أنهى مركز الملك سلمان لأمراض الكلى بالرياض، فعاليات اليوم الثاني، من الحملة التوعوية (صحة الكلى للجميع) التي تتزامن مع فعاليات اليوم العالمي للكلى؛ حيث ركزت الحملة على الجانبين التوعوي والتثقيفي بتوزيع المطويات التثقيفية من خلال أركان المعرض التوعوي المصاحب، وسط حضور فاق 700 زائر من جميع فئات المجتمع والمراحل الدراسية. وشهد المعرض العلمي المصاحب للحملة في فترته الصباحية حضوراً كبيراً من طلاب المدارس من مختلف المراحل التعليمية وعدد من مشاهير الإعلام والفن والكرة، إضافة إلى عديدٍ من المهتمين بأمراض الكلى؛ حيث تجوّل الحضور في أقسام المعرض وتعرّفوا من خلاله على أمراض الكلى وسبل الوقاية منها؛ حيث تميّزت طرق إيصال المعلومات للمتلقين بسهولة من خلال الشاشات والمجسمات.
وتعرّف الزائرون من المختصّين والمهتمين بأمراض الكلى على آخر المستجدات التشخيصية والعلاجية في هذا المجال، وكذلك التعرُّف على أهم الدراسات المرتبطة بأمراض الكلى؛ حيث قام قسم الخدمة الاجتماعية بتوزيع بروشورات توضح دور الخدمة الاجتماعية بخدمة مرضى الفشل الكلوي ولمس احتياجاتهم المادية والاجتماعية.
وقدّم قسم التغذية العلاجية النصائح لزوّاره بممارسة الرياضة والأكل الصحي، مثل تجنب الدهون ذات المصدر الحيواني كالسمن والزبدة والإكثار من الخضراوات والفاكهة والابتعاد عن السكريات والمشروبات الغازية والسيطرة على الضغوط النفسية والابتعاد عن التدخين.
واشتمل المعرض على عيادة أشرف عليها قسم التمريض؛ ذلك للكشف المبكر عن أهم مسبّبات الفشل الكلوي ألا وهما مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم، وشملت الفعاليات محاضرات توعوية كان أبرز عناوينها، "ارتفاع ضغط الدم وتأثيره في الكلى" وقدّمها الدكتور إبراهيم علي، متناولاً ظاهرة ارتفاع ضغط الدم وعلاقتها بأمراض الكلى وكيفية الوقاية منها وعلاج الضغط وأنواعه وأسبابه.
وضمّت محاضرة بعنوان "المسنون ومرضى الفشل الكلوي" قدّمتها الأخصائية الاجتماعية فاطمة الحارثي، وتطرّقت فيها إلى كيفية الاهتمام والعناية بهذه الشريحة في ظل إصابتهم بمرض الفشل الكلوي، كما شملت الفعاليات دورة تدريبية للكادر الطبي خُصِّص لها 9 ساعات تعليماً طبياً كان أبرز عناوينها "غسيل الكلى المنزلي" وقدّمها المشرف العام على المركز الدكتور محمد ناصر العومي؛ حيث أشار إلى أن هناك عدداً قليلاً، لكنه متزايد من العيادات الطبية التي تقدم خدمة غسيل الكلى المنزلي وتوفر هذه العيادات جهازاً للاستخدام في المنزل، ويتم توصيل التجهيزات إلى المنزل مرة أو مرتين في الشهر.
وأضاف: "يبدأ المريض في تعلُّم إجراء العلاج في العيادة؛ حيث يعمل بمساعدة ممرضة الغسيل الكلوي، وتستغرق فترة التدريب عادة من 8 إلى 12 أسبوعاً. ويتميز هذا النوع من الغسيل بإيجابيات عديدة أهمها تقليل نسبة الوفيات وضبط ضغط الدم؛ بحيث يتم الاستغناء عن أدوية ضغط الدم في بعض الأحيان، إضافة إلى قدرة المريض على تحديد الجدول الزمني الذي يناسبه، وتحسن حالته الاجتماعية والنفسية مقارنة بأنواع الغسيل الأخرى".
يُشار إلى أن مستشار الإدارة العامة لمكافحة الأمراض الوراثية والمزمنة الدكتور مراد المراد، ألقى محاضرةً بعنوان "تحسين السيطرة على السكري في أمراض الكلى"؛ حيث تطرق إلى انتشار داء السكري في السعودية، مضيفاً أنه أصبح يمثل ظاهرة نظراً لأن نسبة الإصابة به 25 % لدى البالغين لمَن هم فوق الثلاثين عاماً, وأرجع أهم الأسباب التي تقف خلف ذلك إلى تغير نمط الحياة لدى سكان المملكة العربية السعودية في العقود الأخيرة، مشيراً إلى أن الحل يكمن في العودة إلى نظام غذائي سليم وممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم.