يعش المعمَّر وصيل المطيري، الذي تجاوز 110 أعوام، بمفرده في خيمة متواضعة نُصبت له منذ 9 أشهر بجوار أحواش الأغنام وأكوام المخلفات بالقرب من حي السلي شرق العاصمة الرياض. ويقاسي المطيري أوضاعاً معيشية صعبة للغاية؛ حيث يسكن ويقيم في هذه الخيمة بعد أن خاف من الإثقال على ابنته الخمسينية، التي أصبحت هي أيضاً بحاجة إلى مَنْ يعولها؛ لقلة حيلتها وكِبَر سنها. ولا يعطف على المطيري ويجلب له المأكل والمشرب في خيمته سوى جيرانه من العمال الذين يعملون على حراسة حظائر الأغنام المجاورة لخيمته، وكذلك بعض المحسنين من أصحاب تلك الحظائر. وقد زار محرر "سبق" المعمَّر المطيري في خيمته، برفقة المواطن ضاوي عبيد المقاطي، الذي قال: "لاحظتُ أثناء مجيئي بكثرة لأحد أقربائي، الذي يملك حوشاً للأغنام هنا، إقامة المعمَّر المطيري ووجوده باستمرار في هذه الخيمة؛ ما دفعني إلى الدخول لخيمته لمحاولة معرفة سر وجوده هنا باستمرار". وأضاف المقاطي "تحدثتُ إليه، وسرد لي قصة حياته وسر معاناته، وقال: أنا يا ولدي كنت سابقاً أعيش في ضواحي عفيف قبل كِبَر سني، وقبل أن أصبح وحيداً، لكن بعد أن أصبحتُ وحيداً، وبعد أن قلّت حيلي، وزاد ضعفي، قررتُ المجيء لابنتي الوحيدة لأعيش معها في الرياض حتى تعتني بي، وبالفعل قضيت عندها بعض الوقت، لكن في الآونة الأخيرة عجزتْ عن العناية بي لكِبَر سنها هي أيضاً، ولسكنها مع أسرة كبيرة مكوّنة من 18 فرداً، جميعهم يسكنون في شقة صغيرة، ولصعوبة ظروفهم المالية قررتُ عدم الإثقال عليهم وتحميلهم فوق طاقتهم، وطلبت منهم أن يعيدونني إلى عفيف، لكنهم رفضوا ذلك، وبعد إصراري على العيش في مكان مفتوح أقنعوني ببناء خيمتي هذه التي أقيم فيها منذ 9 أشهر، وسأبقى فيها حتى يفرجها الله". وقال المقاطي: "أدهشني ترك عجوز بهذا العمر يعيش وحيداً بعيداً عن أي اهتمام أو عناية، وخصوصاً أن مَنْ في مثل عمره يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والعناية التي يفتقدها وصيل في موقعه هذا، الذي لا يتوافر به أي وسيلة من وسائل العيش الكريم الذي كفلته الدولة لمواطنيها - أيدها الله -". وناشد المقاطي المحسنين مساعدة هذا المسن الذي تقطعت به السبل، والمساهمة في تأمين مسكن يليق به وحفظ كرامته إلى آخر عمره الذي لم يبقَ منه الكثير.