اتهم مجلس التعاون الخليجي الحوثيين بتدبير انقلاب للسيطرة على السلطة في اليمن بعدما أعلنوا حل البرلمان وعزمهم تشكيل حكومة جديدة، بحسب ما أوردت الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت. وقد تشير معارضة مجلس التعاون الخليجي المكون من ست دول إلى العزلة المتزايدة لليمن الفقير وتعكس أيضًا عداء السنة للحوثيين المدعومين من إيران.
ونقلت كونا عن مجلس التعاون الخليجي قوله في بيان "هذا الانقلاب الحوثي تصعيد خطير مرفوض ولا يمكن قبوله بأي حالٍ ويتناقض بشكلٍ صارخ مع نهج التعددية والتعايش الذي عرف به المجتمع اليمني ويعرض أمن اليمن واستقراره وسيادته ووحدته للخطر".
وأضاف البيان "ما يهدد أمن اليمن وسلامة شعبه يعد تهديدًا لأمنها ولأمن المنطقة واستقرارها ومصالح شعوبها وتهديدًا للأمن والسلم الدولي وسوف تتخذ دول المجلس كل الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها".
وحل الحوثيون البرلمان يوم الجمعة وقالوا إنهم بصدد تشكيل حكومة مؤقتة جديدة.
وفي كلمة أُذيعت عبر التلفزيون يوم السبت قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إن يديه ممدوتان لكل القوى السياسية للشراكة.
وأضاف الحوثي "اليد ممدودة لكل القوى السياسية في هذا البلد.. لكل المكونات لكل التيارات القلوب مفتوحة واليد ممدودة وبالإمكان أن يتكاتف الجميع بدلاً من أن يتصارعوا".
لكنه حذر من "أي تحرك يستهدف هذا الشعب في اقتصاده أو في أمنه واستقراره فهو تحرك غير مقبول وفي مقابله سيتحرك شعبنا اليمني العظيم ويواجه أي مؤامرات من هذا النوع".
وعصفت بالبلاد أزمة سياسية منذ استقالة الرئيس ورئيس الوزراء الشهر الماضي في أعقاب سيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة واحتجاز الرئيس في مقر إقامته في محاولة لتشديد سيطرتهم على البلاد.
وتصاعدت حدة التوتر في العاصمة صنعاء يوم السبت مع ظهور الحوثيين المسلحين قرب المباني الحكومية الرئيسية.
وقال شهود عيان إن قنبلة بدائية الصنع انفجرت أمام القصر الجمهوري بوسط صنعاء يوم السبت وأصابت ثلاثة مقاتلين شيعة كانوا يحرسونه.
من ناحية أخرى احتشد آلاف المتظاهرين في ثلاث مدن بوسط اليمن احتجاجًا على سيطرة الحوثيين على السلطة. وأطلق مسلحو الحوثيين النار في الهواء لتفريق عشرات النشطاء قرب الجامعة الرئيسية بصنعاء.
وردد المحتجون هتافات تصف سيطرة الحوثيين بأنها انقلاب وطالبوا الجماعة بسحب قواتها من المدن الرئيسية.
واجتاح الحوثيون صنعاء في سبتمبر وبدؤوا ينتشرون في مدن أخرى بجنوب اليمن وغربه. وأدى انتشار الحوثيين إلى زعزعة استقرار قوات الأمن اليمنية الهشة وأثار غضب مقاتلين قبليين متحالفين مع تنظيم القاعدة.
وقتل أربعة مقاتلين حوثيين في هجوم يشتبه بأن التنظيم شنه في محافظة البيضاء الجنوبية يوم الجمعة فيما اشتبكت قوات الجيش مع رجال قبائل ومقاتلين في التنظيم بمنطقة مجاورة يوم السبت.