سجّلت برامج عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة حائل بمساراتها الأربعة "دبلوم التربية العام، ودبلوم التوجيه والإرشاد النفسي، ودبلوم التربية الخاصة (مسار التفوق والموهبة)، ودبلوم مصادر التعلم" تنافساً كبيراً بين سوق مكاتب تقسيط بطاقات "سوا" بالمنطقة، منذ بداية الفصل الدراسي الحالي، في إقراض الدارسين بها الذين لا يستطيعون تحمّل الرسوم من حساباتهم الخاصة، حيث لا تستغرق مدة القرض سوى يوم واحد. عروض خاصة للتقسيط وعلمت "سبق" أن عدداً من مكاتب التقسيط في مدينة حائل والمحافظات التي يوجد بها فروع للجامعة أعلنت عن عروض خاصة لضمان أكبر عدد من العملاء، حيث لوحظ اقتصار العملاء على فئة ال "5 آلاف ريال" وهي رسوم سداد البرنامج خلال الفصل الدراسي مقابل تسديدها على أقساط شهرية بمبلغ 500 ريال وبفائدة 2500 ريال، فيما قللت بعض المكاتب الفائدة إلى 2000 ريال.
فوائد كبيرة وأشار عبدالله الشمري إلى أنه اقترض خلال الفصل الدراسي الأول الماضي بطاقات "سوا" فئة ال "5 آلاف ريال" بفائدة 2500 ريال بقسط شهري قدره 500 ريال، فيما عاود الاقتراض الخميس الماضي بنفس الفئة ونفس الفائدة، مما ضاعف عليه الفوائد إلى 5000 ريال، بحيث أصبحت التكلفة العلية للدراسة خمسة عشر ألف ريال، استفاد منها مكاتب تقسيط بطاقات "سوا" الثلث.
الجدير ذكره أن برامج عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة حائل بمساراتها الأربعة تصل تكلفتها على جميع المقبولين والمقبولات الفصل الدراسي الثاني الحالي إلى مليونين و520 ألف ريال يمثل الملتحقون في دبلوم التربية العام 27% من الطلاب، ونحو 37% من الطالبات، وهم الذين تخرجوا من الجامعات ولم يتم قبولهم وليس لهم دخل، مما يلزمهم بلا شك للجوء إلى اقتراض البطاقات لسداد الرسوم المستحقة عليهم.
مطالب بالتقسيط واقترح زيد الشمري، وهو أحد الدارسين في أحد البرامج، أنه في حالة عدم نية وزارة التعليم، إعفاء الطلاب والطالبات من رسوم الدراسة، الأجدر أن يتم ذلك عن طريق الأقساط على مدى الفصلين الدراسيين، ولضمان عدم الفائدة المتراكمة على الدارس، والتي تضيف له عبئاً بعد الدراسة، حيث يمتد تقسيطها حتى 30 شهراً، فيما مجموع الدراسة للدبلوم خلال الفصلين لا يتجاوز سبعة أشهر ونصف الشهر.
وذكر فهد الشمري أن رسوم الدراسة أثرت عليهم اقتصادياً، لا سيما أن الكثير منهم بلا عمل، والالتزامات الحياتية تتطلب منه الكثير، مما ألحق بهم التقصير الاقتصادي الأسري في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن الكثير منهم في"ورطة" من أمره، ما بين الادخار للأسرة أو الادخار للدراسة، وذلك من الدخل الذي يصله من إخوانه أو أخواته أو والديه، مشيراً إلى أنه سبق وأن تم رفع خطاب جماعي للعمادة للمطالبة بالإعفاء من الرسوم، إلا أنه لم يتم البتّ فيه.
وأوضح طالب آخر أنه من ليس له دخل شهري، صعب عليه التوفيق بين الصرف على حياته المعيشية، وبين تسديد الرسوم البالغة عشرة آلاف ريال في الفصلين، مؤكدا أنهم دخلوا إلى عالم الديون منذ تخرجهم والتحاقهم في الدبلوم التربوي بالجامعة.
وناشد دارسوا الدبلومات بجامعة حائل عبر "سبق" وزارة التعليم، بإعفائهم من دفع الرسوم، مشيرين إلى أن الكثير منهم لا يستطيعون أن يدفعوا هذه الرسوم، في ظل عدم قدرتهم على إيجاد وظائف، ولافتين إلى أن يوم غد الأحد 12 ربيع الآخر 1436 هو آخر موعد محدد لتسديد الرسوم أو الاعتذار عن استمرارهم في الدراسة هذا الفصل.