يجد البيت الجازاني أو ما يسمى ب"العشة" في ملتقى الحرفيين الثاني بعنيزة إقبالاً كبيراً من الزوار؛ وذلك للتعرف على التراث الجازاني القديم المتمثل بالمنزل الذي كان يقطنه الأهالي آنذاك، كذلك يُقبل ضيوف الملتقى على التصوير بداخلة، وشراء بعض الأغراض التي يعرضها الباعة في البيت. ويستقطب البيت الجازاني العوائل بشكله الجذاب وطريقة تصميمه بجريد النخيل، وكيفية تماسكه، حتى أصبح منزلاً متناسقاً من الداخل والخارج، يوحي للزائر بأنه مُجسم من النخيل، ويحتوي بداخلة على الزمبيل وفناجيل الطين.
وبالقرب من العشة تكون "السهوة"، وهي ملجأ أهالي جازان قديماً من الحرارة، ويستخدمونها للنوم وقت الظهيرة، وتكون كذلك مجلساً لاستقبال الضيوف. وقال المشارك صاحب المنزل محمد يحيى أحمد الغماري: "إن العشة (أو المنزل القديم) كان يستعملها قديماً الآباء والأجداد عند التقلبات المناخية والعواصف والأمطار والسكن. وتحتوي العشة على العديد من القطع التراثية القديمة، التي منها الزمبيل الذي يستخدم لتجميع الأغراض وحملها، وتتعدد المقاسات بحسب الاحتياج".
وزاد: "وتحوي العشة أو البيت على فناجيل الطين القديمة والمظلة الشبرية المصغرة والمقعدة الجيزانية. وبالقرب من العشة تكون "السهوة"، وتأتي بشكل دائري ومُبردة للمقيل بالأوقات الحارة، وهي بالعادة ما تكون بالقرب من العشة، وتُستخدم كذلك مجلساً لاستقبال الضيوف".
وعن الكراسي الخشبية الموجودة بالبيت الجازاني أفاد: "هي تصنع من الخشب، وهي صناعة يدوية بسعف النخل والدوم، والخشب يُنجر من السدرة والأثل، وكانوا يضعون فوق الكرسي (اللحف) الجازانية، وهي عادة توضع بأوقات المناسبات واستقبال الضيوف".
واختتم: "والمغش هو وعاء حجري منحوت على شكل قدر، يُستخدم للطهي، وكانوا قديماً يستخدمون (الصحفة) للشرب، وهي إناء صغير مصنوع من الخشب. أما المجولة فكانت تستخدم سفرة الأكل قديماً، والخاطور الجيزاني تستخدمه النساء، ويتكون من الكادي والشيح، ويوضع فوق الرأس بالأعراس مع نوع من الحلويات المشهورة في التراث الجازاني كالحلقوم والناريجين".
يُذكر أن إدارة الملتقى نجحت في تعريف المجتمع بثقافات المناطق قديماً؛ فهناك الحارة الحجازية وطقوسها وطريقة البيع والشراء في صورة تنقلك للماضي الراحل، إلى جانب البيت الجازاني في شكله القديم وطريقة تكيّف أبناء جازان مع الظروف المناخية في زمنهم الأول.