لم تجد شكاوى سكان أحياء شرق "تيماء" وقرية "العسافية" على الجهات المعنية؛ نفعاً؛ لمنع مرور الشاحنات وسط أحيائهم وقريتهم، حتى لوحة إدارة النقل التي علقتها قبل أسابيع تؤكد منع مرور الشاحنات مع طريق "العسافية الهوج"؛ فشلت أيضاً بعد أن تجاهل قائدو الشاحنات تلك الشكاوى والتحذيرات، غير آبهين لنداءات المواطنين المتكررة ومعاريضهم التي امتلأت بها أدراج مسؤولي المحافظة منذ عدة سنوات . يؤكد عدد من المواطنين التقت بهم "سبق" أن مسؤولي المحافظة تلقوا منهم عدة شكاوى على مدى سنوات ماضية بشأن مطالبتهم بمنع مرور الشاحنات وسط أحيائهم؛ كونها تشكل خطراً محدقاً عليهم؛ نتيجة مرورها بطريق ذي مسار واحد، وهو طريق زراعي غير مخصص للشاحنات، وأن على قائدي هذه الشاحنات سلوك طريق "أبو عجرم- القليبة- تيماء" الذي صُمم بأحدث المواصفات من حيث السعة وتحمل الشاحنات الثقيلة.
ويواصل الأهالي حديثهم: لم نجد أي تجاوب طوال السنوات الماضية من أي جهة معنية بهذا الأمر؛ فلم نتلقَّ سوى وعود شفوية لم تنفذ، رغم وقوع عدد كبير من الحوادث على مدى السنوات الماضية، إلا أن إدارة النقل بتبوك هي الجهة الوحيدة التي استجابت لشكاوانا؛ حيث علقت قبل أسبوعين لوحة إرشادية أشارت فيها بمنع مرور الشاحنات بعد أن أدركت خطورة مرور الشاحنات مع طريق "العسافية- الهوج"، وجاءت هذه الخطوة بعد زيارة وكيل وزارة النقل للطرق؛ لطريق "العسافية الهوج"؛ حيث أكد في وقتٍ سابق أنه طلب رصد عدد الشاحنات على الطريق؛ ليتم على ضوء ذلك التنسيق مع الجهات الأخرى.
من جهته؛ أكد مصدر في إدارة النقل بتبوك ل"سبق"؛ أنه تم عمل محضر مع قوة أمن الطرق بشأن منع مرور الشاحنات مع طريق "العسافية- الهوج"، مشيراً إلى أن منع دخول الشاحنات يحتاج إلى جهة أمنية .
فيما قال أحد سكان قرية "العسافية" ل"سبق": رصدت خلال اليومين الماضيين عشرات الشاحنات المحملة بالأعلاف والوقود، تمر على الطريق دون أدنى مسؤولية؛ بل وصل بهم الأمر للتوقف على جنبات الطريق؛ وهو الأمر الذي أكده المعلمون والمعلمات العاملون بالقرية، مبيناً أن الشاحنات لا تلتزم بوقت محدد؛ بل نشاهدها في كل الأوقات .
وناشد سكان أحياء شرق "تيماء" وسكان قرية "العسافية" والمعلمين والمعلمات بالقرية، أمير منطقة تبوك؛ بالتدخل وتوجيه الجهات المعنية للقيام بعملها على أكمل وجه لدفع الخطر عنهم.
بدورهم أرجع مختصون السبب في مرور الشاحنات مع طريق "العسافية الهوج" إلى أمرَيْن؛ كان أولهما: الهرب من ميزان الشاحنات، وثانيهما الهرب من المخالفات المرورية المتمثلة في السرعة الزائدة، مشيرين إلى أن أسباب الحوادث على هذا الطريق إلى جانب السرعة هو الزحام الذي تشكله تلك الشاحنات، ولاسيما أنه ذو مسار واحد، فضلاً عن تهتكات سابقة في الطبقة الإسفلتية في مواقع محددة؛ نتيجة تزايد مرور الشاحنات".
ووفقاً لإحصائية حديثة طلبتها "سبق" من "هيئة الهلال الأحمر" بتبوك لعدد الحوادث خلال ال "16" شهراً الماضية فقط، على طريق "العسافية- الهوج"؛ جاءت الإحصائية ب"4" وفيات، و"12" إصابة؛ بمعدل ثلاث إصابات وحالة وفاة واحدة كل أربعة أشهر؛ نتيجة حوادث مرورية، خلاف الحوادث المرورية في الأعوام السابقة.
وقد رصدت "سبق"- لرغبة وطلب الأهالي في فترة سابقة على مدى يومين متتاليين- مرور الكثير من الشاحنات على طريق الهوج، والعسافية، وتيماء؛ في مشهد يعكس مدى خطورة تلك الشاحنات مقابل ما تحمله من مواد خطرة، ورغم وجود لوحة تؤكد منع مرور الشاحنات إلا أنها لم تلحظ أي تواجد لأي جهة لمنع هذه الشاحنات .
يشار إلى أن "سبق" تلقت على مدى فترات سابقة شكاوى عدة من الأهالي نتيجة مرور الشاحنات، وقد نشرت تقارير عدة سابقة، إلا أن الجهة الوحيدة التي استجابت وبذلت جهوداً واضحة؛ هي إدارة النقل بتبوك، وعلى رأسها وكيل وزارة النقل للطرق "المهندس هذلول بن حسين الهذلول"، فيما لم تكن هناك أي جهود واضحة لأي جهة أخرى في المحافظة، فيما ستعاود "سبق" نشر معاناة الأهالي خلال الفترة القادمة؛ في حال لم يكن هناك تجاوب من الجهات المعنية مع مناشدات الأهالي التي لا تزال تتلقَّاها "سبق"، وخاصة بعد وجود لوحة تؤكد منع مرور الشاحنات .