تحولت الغرفة التجارية الصناعية بجدة إلى نقطة التقاء لعدد من البعثات الدبلوماسية الأوروبية والآسيوية، حيث استقبلت، أمس الاثنين على مدار ثلاث ساعات، مسؤولين هولنديين ونمساويين وإيطاليين وهنود؛ اجتمعوا لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع القطاع الخاص في عروس البحر الأحمر. وعرضت الوفود الأربعة خدماتها على قطاع الأعمال السعودي وسعت إلى ترويج لمنتجاتها ونشاطاتها لدى القطاع الخاص السعودي.
وبحث الأمين العام لغرفة جدة، عدنان بن حسين مندورة، مع المستشار التجاري للسفارة النمساوية، بيير برونيس، في حضور عدد من القيادات التنفيذية للغرفة؛ سبل التعاون المشترك، حيث عرض المسؤول النمساوي إقامة معرض كتالوج لعدد من الشركات في بلاده تقدم خدماتها في المجالات الصناعية وتخصصات متنوعة، متأملاً أن يتم تحديد موعد مناسب خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأبدى مندورة اهتماماً كبيراً بتعاون القطاع الخاص مع النمسا التي تعتبر من الدول الصناعية الطموحة في أوروبا، وقال: تملك السعودية فرصاً استثمارية واعدة ومغرية للأوروبيين في ظل حركة البناء والتشييد التي تشهدها في الفترة الحالية وعصر الطفرة الذي تعيشه على صعيد مشروعات البنية التحتية.
وقال: "يأتي الاهتمام النمساوي بهدف تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين، نابعاً من أرقام مجلس الغرف السعودية التي تشير إلى أن واردات السعودية من النمسا في العام الماضي لم تتجاوز 5.3 مليار ريال، وتتركز في الأجهزة الطبية، آلات ومكائن، منتجات صيدلانية، منتجات غذائية، وعصائر، في حين لا تربو الصادرات السعودية إلى النمسا عن 17 مليون ريال تتمثل في الشحوم الصناعية وحبيبات البلاستيك".
والتقى الأمين العام لغرفة جدة عدنان بن حسين مندورة ونائب الأمين لقطاع الأعمال المهندس محي الدين حكمي مع نائب السفير الهولندي هانس دي برابندر، حيث أبدى الأخير رغبة بلاده في تطوير العلاقات التجارية مع أصحاب الأعمال والقطاع الخاص السعودي.
وقال: "عدد من الشركات الهولندية تستطيع أن تقدم منتجات وخدمات متنوعة لدعم المشاريع التنموية الحالية بالسعودية، وهناك رغبة تبادل الوفود التجارية والاقتصادية وبحث سبل التعاون المشترك".
في المقابل؛ قال أمين عام غرفة جدة: "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة تحتضن العديد من الفرص الاستثمارية التي تجذب المستثمرين الهولنديين لإنشاء مصانع فيها، ونشير إلى التطور الكبير في مجال التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، حيث تجاوزت الواردات السعودية لهولندا في العام قبل الماضي وفقاً لإحصاءات مجلس الغرف السعودية 6.7 مليار ريال".
وأضاف: "تمثلت الواردات في معدات زراعية، بذور زراعية وأزهار حية ونباتات منزلية، أسمدة زراعية، آلات هيدروليكية، أجهزة ثقيلة للتصنيع، معدات لتوليد الطاقة والاتصالات، وآلات حفر، في حين وصلت الصادرات السعودية إلى هولندا إلى 23.1 مليار ريال، تتركز في النفط الخام، بتروكيماويات، نفط مُكرر، شحوم مكائن، أسمدة كيماوية، وحبيبات بلاستيك".
من جهته، عرض القنصل التجاري الهندي سعيد مبارك على المسؤولين في غرفة جدة استضافة معرض المنتجات الهندية خلال شهر نوفمبر من عام 2015م الجاري، ودعا المستثمرين إلى المشاركة في معرض الأعمال بمدينة نيودلهي في شهر ابريل خلال الفترة من 23إلى 25 ويتضمن تقنية المعلومات والسياحة والإعلام والرعاية الصحية والخدمات المتطورة والتعليم والمنشآت الصغيرة.
وأشاد الأمين العام لغرفة جدة بغزارة الفرص الاستثمارية التي يحتضنها السوق السعودي والسياسة الاقتصادية الحكيمة التي تنتهجها المملكة؛ في الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى أن قيمة التبادل التجاري بين المملكة والهند خلال الأعوام العشرة الماضية بلغ نحو 756 مليار ريال.
واستقبل المسؤولون بغرفة جدة القنصل العام الجديد لإيطاليا، اليس ابيتا مارتني، التي تسلمت مهامها خلال الفترة الماضية، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات في الأعوام المقبلة واستكمال التعاون القائم بين القطاعين الخاصين في البلدين.