مها العتيبي طالبة سعودية في المرحلة الثانوية، بدأت معها الموهبة منذ صغرها، واستطاعت أن تضع لها بصمة في عالم الاختراع والإبداع. مثلت بلادها في كثير من المؤتمرات والمعارض الدولية، وحصلت على مراكز متقدمة، كان آخرها فوزها بالمركز الثاني لأفضل فكرة في جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي، وخطفت الأنظار من بين 500 فكرة مرشحة للجائزة.
تحكي "مها" التي تدرس في الصف الثالث الثانوي بمدرسة الودي بالدوادمي ل"سبق" قصة اختراعها المتمثل في "جهاز سمعي مضاد للماء"، وأن الذي قادها لذلك هو معاناة أخيها فيصل الذي يعاني ضعفاً سمعياً، ويستخدم سماعة للأذن، لكنها كانت ما تلبث إلا وتتعطل بسبب الماء.
وتسعى العتيبي من خلال اختراعها لخدمة فئة مستهدفة من الابتكار، وتنفيذها، وتسويقها حتى تصل إلى أكبر شريحة ممكنة؛ إذ تعمل الآن مع مؤسسة الإمارات لاختيار الشركة المناسبة لتنفيذ هذا الابتكار، وتتمنى أن تبادر لذلك إحدى الشركات الوطنية، وتتبنى تلك الفكرة، وتعمل على إيجادها على أرض الواقع وتسويقها.
وعن مسيرة فوزها تقول العتيبي إنها تم ترشيحها للفوز بأولمبياد إبداع، وحققت المركز السادس، وبعد ذلك تم إقامة ورشة تأهيلية لاختيار أفضل المشاريع لتمثيل السعودية في معرض ايتكس، وكان الاختيار من قِبل مكتب براءات الاختراع السعودي ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وفق ضوابط محددة. ونجحت فكرتها، وتم اختيار مشروعي لتمثيل السعودية في معرض ايتكس الآسيوي، وحققت فيه المركز الثاني بالميدالية الفضية.
وتضيف مها بأنها بعد عودتها من مشاركتها الدولية، ومن خلال حضورها بعض الدورات والملتقيات، تعرفت على جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي، وتقدمت لها، وتم اختيار مشروعها من بين 500 فكرة مرشحة للجائزة، وكان عدد المشاريع التي تم اختيارها 15 فكرة، يتم اختيار 3 مشاريع للفوز بالجائزة، وخلال تصفيات الجائزة، وبعد عرض مشروعها أمام لجنة التحكيم، تم اختياره ثاني أفضل فكرة في الجائزة.
تلا ذلك مشاركة للموهوبة مها في جائزة الشيخة فاطمة، التي قدمت خلالها مشروعها إلكترونياً عبر موقع الجائزة في 26 إبريل 2015م؛ لتتلقى في الساعة الثانية عشرة مساءً اتصالاً من قِبل المنسق العام للجائزة عوشة السويدي، يخبرها بترشيحها للجائزة، ودعوتها للحضور للحفل الختامي وإعلان الفائزين بلقب الشباب العربي المبدع في 13 مايو 2015.
وترى مها أن الدعم الحكومي للموهبة والموهوبين في السعودية كان محفزاً وقوياً من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزير - رحمه الله - ومن بعده الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلا أنها تجد صعوبة كبيرة في إيجاد الأدوات المطلوبة لتنفيذ ابتكاراتها، كذلك صعوبة في التعاون مع الجامعات لدعم اختراعاتها.
وأثنت المخترعة مها العتيبي على دور وزارة التعليم فيما وصل إليه شباب السعودية الموهوبون؛ إذ نظموا لهم بالتعاون مع مؤسسة موهبة برامج إثرائية ودورات تدريبية في مجال البحث العلمي والابتكار، وكذلك إقامة المعارض والمؤتمرات لعرض مواهب الطلاب والطالبات. وتتمنى مها أن تكون رائدة أعمال ناجحة على الصعيد العالمي، وأن تحقق إنجازاً كبيراً لوطنها، وكذلك أن تقدم خدمة في دعم اقتصاد بلدها.
ووجهت مها العتيبي رسالة للإبداع في ختام حديثنا معها، وقالت: "فشلت فتعلمت فتغيرت! وزاد إصراري من هذه النقطة. كان هدفي في كل مشاركة هو زيادة المعرفة والخبرة لدي لا الفوز، فكسبت الثاني ثم الأول. شكراً (سبق) على هذه الفرصة".
يُذكر أن المخترعة مها العتيبي شاركت في أكثر من مؤتمر ومعرض، من أبرزها مشاركة معرض أولمبياد إبداع في السعودية، ومعرض ايتكس في كوالالمبور، وجائزة الإمارات لشباب الخليج العربي في دولة الإمارات، كذلك جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية، ومؤتمر أفضل الممارسات في أبو ظبي، ومشاركة في ملتقى رواد الأعمال في مدينة الرياض الذي تنظمه الغرفة التجارية.
وحصلت مها على جوائز عديدة، أبرزها المركز السادس في أولمبياد إبداع، والميدالية الفضية في معرض ايتكس، والمركز الثاني لجائزة الإمارات لشباب الخليج العربي، ولقب الشابة العربية المبدعة من جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك، واختيرت في قائمة ال 40 امرأة عربية متميزة في الربع الأخير من 2014م، وحصلت على شهادة شكر من اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي وشهادات شكر من شخصيات بارزة في مجال التعليم بالسعودية، كذلك شهادة شكر من جامعة منسوتا الأمريكية.