صدمت سلطنة عمان جمهورها بفشلها في الدفاع عن لقب كأس الخليج لكرة القدم، وأصابت قطر مشجعيها بخيبة أمل بخروجها مع حامل اللقب من الدور الأول في "خليجي 20" باليمن، لكن الكويت والسعودية أعادتا للأذهان ذكرى تفوقهما السابق بعد تأهلهما معاً إلى الدور قبل النهائي في بطولة خالفت التوقعات، وأُقيمت في أجواء رياضية حقيقية رغم ما سبقها من شكوك. ولم يكن الخروج من الدور الأول سبب خيبة الأمل التي أصابت الجمهور اليمني، لكن السبب كان الهزائم الثلاث، وفشل الفريق في الحصول على أي نقطة من المجموعة الأولى؛ ليودّع الفريق المضيف البطولة مبكراً. لكن يمكن لليمنيين التفاخر بتنظيم بطولة ناجحة حتى الآن بعد أن ترددت أنباء على نطاق واسع باحتمال إلغاء أو تأجيل أول بطولة تُمنح استضافتها لليمن بسبب مشاكل تنظيمية وتوتر أمني. وأثبت المسؤولون في دول مجلس التعاون الست والعراق حتى الآن صحة تأييدهم لإقامة البطولة في موعدها بعد أن أضاف الجمهور اليمني إلى البطولة بريقاً خاصاً بكثافة حضوره في مباريات فريقه، وفي غيرها. وأكملت الإمارات والعراق عقد المتأهلين للدور قبل النهائي بصعودهما من المجموعة الثانية أمس الاثنين بانتصار الأول بنتيجة جيدة 3-1 على البحرين، وتعادل الثانية بدون أهداف مع سلطنة عمان، في مباراة غابت عنها الإثارة. ويوم الأحد واصلت السعودية طريقها نحو تعويض خيبة الأمل التي أصابتها في هذه البطولة الإقليمية منذ آخر لقب أحرزته في 2003، بتعادلها المثير مع قطر 1-1، وهي نتيجة كانت كافية بالنسبة لها لمرافقة الكويت إلى الدور الثاني. وتصدرت الكويت، صاحبة الرقم القياسي في عدد الألقاب بكأس الخليج برصيد تسعة ألقاب، ترتيب هذه المجموعة بسبع نقاط، مقابل خمس نقاط للسعودية، التي ستواجه الإمارات في قبل النهائي يوم الخميس بعد أن يتابع الجمهور مواجهة مرتقبة في الدور نفسه بين الكويت والعراق. واستحق المنتخب الكويتي، الذي لم يحرز اللقب منذ 1998، إشادة المراقبين؛ إذ لم يتعرض لأي خسارة، ولم تتلق شباكه أي هدف، وعبر من الدور الأول بعد هز شباك المنافسين أربع مرات في ثلاث مباريات. ولفت فهد العنزي جناح الكويت الأنظار بسرعته الفائقة ومهاراته العالية بعد أن قاد فريقه باقتدار للفوز على قطر في الجولة الأولى حين صنع الهدف الوحيد، ثم صنع هدفين آخرين في الجولة الثالثة؛ ليقود الأزرق لاكتساح اليمن بثلاثية نظيفة. وبات العنزي لاعب القادسية مطلوباً من أندية خليجية عديدة، بينما يطمح اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً إلى اللعب في أوروبا بعد أن خضع للاختبار في بارتيزان بلجراد الصربي. كما أعاد زميله المهاجم بدر المطوع التأكيد على أهميته للأزرق بعد أن نفض عنه عناء رحلة سفر طويلة إلى كوالالمبور لحضور حفل جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ إذ كان بين خمسة مرشحين لجائزة أفضل لاعب آسيوي، لكن اللقب ذهب في النهاية إلى الأسترالي ساشا اوجنينوفسكي؛ حيث سجّل هدفَيْن في مرمى اليمن ورفع رصيده الإجمالي من الأهداف في كأس الخليج إلى سبعة أهداف. وليس المطوع بأقل تفاؤلاً من الجماهير الكويتية التي باتت تمني النفس بلقب خليجي عاشر؛ حيث قال: بعد الفوز الكبير على صاحب الأرض بهذا الأداء القوي يمكننا إضافة البسمة للجماهير الكويتية بالحصول على اللقب الخليجي. لكن المطوع وزملاءه بحاجة أولاً لتخطي العراق بطل آسيا وصاحب الألقاب الخليجية الثلاثة والعائد بقوة إلى مستواه السابق، وهو يتطلع للدفاع عن لقبه في كأس آسيا في يناير - كانون الثاني المقبل في الدوحة. وتصدرت الإمارات المجموعة الثانية على غير المتوقع مستفيدة من تراجع مستوى عمان ومعاناة البحرين من الغيابات والافتقار إلى الخبرة؛ لتضمن الوصول إلى المربع الذهبي، وكانت قد فشلت في تجاوز الدور الأول في مسقط في مطلع 2009. واستبعدت الإمارات لاعبي نادي الوحدة؛ لإتاحة الفرص أمامهم للاستعداد بشكل جيد للمشاركة في كأس العالم للأندية التي ستنطلق في أبوظبي الشهر المقبل، كما استبعدت لاعبي المنتخب الأولمبي الذي شارك مؤخراً في دورة ألعاب آسيا بالصين، وحصل على الميدالية الفضية. ولم تضم قائمة المنتخب الحالي سوى أربعة لاعبين أساسيين من المخضرمين، هم: سبيت خاطر وعلي الوهيبي وسعيد الكأس والحارس ماجد ناصر، فيما غابت أسماء كبيرة مثل إسماعيل مطر وأحمد خليل ومحمد الشحي وحيدر الو علي وبشير سعيد وفهد مسعود وعبدالرحيم جمعة، وغيرهم. لكن خاطر ورفاقه فاجؤوا أنفسهم قبل الآخرين بالتأهل في صدارة المجموعة، وستكون المواجهة ضد السعودية أبرز اختبار للفريق الذي يحمل في خزائنه لقباً خليجياً واحداً أحرزه على أرضه عام 2007. وقال خاطر أمس بعد الفوز على البحرين 3-1: "نعم، لدينا غيابات لاعبين، لكن كرة القدم في الإمارات فيها جيل قادم يمكن أن يعطي الأفضل". وقاد لاعب الوسط محمد الشلهوب السعودية باقتدار إلى الدور قبل النهائي بعد أن سجّل هدفاً، وصنع معظم الأهداف الأربعة الأخرى لفريقه في البطولة. وعوّضت السعودية غياب أبرز نجومها وهي تستعد لكأس آسيا، ونجحت بقيادة الشلهوب صانع ألعاب الهلال في مفاجأة المراقبين بانتصار كبير على اليمن في الجولة الأولى برباعية نظيفة، ثم التعادل مع قطر في الجولة الختامية، وبينهما تعادل لم يزعج أحداً مع الكويت بدون أهداف. وتتطلع السعودية بقيادة مدربها البرتغالي جوزيه بيسيرو للقب الخليجي الرابع بعد أن فشلت في البطولات الثلاث الماضية حين فازت قطر والإمارات وسلطنة عمان باللقب. وعاد العراق للعب في كأس الخليج عام 2003 بعد غياب 15 عاماً كاملة، ويبدو أن تشكيلته وصلت للنضج المطلوب بقيادة يونس محمود مهاجم الغرافة القطري؛ ليتأهل الفريق للدور قبل النهائي للمرة الأولى في أربع مشاركات. وجمع العراق خمس نقاط من مبارياته الثلاث، وستعيد مواجهته ضد الكويت إلى الأذهان ذكريات مباريات قمة معتادة بينهما حين كانت المنافسة تكاد تنحصر بينهما مع السعودية على اللقب. ورغم فشل اليمن وخيبة الأمل التي سببتها البحرين ليكون عليهما الانتظار للحصول على اللقب الخليجي الأول لكل منهما الدورة القادمة إلا أن عمان كانت أبرز الخاسرين في خليجي 20. ولم يكن المنتخب العماني على قدر التوقعات بأن يصبح أول فريق يحتفظ باللقب الخليجي منذ 2003؛ حيث سجّل هدفاً وحيداً في ثلاث مباريات، تعادل فيها جميعاً؛ ليجمع ثلاث نقاط ويخرج من الدور الأول، وهو الذي لم يتعرض لأي خسارة في خليجي 19 ولم تهتز شباكه مطلقاً. ويبدو أن العمانيين تأثروا إلى حد كبير بغياب الحارس البارز علي الحبسي الذي رفض فريقه الإنجليزي ويجان اثليتيك تركه للعب في بطولة غير مدرجة ضمن بطولات الاتحاد الدولي (الفيفا)، ولم يكن بديله محمد هويدي حارس العروبة على قدر التوقعات، وكان سبباً مباشراً في الهدف الوحيد الذي هز شباك الفريق في مباراة البحرين بعد أن قدم حامل اللقب أفضل أداء له منذ شهور. وأعلن رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم خالد بن حمد البوسعيدي دعمه للمدرب كلود لوروا، لكن حملة جماهيرية متوقعة ضد المدرب الفرنسي قد تهدد استمراره مع الفريق الذي يرتبط معه بعقد يمتد حتى 2014. وقد يواجه المدرب سلمان شريدة سياط النقد في البحرين بعد أن خسر الفريق مرتين متتاليتين أمام العراق والإمارات، وودع البطولة من الدور الأول رغم أدائه الجيد في الشوط الثاني أمام عمان. وتولى شريدة تدريب البحرين خلفاً للمدرب النمساوي جوزيف هيكرشبرجر قبل البطولة بأسابيع قليلة، لكن هذا وغياب لاعبين مهمين أبرزهم علاء حبيل قد لا يشفع له للبقاء مع الفريق حتى كأس آسيا في الدوحة بعدما يزيد بقليل على شهر واحد.