اختلفت قضايا السعوديين العائدين من سورية، لكنها اجتمعت في إشكالية الإهمال وعدم استعادة الحقوق. سيارات فقدها أصحابها ولم يعثر عليها أو يعوضوا عنها، سعودية تعرضت للتحرش ولم يعرف مصير الجاني ولم تعد لها حقوقها. قصص وجرائم عدة تعرض لها السعوديون تفاعلت معها السفارة تفاعلاً وقتياً، كما يقول متضررون وسرعان ما تجاهلتها رغم تبعاتها التي ما زال المتضررون يعانونها، فشاب سعودي يقسط 4 آلاف شهرياً قيمة سيارته المسروقة، وغيرها من المعاناة. "سبق" أجرت اتصالات عدة في السفارة السعودية بدمشق للحصول على تعليق أو توضيح عن تلك القضايا والشكاوى، لكن جميع التحويلات الخاصة بالمسؤولين في القسم الإعلامي وشؤون السعوديين لا تجيب، وهو ما أكده المتضررون من قبل. وسرد المواطن إبراهيم الضويحي معاناته بعد تعرضه لسطو مسلح في سورية سلبت فيه سيارته بالقوة وكيف أهملت قضيته لاحقاً من قبل السفارة، وقال: في شعبان الماضي تعرضت لعملية سطو مسلح وكانت أسرتي ترافقني وسلبت منه سيارتي (يوكن) بالقوة. وأضاف: أبلغت السفارة وسجلنا القضية، وطلبت من السفارة إعطائي مبلغاً مالياً حتى يتسنى لي العودة إلى المملكة عبر حافلات النقل على أن أعيد المبلغ بعد العودة إلى وزارة المالية، ورفض الطلب، مشيرا إلى أنه طوال الأشهر الماضية يحاول الاستفسار عن سيارته من السفارة، ولم يجد أي اهتمام، ويكشف الضويحي أنه يخصم من راتبه 4 آلاف شهرياً قسطاً للسيارة التي سرقت، ومع ذلك لا يعلم عن مصيرها ولم يجد أي اهتمام من قبل السفارة حول قضيته. وفي قضية مشابهة، قال المواطن عبد الرحمن الشراري إنه تعرض وزملاؤه لعملية سطو مسلح قامت خلالها عصابة بتهريبهم إلى الأراضي اللبنانية في شهر 7 من عام 2009م وسحبت مبالغ مالية من حساباتهم، ومن ثم أعيدوا إلى سورية بعد أن سلبت سياراتهم بالقوة، ليتجرعوا المعاناة في التنقل من مخفر إلى مخفر من أجل تسجيل البلاغ بمتابعة السفارة التي قدمت لهم مبالغ لا تتجاوز 500 ريال لكل فرد لإعادتهم إلى المملكة، لكن الغريب أنهم وبعد العودة بأسابيع طُلبوا عن طريق الشرطة لإعادة المبالغ إلى وزارة المالية. ويكشف الشراري أن حقوقهم لم تسترد، والسفارة لا تعيرهم أي اهتمام، مناشداً لاهتمام بالقضية وإعادة سيارته من نوع شفر ذهبي سوبربان موديل 2009 رقم اللوحة (أ ر ب 4871) ورقم الهيكل (3gnf16cj98g205645)، مؤكداً أنه لم يجد أي تفاعل من السفارة إلا وقت الحادثة وبعد ذلك لم يتلق أي اتصال أو اهتمام بقضيته. وفي قضية أخرى، يكشف مواطن تعرضت زوجته للتحرش في شهر رجب العام الماضي، أن اهتمام السفارة كان وقتياً، حيث تابعت القضية وتسلمت ملفاً كاملاً عنها، فضلاً عن ضبط الجاني، وشكوى ضد ضابط في الشرطة هناك نتيجة تهكمه عليه، لكن منذ عودته إلى السعودية لم يتلق أي اتصال، وحاول الوصول للسفارة عن طريق موقعها الإلكتروني دون جدوى، وقال المواطن: لا أعلم ما جرى وهل أخذت حقوقنا من الجاني والضابط أم لا؟ وعن القصة يقول المواطن: إنه كان ينوي برفقة زوجته واثنين من أطفاله دخول مسجد لأداء صلاة المغرب، وفوجئ بشخص يحاول التحرش بزوجته، حيث زجرته، ولم يتحمل المواطن الموقف فهاجمه وقبض عليه، وأحيل إلى مركز الشرطة في المنطقة. وبعد وقوفهم أكثر من ساعة هو وأطفاله وزوجته حاول الضباط إقناعهم بالتنازل عن حقهم وإنهاء الموضوع، فأكد لهم لو أنه اعتدى على ماله لتنازل ولكن على عرضه، فهذا ما لا يقبله، ورفض التنازل. وتهكم أحد الضباط في مركز الشرطة عليه وهو في أسوأ حالاته، إلى أن تم تسجيل المحضر، وتم إبلاغهم بضرورة الانتظار لحين عرض القضية على المحكمة. ومنذ ذلك الحين تسلمت السفارة ملف القضية ولم نعد نعلم ما حدث بعدها رغم أن هذا الأمر يعتبر حقاً من حقوقنا، مستغرباً إهمال السفارة للقضية. وطالب المواطنون من سفارة المملكة في دمشق، التفاعل والاهتمام في قضاياهم واستعادة حقوقهم التي أهدرت هناك، ولدى السفارة تصور كامل عنها ومع ذلك لم يحدث أي تقدم فيها.