استشهد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس جمعية الأطفال المعوقين، بما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في أحد مقالاته الصحافية، من أن أنفع الناس لوطنه هو أنفعهم لأهله وأبناء منطقته، مثمناً دور الشيخين عبداللطيف ومحمد الفوزان اللذين تبرعا بإنشاء مركز الفوزان للتأهيل الشامل في الزلفي، بتكلفة تجاوزت 40 مليون ريال، والذي أطلقه الأمير سلطان بن سلمان الليلة. ونقل رئيس مجلس جمعية الأطفال المعوقين للحضور تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأهل الزلفي، مؤكداً أن الملك حمله أمانة نقل تحياته واعتزازه بهم فرداً فرداً، قائلاً: "أبلغكم سلام وتحيات خادم الحرمين الشريفين واعتزازه بكم فرداً فرداً.. وأن أهل الزلفي كلهم خير وبركة.. وكل أبناء الوطن خير وبركة".
وأكد مخاطباً حضور افتتاح مركز الفوزان للتأهيل الشامل بالزلفي، أن البترول لم يصنع إنسان هذه البلاد المباركة كما يدعي البعض، كما أن إنسان هذه الدولة القوية الشامخة لم يكن حديث عهد بالثروة كما يزعم البعض، فالمملكة غنية برجالها وشموخ أبنائها منذ عهد الأجداد الذين أمنوا طرق التجارة العالمية التي مرت عبر الجزيرة العربية.
وأكد أن المملكة تنفق ثروتها لخدمة وبناء وتطوير الإنسان، وتعمل على توفير ما يحتاج إليه ويحفظ له أمنه، ويجعله يعيش مستقراً آمناً، وأن رجال الأعمال لديهم مساهمات ومبادرات لبناء الإنسان وخدمته.
وخاطب أبناء الزلفي قائلاً: "أتيت إلى هذه المنطقة العزيزة من الوطن قبل نحو 30 عاماً، ورأيت الأطفال كيف يتسابقون في إكرام الضيف، وتمنيت في تلك اللحظة أن أربي أبنائي فيها لما رأيته من حرص وكرم خلق وطيبة نفس، وهذا في واقع الأمر هو حال كل أبناء مناطق المملكة العزيزة على قلوبنا جميعاً".
وأضاف أن "بلادنا ولله الحمد تعيش في أمن واستقرار، وينعم كل من يطأ ترابها الطاهر بالخير الوفير في ظل أزمات وعواصف تهب من كل حدب وصوب.. أطاحت بدول.. وقضت على اقتصادات شعوب.. ومزقت مجتمعات.. بينما هذا الوطن ثابت راسخ بفضل أبنائه ومستوى وعيهم وإيمانهم بأهمية الحفاظ على مكتسباتهم ووحدتهم التي هي بعون الله طوق النجاة".
ونبه إلى أن "شعب المملكة ليس له خصوصية كما يقول البعض، وإنما ميزة هي أننا نعيش في بلد الحرمين الشريفين، ونتشرف بخدمة ضيوف بيته الشريف، وهذه الميزة اختارنا الله لها من بين كل شعوب الأرض، وهذا فضل عظيم يؤتيه الله من يشاء".
وشدد على أن "المملكة بقيادتها حريصة كل الحرص على تسهيل حياة المواطنين والمقيمين على أرضها، وتبذل الغالي والنفيس لتحقيق هذه الغاية"، مضيفاً "اليوم نشاهد الزلفي، وهي مدينة تجري فيها كل مقومات الحياة، ورأينا أهلها وهم يديرون مؤسسات في الدولة وكذلك القطاع الخاص".
وخلص الأمير سلطان إلى القول "إن ما يقدمه أبناء الفوزان من مبادرات مجتمعية تستحق التقدير والإشادة، فلهم في عمارة المساجد أياد بيضاء، وفي حفظ الطعام جهد يذكر فيشكر، واليوم يدشنون مركزاً هو منارة إشعاع وفخر لخدمة فئة عزيزة وغالية علينا، إضافة إلى تجهيزه بأفضل التقينات، وما وصل إليه العلم الحديث في مجال العناية بذوي الاحتياجات الخاصة".
وكان الأمير سلطان بن سلمان قد تجول في أرجاء المركز، وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية، والتقى عدداً من نزلاء الدار، ومن يتلقون العلاج فيه، واستمع إلى شرح واف ومفصل عن مراحل بناء المركز والأجهزة الحديثة التي تم توفيرها، إلى جانب الطاقم الطبي والتأهيلي الذي تم توفيره لهذا الغرض، ويقع المركز على مساحة 20 ألف متر مربع، ويضم مبنى الإدارة والعلاج الطبيعي، ويستوعب 240 حالة مناصفة بين الرجال والنساء.
ثم ألقى عبدالله بن عبداللطيف الفوزان كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره للأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز؛ على دعمه غير المستغرب لأعمال البر والخير، مؤكداً أنه سفير العمل الإنساني، ثم أعلن عن إطلاق اسم والدة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الأميرة سلطانة بنت تركي السديري، على القاعة الرئيسية بالمركز.
وكان وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور عبد الله الميقل، ألقى كلمة ثمن فيها جهود الأمير سلطان بن سلمان في دعم أهم وأكثر الملفات في المجتمع، وهي الإعاقة، وحرصه على العناية بهذه الفئة، وتوفير ما يحتاجون إليه من خدمات ومساعدات في جميع مناحي الحياة بما يمكنهم ويؤهلهم من العيش ليساهموا في بناء وطنهم، كما ثمن دور الدولة في العناية بالمعاقين وذوي الظروف الخاصة، وتقديم كل ما يحتاجون إليه من خدمات.
ثم ألقى مدير عام التربية والتعليم في الزلفي كلمة نوه فيها بجهود الأمير سلطان بن سلمان في دعم الأعمال الإنسانية إلى جانب جهود الدولة في توفير كل ما يحتاج إليه الوطن والمواطن من خدمات على جميع المستويات، وأزجى الشكر والتقدير للشيخين عبداللطيف ومحمد الفوزان على دعمهما للمحافظة وجهودهما في توفير ما تحتاج إليه من خدمات على جميع المستويات.