفة العوائق الموجودة حالياً, وإنه سوف يرتب زيارة مماثلة لمصر في القريب العاجل. ورداً على سؤال حول ما أثير بشأن مشاركة رؤوس أموال خليجية في إقامة مشروعات تنموية في إثيوبيا، ومن بينها إنشاء سدود على النيل في إثيوبيا بعد توقف الدعم الدولي والأوروبي لإقامة هذه السدود, قال قطان: إنني لا أعلم أن هناك مساهمة سعودية في إنشاء سدود في إثيوبيا أو بالتحديد في إقامة السد الضخم الذي تم الحديث عنه، لكن هناك تعاون بين السعودية وإثيوبيا في المجال الزراعي لإنتاج محاصيل تحتاجها المملكة. مؤكداً أن بلاده لا يمكن أن تقدم على عمل يضر بمصر، ومثل هذه الأمور يتم التنسيق المسبق فيها. ورداً على سؤال حول موضوع توشكى، وما قيل بشأن شراء الأمير الوليد بن طلال الأراضي هناك بأسعار تقل عن قيمتها الحقيقية قال قطان إن الوليد قام بأعمال كثيرة في حب مصر، ولديه ملف استثمارات هائلة في مجالات عديدة, وبخصوص موضوع توشكى فإن الجهات المعنية بالتحقيق في هذا الأمر عليها أن توضح الحقيقة كاملة للشعب المصري. وما أعلمه أنه أنفق 650 مليون جنيه لاستصلاح الأرض ولم يحقق أرباحاً, ويجب على وسائل الإعلام أن تعالج الموضوع بهدوء ورويّة, وإذا كان هناك حق للحكومة المصرية والشعب المصري فلابد من إعادته مهما كلف الأمر، وأعتقد أنه من الواجب أن تتاح له الفرصة للرد على كل ما أثير في الصحف المصرية ضده، والسؤال الذي يجب أن يطرح الآن لماذا يرفض جميع المستثمرين المصريين شراء أراض في توشكى واستصلاحها؟. وفيما يتعلق بتطور العلاقات المصرية الإيرانية على ضوء تصريحات وزير الخارجية نبيل العربي الأخيرة بأن إيران ليست عدواً لمصر، وأنه يمكن إعادة العلاقات المصرية الإيرانية, قال السفير السعودي: أعتقد أن هناك اختلافاً كبيراً في التوجّه السياسي بين مصر وإيران، ولكن إذا كانت طهران صادقة في نواياها -وأنا أشك في ذلك- فإنه يجب عليها أن تثبت ذلك وتلتزم بحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير أو إثارة الفتن, ولا شك أن مسألة عودة علاقاتها مع مصر يرجع أولاً إلى مصر ذاتها. وثانياً, فإننا نقول إن مصر لن تقبل عودة علاقاتها مع إيران على حساب علاقاتها بدول الخليج العربية، وإن مصر لا تقبل بأي شكل من الأشكال سياسة إيران تجاه دول الخليج, وقد تستطيع القاهرة إقناع طهران بالتخلي عن سياستها الهوجاء التي لن تؤدي إلى نتيجة, كما أنه يجب على الإيرانيين أن يثبتوا حسن نيتهم مع جميع الدول العربية, وقال إنه يجب على إيران ألا تعيش في وهم الإمبراطورية الفارسية، وألا يختبروا قوتنا، فنحن قادرون على التصدي بحزم وقوة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار السعودية. واختتم السفير قطان حديثه قائلاً: إنني حققت حلم حياتي بأن أكون سفيراً في مصر لأرد بعض الجميل للبلد الذي تربيت فيه ودرست وتخرجت في إحدى جامعاته، وأتمنى من الله أن يوفّقني في خدمة مصر التي في خاطري.