"والله إن استشهاد زميل لا يزيدنا إلا قوّة وهمّة وإصراراً على دحر العدو، والله إنا لنتمنى أن نكون مكان كل شهيد، والله إن الاستشهاد فرحة لنا جميعاً".. هذا لسان حال الجيش. "والله إنا لفخورون باستشهاد أبنائنا، وإنا لنفدي الوطن بهم وأنفسنا وممتلكاتنا، والله إنا لفخورون بهم وهم يستشهدون في سبيل حماية مقدساتهم ووطنهم وفداءً بأرواحهم لحماية المواطنين وحفظ أمنهم، ونسأل الله أن يرحم من استشهد".. وهذا قول المواطنين.
هذا هو الحوار الذي دار بين مواطنين وضباط وأفراد من الجيش السعودي، اتفقوا على دحر العدو بكل ما يملكون، وتقديم دماء أبنائهم ودمائهم وممتلكاتهم حماية للمقدسات والوطن وحفظ الأمن، لا مهابة من المواجهة، ولا خوف، ولا خشية، ولا تردد، دعاء واحتساب وصبر على فراق الشهداء، وهمّة متزايدة لصد العدوان مع كل شهادة.
ودار هذا الحوار في مراسم دفن الشهيد إبراهيم العامري، الذي توفي مغرب أمس أثناء الذود عن وطنه على الشريط الحدودي في منطقة نجران، وأدّيتْ عليه صلاة الجنازة عصر اليوم في قرية الحضن بمحافظة بيش شمال منطقة جازان.
والد الشهيد العامري مقعد على سريره منذ عدة أعوام، أصيب بمرض ولم يجد علاجه بمستشفيات جازان حتى أحيل للمنزل من أجل الرعاية، بينما كان الشهيد إبراهيم يقف على رعايته.
ويقول "ربيع" شقيق الشهيد ل "سبق": "لكل زملاء شقيقي الشهيد إبراهيم العامري، أنتم من ستحققون هدفه، وستدحرون العدو عن وطننا ومقدساتنا"، وأضاف: "نحن فخورون بشهادة أخينا في سبيل الدفاع والذود عن الوطن، ونسأل الله أن يحمي وطننا ويحفظ أمننا"، وتابع: "لا مجال لعدو في وطننا، فكلنا فداء للوطن".
الشهيد إبراهيم العامري التحق قبل نحو عام بالعمل في الجيش السعودي، ولا يزال أعزب.