انطلقت اليوم الأحد جلسات الاستماع للمتسابقين في التصفيات النهائية على جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، في دورتها السابعة عشرة، بفندق هوليدي إن القصر بمدينة الرياض، وذلك بحضور أمين عام مسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية الدكتور: منصور بن محمد السميح، والشيخ: عبدالرحمن بن عبدالله الهذلول نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، ومشرفي وحدات المسابقة، والمتسابقين والمرافقين، ورجال الصحافة والإعلام. وفي بداية الجلسة ألقى عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية رئيس لجنة التحكيم الدكتور أحمد بن علي السديس كلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور، وحمد الله تعالى على نعمة تدارس كتابه الكريم، وأثنى على الجهود الكبيرة التي تبذل لخدمة القرآن الكريم، وقال: هذه المسابقة القرآنية الكريمة لها خصيصة عظيمة مباركة وهي الاجتماع على حفظ القرآن الكريم وهذا من أشرف الأعمال وأجل الخصال، كما أن هذه المسابقة تشرف كذلك بأنها تحمل اسم قائد مسيرة الخير والعطاء والبذل والنماء في هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله في عمره ونصر الله به الإسلام والمسلمين.
بعد ذلك وجَّه الدكتور السديس حديثه للمتسابقين موضحاً لهم آلية التحكيم وطريقة احتساب الدرجات والأسئلة بكل شفافية ووضوح، ثم بدأت اللجنة نداء المتسابقين للفترة الصباحية والبالغ عددهم أحد عشر متسابقاً.
ومن جهة أخرى انطلقت التصفيات النهائية في الوحدة النسائية، بحضور المشرفة على وحدة الفريق النسوي الدكتورة: فاطمة النفيسة، وعضوات الوحدة النسائية، والمرافقات، وفي بداية اللقاء ألقت الدكتورة: لولوة المفلح من قسم التفسير بجامعة الأميرة نورة، رئيسة لجنة التحكيم النسائية كلمة للمشاركات في المسابقة تطرقت فيها إلى نظام المسابقة ولائحة تقييم المتسابقات، تلا ذلك الاستماع إلى المتسابقات في الفترة الأولى وعددهن عشر متسابقات.
وقال مدير الجامعة الإسلامية المكلف الدكتور إبراهيم بن علي العبيد بمناسبة فعاليات الدورة السابعة عشرة على جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات: إنّ الاهتمام بكتاب الله تعالى؛ حفظاً وتدبّراً، وتدارساً، لَعَمَلٌ جليلٌ، وفضلٌ كبير، فلا عمل أكبر من تشجيع أبناء المسلمين على حفظ كتاب الله، فهو شرف يطمح إليه كل مسلم، فأيّ عملٍ أجلّ من رعاية حفّاظ كتاب الله.
وأضاف: والمسابقة إذ تهتم بكتاب الله تعالي وحفّاظه، فهي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي يهتم بالقرآن الكريم وأهله، فكانت خير مسمّى، وخير عمل، وخير عناية، لتحقق هذه المسابقة -بإذن الله- أهدافها النبيلة التي بنيت عليها.
وأبان عن أثر المسابقة على الناشئة بقوله: إن تأثير التربية القرآنية على الناشئة في تعديل السلوك وتقويم الأخلاق من أهم السبل التربوية والأخلاقية في زرع القيم الإسلامية المستمدة من كتاب الله عز وجل في قلوب الناشئة وعقولهم، وإذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، كما جاء في الحديث الشريف، فإن من الأولوية بمكان أن يقتدي حفظة كتاب الله من الناشئة بنبيهم صلى الله عليه وسلم ويكون هذا القرآن دليلهم إلى كل خير وإلى عمل صالح ينفعهم في دينهم ودنياهم، وأن يكون كل واحد منهم لبنة صالحة في مجتمعه.
ووصف مدير جامعة القصيم الدكتور: خالد بن عبد الرحمن الحمودي جائزة الملك سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات في دورتها السابعة عشرة أنها أهم مسابقة قرآنية محلية، وتتمتع بمستوى متميز من التنظيم والإتقان والسمعة الطيبة، وقال: إن الناشئة الذين يتفيؤون ظلال القرآن الكريم في حلق الذكر وينهلون من معين كتاب الله إنما يحملون في أنفسهم بذرة الخير والرحمة، ويرفعون راية المودة والإخاء، ويقدمون للآخرين رسالة القرآن الكريم الهادية إلى الخير وعمارة الأرض والدعوة إلى دين الحق بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأضاف: نحتاج في هذه المرحلة إلى هذه النماذج المفرحة من أبنائنا وبناتنا الذين يتلون كتاب الله ويحفظونه ويتدبرونه، ويقدمون من خلال أخلاقهم وسلوكهم وتعاملهم النموذج الحقيقي للمسلم الحق الذي يسعى بأقواله وأفعاله إلى تقديم الصورة الحقيقية لديننا العظيم ورسالة نبينا عليه السلام، وقد يكون من فاضل القول الحديث عن تأثير التربية القرآنية على سلوك وتعامل أفراد المجتمع المسلم، فالقرآن منبع القيم والأخلاقيات العظيمة التي توجه علاقة المسلم بغيره، وتحض على فعل الخير وعمارة الأرض، والتعارف بين الناس والشعوب، كما يحتوي القرآن الكريم على القصص والأحداث التي تساعد المسلم على مواجهة الشدائد والصبر، والإخلاص في العمل والتنافس في أمور الخير، والعفو والتسامح.