فتح مؤسس شبكة الليبراليين السعوديين رائف بدوي باباً واسعاً لمنتقديه كي يثبتوا صحة مواقفهم ضده، خصوصاً أولئك الذين يتهمونه بافتقاد معيار سليم للحكم على الأشياء، و عدم الإكتراث بآراء الناس على الرغم من تأكيده الدائم على ضرورة ضمان حرية الرأي . و فأجا بدوي متابعي لقاءاته المثيرة، عندما قال إن الليبراليين يمثلون الأغلبية داخل المملكة، لكنهم يتعرضون لحصار من قبل وسائل الإعلام التي تنحاز للتيار الديني . وذكر بدوي خلال حوار مع التليفزيون الفرنسي أن الشبكة الليبرالية تتعرض يومياً لمحاول إسكات، غير أنه استطرد ليقول :"لكن الليبراليين السعوديين في ازدياد وهم يشكلون الأكثرية، بينما يشكل التيار المحافظ الأقلية". ولم يوضح بدوي المعيار الذي اعتمد عليه للوصول لهذه النتيجة، إلا أنه بنى عليها مقولات أخرى منها أن "الشبكة الليبرالية هي منتدى ليبرالي يتبنى الفكر التنويري، المتحرر من سلطة الفكر الديني، ولكنه لا يفرض هذا الفكر على أحد، ولا يطلب من أحد أن يتبناه". وقال بدوي :"مصطلح الليبرالية في السعودية تم تشويهه من جانب التيار الديني المتشدد"، مضيفاً :"من حق التيار المحافظ أو الجناح المحافظ أن يكون منغلقاً على نفسه, ولكن ليس من حقه أن يلغي الآخر وأن يفرض فكره وأيدلوجيته على عامة الناس". و تابع :"من حق الإنسان أن يعبر .. حتى الملحد من حقه أن يقول ما يريد ومن حقه أن يخرج إلى الناس ويسدح بصوته ويقول:"أنا ملحد".. وليس من حق أي أحد أن يحاسبه لأن هذا يظل رأيه" . ولم يكتف بدوي بذلك، فقد زاد قائلاً: "الجناح المحافظ لديه منابر المساجد, لديه المخيمات الصيفية, لديه حلقات تحفيظ القرآن, لكنهم قلة جداً جداً من المجتمع السعودي وبالتالي لا يجب أن نقيس صوتهم العالي على مدى ليبرالية المجتمع" . و على الرغم من عدم توضيحه - مرة ثانية - للمعيار الذي اعتمده لإطلاق هذا الوصف، أشار بدوي إلى أن "الفطرة .. فطرة الإنسان هي الانفتاح على الناس, التعرف على الناس, التعرف على الحضارات, التعرف على الأفكار وليس الحياة بنمط فكري واحد" !! . و في قطع جديد، جزم بدوي بأن "المجتمع ليبرالي حتى لو لم يع معنى كلمة الليبرالية"، مضيفاً :"عندما أكون منفتح ومتقبلاً للأخر وارضي بالآخر في حدود أنه لم يسئ إليٍ, فأنا بالتأكيد ليبرالي دون أن أشعر أو دون أن أعرف أو دون المسميات" . و أضاف :" لا أحد يعرف منزلي, أتنقل بشكل شبه مخفي.. هناك الكثير ممن يحاولون الوصول إلي و يحاولون قتلي ويهددوني بنشر صور زوجتي إن لم أقم بإغلاق الشبكة الليبرالية السعودية الحرة " .