كشفت "سبق" ملابسات تسلُّم إدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا أرضاً في مخطط بمحافظة صبيا، وإصدار صك شرعي عليها برقم 1/ 45، وتاريخ 2/ 7/ 1432 ه، دُوّن فيه أن الأرض خالية، وتبعته "التعليم" بمخاطبة أمير جازان بخطاب تشكو فيه التعدي على الأرض التي تملكها، بينما خالف الواقع ما دُوّن في صك "التعليم" الذي أصدرته على الأرض وما دُوّن في خطابها الموجّه لسمو أمير منطقة جازان برقم 341098118، وتاريخ 17/ 6/ 1434ه؛ إذ اتضح وجود مبانٍ قديمة جداً، ودونت لجنة التعديات محضراً بالمباني الموجودة، وبوجد سكان بها، وبحضور أصحاب الأرض. وبناء على ما رصدته لجنة التعديات في محضرها، عقب خروجها بتوجيه من أمير منطقة جازان، تبيّن لها أن الصك يضم موقعين يملكهما مواطنان، وأصبحت تحت تصرف ورثتهما، وأن عمر المباني يزيد على عمر إنشاء المخطط، وقبل صدور صك وزارة التربية والتعليم على الأرض.
وتشير التوصيات التي أصدرتها اللجنة، والتي وافق عليها أمير جازان، إلى أن محافظة صبيا وبلدية محافظة صبيا وإدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا تقوم بتكليف مندوبيها بحصر جميع المنازل القائمة على الأرض المسلَّمة لإدارة التربية والتعليم بالمحلة الجديدة، وتحديد الجهة المسؤولة عن تعويض أصحابها، ولاسيما أنه "دُوّن بالصك أن الأرض خالية، وفي الواقع بها مساكن مأهولة بالسكان، وهي قديمة، ولها أكثر من عشرين عاماً"!.
وفي التوصية الثانية جاء "تكليف بلدية صبيا ببحث كيفية تسليم أرض عليها مبانٍ قائمة لأصحابها وقديمة، وتزويد اللجنة بمصور جوي قديم، وتلافي ذلك مستقبلاً". ولم يتم إرسال مصور جوي قديم من قِبل بلدية صبيا حتى تاريخه، بحسب مصادر خاصة ل"سبق".
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنه في التوصية الثالثة تم التكليف من قِبل محافظة صبيا لملاك الأراضي بإحضار المستمسكات الشرعية للأرض، وإحضار رسومات كروكية وصور فوتوغرافية للمباني خلال عشرة أيام، وهو الأمر الذي تم تنفيذه من قِبل المكلَّفين في وقت قصير.
وفي التوصية الأخيرة طالبت اللجنة بإخلاء وحصر المباني وإزالتها؛ حتى لا يتأجل تنفيذ مشروع المدرسة.
وبعد مضي شهرين في العام الماضي على مخاطبة أمير المنطقة ومطالبته بالإفادة حول كيفية إصدار الصك على أرض بها مبانٍ ومأهولة بالسكان، وأنها فارغة، بيد أن المباني قديمة، عاودت محافظة صبيا لمطالبة البلدية باستكمال اللازم والإفادة عن الفقرة الثانية "مطالبة أمير المنطقة بالإفادة حول إصدار الصك والتدوين بخلو الأرض وهي مأهولة بالسكان". وتحتفظ "سبق" بثبوتات ذلك لديها.
وبدورها، تواصلت "سبق" مع وكيلَيْ ورثة مالكَيْ الأرضين اللتين أُدرجتا في صك واحد لصالح تعليم صبيا (هادي وافي وحسن وافي)، اللذين أكدا في حديثيهما أن المعاملة ما زالت تدور بين الإمارة والمحافظة، وقالا: لم تتم إفادة إمارة المنطقة حول كيفية استخراج الصك على أرضنا المأهولة بالسكان، وبها مبان قبل المخطط دون علمنا! بينما بلدية محافظة صبيا لم تنصفهما ولم يتوافر لديها أية معلومات عن الأرض؛ كون المخطط أشرفت عليه إحدى بلديات منطقة عسير في فترة تزيد على ثلاثين عاماً.
وطالبا أمير منطقة جازان ووزير التعليم ووزير الشؤون البلدية والقروية بإثبات حقهما، مؤكدَين أنه على وزارة العدل مراجعة الصك بعد ثبوت عدم مصداقية ما ورد به وتعويضهما عن الأنقاض، وعدم اعتراضهما على المشروع وعدم إيقافه كونه يخدم الأهالي والتعليم في المخطط.
إلى هذا، قال المتحدث باسم إدارة التربية والتعليم بصبيا ناصر النهاري ل"سبق": "بالنسبة للأرض التي عليها إنشاءات مدرسة المحلة الجديدة فهذه الأرض تقع ضمن مخطط معتمد، وهي ملك للتعليم من عام 1398، وقد تم إزالة ما عليها من مبانٍ من قِبل لجنة التعديات، وتم تسليمها من قِبل اللجنة للتعليم، مع معرفة أصحاب المباني وإقرارهم بأن الأرض ملك للتعليم".