في ظل الظروف الحالية التي تعيشها المناطق الحدودية للمملكة العربية السعودية، استطاعت وزارة التعليم أن تواكب تلك الظروف بحلول عاجلة وقرارات عدة، أصدرها وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، منها تفويض الصلاحيات لمديري التعليم في تلك المناطق كخطوة رائدة منحتهم الثقة للعمل بانسيابية وسرعة؛ ما ساهم في المقام الأول في الحفاظ على حياة وسلامة الطلاب والمعلمين الذين يقطنون تلك المناطق. تفاعل الدخيل وحرصه على الطلاب وما زالت "التعليم" تقف أمام تلك الظروف بحلول عاجلة، لفتت أوساط الميدان التربوي، لعل آخرها تفاعل وزير التعليم وتوجيهه لإيقاف العمل في جميع مدارس تعليم نجرانبنين وبنات ورياض الأطفال، مروراً باتصاله واطمئنانه على صحة الطالبات المصابات في مستشفى الملك خالد بنجران من خلال اتصال هاتفي.
وأشاد عدد من مديري تعليم المناطق الحدودية بأهمية القرار الذي منحه الدخيل لهم من تفويض الصلاحيات.
تعليم جازان وحلول عاجلة وفي الصدد ذاته، قال مدير تعليم منطقة جازان عيسى الحكمي: "إن الإدارة العامة للتعليم بجازان شكَّلت بشكل عاجل لجنة عليا للطوارئ للتعامل مع ملف مدارس الشريط الحدودي، وجعلت اجتماعاتها مفتوحة على مدار الساعة وفق ظروف الأزمة ومراحلها، وقامت الإدارة بجولة ميدانية لمدارس الشريط الحدودي في اليوم التالي لعاصفة الحزم لوضع الخطة اللازمة بشأن تحديد المدارس القريبة من الشريط الحدودي، والتنسيق مع الجهات الأمنية".
وأشار إلى أن إدارة تعليم جازان، ممثلة في لجنة الطوارئ، ووفق الصلاحيات التي منحها الدخيل، قررت تعليق الدراسة في المدارس الحدودية، ثم عادت اللجنة في اجتماع عاجل لتصدر بعد ساعات من صدور القرار الأول قراراً جديداً بتعليق الدراسة في 134 مدرسة.
وأشاد "الحكمي" بزيارة وزير التعليم لمدارس الشريط الحدودي لمنطقة جازان، التي شملت مدارس تعليم جازان في محافظات صامطة والطوال والحرث والعارضة، والتي أكد خلالها أهمية التعامل مع ملف مدارس الشريط الحدودي وفق جميع المعطيات. كما قدم خلال الزيارة رسالة اطمئنان وتأكيد باهتمام الوزارة بهذا الأمر من خلال زيارته لبعض المدارس، والتقائه بالطلاب وأولياء أمورهم، والحديث معهم بشفافية.
تفعيل تقني لتدريب المعلمين والمعلمات وأكد "الحكمي" تنفيذ تعليم جازان توجيهات وزير التعليم باستثمار أوقات المعلمين والمعلمات في مدارس الشريط الحدودي، وإلحاقهم بدورات تدريبية إلزامية، وإجراء جميع ما يلزم حيال ذلك إدارياً وتقنياً؛ إذ تم تفعيل التقنية الحديثة بشكل يتوافق مع الظروف والتعامل مع الأزمة في زمن قياسي.
ولفت إلى تقديم الخدمات الإلكترونية لمنسوبي ومنسوبات الشريط الحدودي عبر برنامج (تقنيتي) الخاص بتعليم جازان، وفتح قنوات مباشرة لخدمة معلمي ومعلمات مدارس الشريط الحدودي، والتواصل والرد على جميع استفساراتهم، وذلك عبر الواتساب والهاتف الثابت والتويتر والبريد الإلكتروني.
كما تم تفعيل صحيفة "جازان" التربوية ب"تويتر" و"فيسبوك"، من خلال نشر الأخبار العاجلة والتنبيهات المهمة والبيانات التوضيحية. وقد ساهم ذلك في تلقي المعلومات من مصادرها بعيداً عن الشائعات والأخبار المغلوطة.
زيارة الوزير للشريط الحدودي واستشعار المسؤولية من جانبه، أكد مدير تعليم نجران ناصر المنيع أن زيارة الوزير الأخيرة اتسمت بقوتها في اتخاذ القرار؛ ما بعث شعوراً بالرضا في نفوس الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، وتعزيز استشعار المسؤولية لدى العاملين من خلال ما شاهدوه من مواصلته العمل. مشيراً إلى التواضع الذي يتمتع به الوزير بروح مرحة وطيبة.
ولفت إلى اهتمامه بزيارة الآثار في منطقة نجران، والوقوف على معالمها، إضافة إلى حرصه على الاطمئنان على سلامة الطلاب والطالبات من خلال إيقافه العمل في مدارس تعليم نجران بكل مراحلها، مروراً باتصاله الهاتفي للاطمئنان على صحة الطالبات المصابات.
تفاعل الميدان التربوي مع أحداث الحزم ولم يقف شعور الميدان التربوي بوطنيته عند إحساسهم بالمسؤولية الكبرى تجاه أبنائهم وطلابهم فحسب، بل وصل إلى تنمية هذا الحس الوطني بالفعاليات والأنشطة المفعَّلة عبر خطط مدروسة، وفي وقت حرج، وهذا ما أكدته مديرة مكتب التعليم بخميس مشيط منى الغامدي، ومشاركتهم الفعالة للظروف التي تعيشها المناطق الحدودية.
وأكدت الغامدي خلال حديثها أن أهم خطوة خطتها وزارة التعليم، متمثلة في الميدان التربوي، هي الوقوف إلى جانب أبناء المرابطين، وتقديم البرامج اللازمة من دعم وتشجيع، وتذكيرهم بفضل المرابطة في سبيل الله وتلبية قرار الوطن، إضافة إلى زيارات ميدانية تفقدية للميدان التربوي، والوقوف إلى جانب أسر المرابطين من طالبات ومعلمات، مع المشاركة في مسابقة الوطن في عيون المبدعات "مشروع ولا تفرقوا"، وذلك بتصميم شعار يرمز إلى الولاء والوحدة الوطنية.
وأشارت الغامدي إلى عدد من الفعاليات التي نفذتها المحافظة، كالمشاركة بورقة عمل عن الوطن في الورشة المنعقدة في وادي الدواسر (عن بُعد)، برعاية الأميرة صيتة آل سعود، والتصدي لخطر الشائعة، وأهمية الوسط التربوي في نشر ثقافة المواطنة والانتماء من خلال وسائل الإعلام، وغيرها من البرامج.