دشّن مستشار وزير الداخلية رئيس الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا الدكتور ساعد العرابي الحارثي، في أثناء زيارته مخيم الزعتري للأشقاء اللاجئين السوريين - شمال شرقي الأردن، أمس الخميس، عدداً من البرامج الإغاثية التي ستنفذها الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا خلال الفترة المقبلة. يأتي ذلك استكمالاً للبرامج الحالية المنفّذة على مختلف الصعد الطبية والاجتماعية والإغاثية والإيوائية والموسمية المستمرة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد المشرف العام على الحملات الإغاثية السعودية.
وشارك في مراسم التدشين سفير خادم الحرمين الشريفين في الأردن الدكتور سامي بن عبدالله الصالح، والمدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية الدكتور بدر بن عبدالرحمن السمحان ومدير مخيم الزعتري العقيد عبدالرحمن العموش، وأمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية السيد أيمن المفلح، إلى جانب عدد من رؤساء ومسؤولي المنظمات الدولية العاملة على خدمة الأشقاء اللاجئين السوريين من مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومنظمة الهجرة الدولية (IOM)، ومنظمة أطباء "بلا حدود"، ومنظمة الإغاثة والتنمية الدولية (IRD)، ومنظمة حماية الطفل (save the children)، وبرنامج الأغذية العالمي.
وبدأت الزيارة بافتتاح المستشفى السعودي الجديد في مخيم الزعتري ضمن البرنامج الطبي الشامل "وإذا مرضت فهو يشفين"؛ حيث تقدم الحملة الوطنية السعودية خدمات الرعاية الطبية والصحية للأشقاء اللاجئين السوريين من سكان المخيم منذ انطلاقتها قبل اكثر من ثلاث سنوات وذلك عبر العيادات التخصّصية السعودية، في مختلف المجالات العلاجية والتوعوية والوقائية.
واستقبلت العيادات خلال عام 2014م، أكثر من 140 ألف حالة تم التعامل معها من قبل 12 عيادة اختصاص، مدعمة بأقسام المختبر والأشعة والصيدلية. وتقوم العيادات بتنفيذ برامج طبية عدة أهمها برنامج "نمو بصحة وأمان" للاهتمام بالأطفال الرضّع وتأمين مادة الحليب الصحي لهم، إلى جانب برنامج "شقيقي نحمل همَّك" الهادف لتوفير الدعم المعنوي والعيني عبر وحدة متخصصة بمجال الدعم النفسي، اضافة إلى البرنامج الوقائي "شقيقي صحتك تهمّنا" الهادف لتحصين الأشقاء من سكان المخيم عبر برنامج اللقاحات والمطاعيم.
وافتتح المركز السعودي للتدريب والتعليم ضمن البرنامج الاجتماعي "شقيقي مستقبلك بيدك"، وكذلك كل من مسجد "عائشة أم المؤمنين"، ومسجد "الإمام مسلم"؛ ضمن برنامج "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر"؛ ليصل إجمالي عدد المساجد التي تم تنفيذها في المخيم إلى الآن ضمن المشروع نفسه ما مجموعه (14) مسجداً.
واختتم "الحارثي" زيارته بتسليم عدد من الوحدات السكنية التي تم تجهيزها للأشقاء اللاجئين السوريين في المخيم ضمن برنامج "شقيقي بيتك عامر" الهادف لاستبدال الخيام المتبقية في مخيم الزعتري بما مجموعه ألف وحدة سكنية جاهزة (كرفان)؛ حيث يصل إجمالي عدد الوحدات السكنية (الكرفانات) التي تم تجهيزها خلال الفترة الماضية ما مجموعه "4656" وحدة.
وقال "الحارثي": "المملكة العربية السعودية حريصة على مد يد العون للأشقاء والأصدقاء في شتى المناطق والبقاع، وخصوصاً الشعب السوري الشقيق وذلك انطلاقاً من الواجب الديني والإنساني، واستكمالاً لمسيرة المملكة العربية السعودية كدولة إسلامية رائدة في مجال العمل الإنساني والخيري، مؤكداً أن ما تقدمه الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا يأتي ترجمة لمشاعر الجميع في المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً".
وأضاف: "نؤكّد عمق أواصر المحبة التي تجمع الشعب السعودي مع أشقائه السوريين، ونشكر لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية ما تقدمه من استضافة للأشقاء اللاجئين السوريين وتسهيلات فيما يتعلق بتسهيل وصول المساعدات سواء للاجئين منهم على أرضها أو حتى للنازحين في الداخل السوري عبر تذليلها الصعوبات التي تواجه القوافل البرية التي تحرص مملكة الإنسانية على استمرار تسييرها وتفويجها بشكل مستمر للأشقاء السوريين في مختلف مناطق وجودهم بالداخل السوري ودول الجوار".
من ناحيته؛ أشاد أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية للتنمية والتعاون العربي والإسلامي السيد أيمن رياض المفلح، بما تقدمه الحملة من جهود لصالح الأشقاء اللاجئين السوريين في الاردن بشكل منقطع النظير في مجال العمل الإنساني، يتمثل فيما تنفذه من برامج ومشروعات لتخفيف معاناة الاشقاء اللاجئين السوريين في مختلف المجالات.
بدوره؛ أعرب مدير مخيم الزعتري العقيد عبد الرحمن العموش، عن تقديره لجهود المملكة العربية السعودية التي لم نعهد عنها إلا وقفتها إلى جانب كل مظلوم ومكلوم، مشيداً بجهود الحملة الوطنية السعودية البارزة في مخيم الزعتري كأهم المنظمات العاملة في مجال إغاثة الأشقاء اللاجئين السوريين وعلى مختلف المحاور.
وأكّد نائب المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة السيد "بول سترومغبيرغ"، أن الحملة الوطنية السعودية شريك إستراتيجي للأمم المتحدة وأنها أول من يتم اللجوء إليه من أجل سدّ الاحتياجات التي يتطلبها وجود اللاجئين السوريين من مشاريع وبرامج، خاصة في ظل النقص الحاد والتراجع الذي نجم عن نقص التمويل في بعض المنظمات الأخرى، في حين لا يزال العطاء السعودي يواصل تدفقه.