ينطلق في العاصمة السعودية الرياض، غداً الأحد، وعلى مدى يومين، ملتقى التخصصات CYM، بعد أن أقيم بمدينة جدة يوميْ الأربعاء والخميس الماضيين؛ حيث ينظم ملتقى التخصصات الذي يُعَد الأكبر في مجاله كلاً من صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، ووزارة العمل، ومجموعة إثراء؛ بهدف مساعدة الطلاب في تحديد التخصص والمسار المهني والوظيفي. ويأتي الملتقى هذا العام بمشاركة أكثر من 52 متحدثاً وخبيراً محلياً ودولياً في مختلف المجالات، يقدمون تجاربهم ونصائحهم لمساعدة الشباب والفتيات على اختيار تخصصهم الدراسي والوظيفي حسب قدراتهم، وطرح الفرص المستقبلية لاحتياجات سوق العمل؛ حيث شهد الملتقى في جدة إقبالاً كثيفاً من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، تمحورت الجلسات والفقرات فيه على عدد من المواضيع؛ منها: كيفية تحديد الاتجاه الدراسي بناء على القدرات، ومدى مقدرة الطالب على اكتساب الخبرة العملية المناسبة لسوق العمل أثناء دراسته الجامعية، وطرق عملية لمعرفة التخصص المناسب للطالب أو الطالبة بناء على القدرات الشخصية.
وأوضح مدير المركز الإعلامي لوزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية "تيسيرالمفرج، "أن تنظيم مثل هذه الملتقيات يأتي انطلاقاً من حرص صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" على تطوير سوق العمل؛ من خلال القوى الوطنية العاملة والمنتجة والمستقرة، والتي تبدأ من اختيارها الصحيح والمناسب لتخصصها في تعليمها العالي، وهي إحدى الخطوات التي تتعاون فيها الوزارة، و"هدف" مع عدد الجهات المعنية كوزارة التعليم ووزارة الخدمة المدنية لمواءمة مخرجات التعليم؛ بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل في المملكة العربية السعودية.
وأضاف: "رسالتنا للطالب الذي قام بالتسجيل في ملتقى التخصصات؛ سواء في جدة أو في الرياض، تكمُن في أن اختيار التخصص المناسب يؤدي إلى الرغبة في التعلم، وبالتالي الإبداع؛ الأمر الذي ينعكس على أداء الطالب سواء في حياته الجامعية أو حتى بعد التخرج، وبالتالي ضمان أحد الطريقين؛ إما الوظيفة المناسبة التي تناسب قدراته ومهاراته، وكان اختيار تخصصه بناء عليها، وإما إنشاء مشاريع ريادية قادرة على توليد فرص عمل له ولغيره من أبناء الوطن".
وبيّن: "الملتقى -الذي تم تصميمه مع مجموعة "إثراء"- يدرك أهمية اختيار التخصص الجامعي، وتوعية وتثقيف الطلاب في هذا المجال؛ لذلك جاءت محاوره بناء على ما يتوقعه الطالب أو الطالبة وهم على أعتاب التخرج من المرحلة الثانوية، والاتجاه إلى المرحلة القادمة؛ سواء أكانت دراسة جامعية أو مهنية تقنية، أو مرحلة عمل جديد وانخراط في سوق العمل كباحث عنه أو موظف؛ فكان اختيار المتحدثين والخبراء في الملتقى بناء على هذه التوقعات لتلبية الاحتياج المعرفي الذي سيكون -بإذن الله- خير معين على اختيار التخصص المناسب؛ لما يترتب على ذلك من تحديد أسلوب الدراسة والاتجاهات المهنية المستقبلية".
وحول التحديات التي تواجه الطالب، أكد مدير المركز الإعلامي، أن هناك العديد من التحديات التي يواجهها الطالب في هذه المرحلة، والتي تحول دون اختيار التخصص المناسب؛ كنقص المعلومات والمعارف، أو الخضوع لرغبات الآخرين، أو انعدام الجانب التثقيفي واكتساب المهارات الذاتية؛ فضلاً عن تأثير المجتمع القريب للطالب والثقافة السائدة فيه؛ مما يُخضعه أحياناً لإرادتها وتوجيه اختياراته نحوها؛ لذلك تم تخطيط محاور الملتقى بشكل تسلسلي يبدأ من الخطوات العملية لاتخاذ القرار المناسب حول اختيار التخصص، وبناء منظومة معلوماتية كافية عن الذات والتخصص، ومساعدة الطالب على اكتشاف المهارات والقدرات، ومعرفة مَوَاطن القوة والضعف، وينتهي بطرق عملية تساعد على اكتشاف التخصص السليم.
واختتم قائلاً: "اختيار المهنة أولاً قبل البحث عن الجامعة أو الكلية من أهم الخطوات لرسم صورة مستقبلية؛ مما يدفع الطالب إلى تنمية مهاراته أثناء الدراسة، وهذا ما جعل الملتقى يحرص على تقديم مقارنات بين بعض المهن بأسلوب المناظرات الشيّقة، والتي تهدف إلى تحفيز الطالب على تنمية قدراته في المقارنة بين المجالات التي قد تكون مناسبة له"، ولفت المفرّج إلى أن حضور الملتقى سيكون متاحاً لمن قام بالتسجيل وحصل على التذكرة الإلكترونية من الطلاب والطالبات خلال الفترة الماضية.