بين انتظار وترقب، ورغبة في الشراء والترفيه أخذت العديد من الأسر في وضع ورسم مخططاتها في إنفاق راتب الشهرين الذي منحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وفق أولويات واحتياجات معينة، منها لسداد دين معين أو شراء حاجة منزلية أو السفر لقضاء إجازة. والتقت "سبق" عدداً من المواطنين لرصد مخططاتهم في إنفاق راتب الشهرين قبل صرفه من الجهات الحكومية.
مسؤوليات عائلية: قالت "أم نورة"، وهي موظفة حكومية: ستساهم هذه المنحة في مساعدتها لإكمال منزلها وأنها امرأة مسؤولة ومستقلة وتلقت خبر الراتبين بفرح وسعادة غامرة. وأضافت أحمد الله على صدور هذا الأمر الذي يمثل قمة العطاء من مليكنا الغالي الذي أصدر قرارات كلها تصب في مصلحة شعبه وتحقيق الاستقرار.
وعبر المشرف التربوي سعد الشراري عن شكره لله ثم لولاة الأمر الذين يتلمسون حاجاتنا ويحرصون على رفعة الوطن والمواطن وأشار الشراري إلى أن 20% ستكون لقضاء الدين و 60 % في إتمام منزله، 20 % للادخار.
وأشار العسكري المتقاعد يحيى مجرشي إلى أن منحة الراتبين ساهمت في تسديد باقي القرض السكني وتحقيق بعض الاحتياجات الهامة، داعيا الله في إطالة عمر حكامنا على الخير على ما يبذلونه في سبيل راحة المواطن.
للأمهات نصيب: في الوقت الذي خططت فيه العنود اليوسف لصرف الراتبين وفق خطة أعدتها من إهداء والدتها جزء من هذه المنحة إضافة إلى دخولها في مساهمة تجارية ومؤكدة أنها ستهب مبلغاً للتصدق والزكاة. الأمر الذي وافقتها فيه (سميرة الغامدي) موظفة حكومية أن نصف المنحة ستكون من نصيب والدتها والباقي لتسديد مستحقات مالية متأخرة متمنية أن تزيد الرواتب لتكفي متطلبات العيش.
احتياجات الجامعيين وترغب الطالبة الجامعية العنود الرشيد في شراء أجهزة جديدة، وتبديل أثاث غرفتها الخاصة مؤكدة أن أمورا كثيرة تحققت بعد الراتبين الإضافيين.
أما الطالب الجامعي عبد الرحمن علي فأكد أنه بحاجة ماسة لشراء سيارة تنقله للجامعة ويحتاج مبلغا لإكمال قسط السيارة، وأكد حرصه على شراء بعض المستلزمات للجامعة كالكتب والمراجع.
فلسفة غريبة بدوره أكد أستاذ في الإدارة الاستراتيجية وتنمية الموارد البشرية لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبد الوهاب القحطاني أنه لا بد للمواطنين أن يكونوا على وعي كاف من المسؤولية، والابتعاد عن فلسفة "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" لأنها فلسفة غير دينية وتتفق مع التبذير والإسراف الذي من الممكن أن يؤدي إلى مشاكل اقتصادية وأضرار مالية كبيرة.
ونصح القحطاني المواطنين بالتخطيط السليم في صرف الراتبين وإدارة الشؤون المالية بوعي وتخطيط.
الاحتياجات الأساسية كما حذر من محاولة بعض الجهات لاستقطاب الراتبين من المستفيدين للترويج عن منتجاتهم، واستغلال اندفاع الناس على الشراء والبحث عن الجديد.
ونوه القحطاني إلى ضرورة النظر في الاحتياجات الأساسية للأفراد من تسديد مديونيات أو تصحيح وضع وتأجيل المتعة والسفر بعد التأكد من عدم وجود مسؤوليات منوها إلى "أهمية توعية المواطنين بجهود مكثفة من المتخصصين النفسيين والاجتماع والتسويق".
مشاكل للأزواج: وبدوره ذكر المستشار الأسري بمركز التنمية الإنسانية للاستشارات الأسرية الأستاذ ثامر الصالح أن أي تعديل في السلوك الاستهلاكي للراتبين سيحول النعمة إلى نقمة مشيراً من خلال حديثه ل"سبق" إلى أن الذكي من يفكر في الادخار أو الاستثمار أو التسديد لأقساط متأخرة.
وحول مدى تأزم العلاقات الأسرية أو تماسكها عند صرف الراتبين أكد الصالح أنه في الغالب سيتسبب هذان الراتبان بمشاكل بين الأزواج فمن جهة قد يكون الزوج من المحبين للسفر والترفيه، أو من الأزواج الذي يسعى دائما لنهب راتب زوجته وبالمقابل فإن المرأة قد تكون ربة بيت وليس لديها دخل سوى من طرف الزوج فتبحث عن نصيبها من الراتبين.
وأوضح أن الأمر -كما يرى الصالح- له جانبان سلبي وإيجابي، يتضمن السلبي رغبة الزوج في نهب مال زوجته أو رغبته بالترفيه والسفر متناسيا مسؤولياته الاجتماعية والأسرية، أما الإيجابي فيظهر بتعزيز التماسك الأسري بين الزوجين كسفر مشترك، أو مشروع مشترك وأردف الصالح إلى أن الأسرة جميعها لها حق التمتع بالراتبين وفق الاحتياجات المتاحة لها.