لم يكن يعلم الشاب السعودي "راكان العيدي"، أن زيارته لمنتدى التنافسية الدولي عام 2009م كزائر، ستكون بوابة النجاح التي سينطلق منها، عائداً إلى المنتدى ذاته كشريك، ومدير تنفيذي لأرقى المؤسسات العالمية غير الربحية في مجال ريادة الأعمال. ويدين "العيدي" بالفضل- بعد الله سبحانه وتعالى- لمنتدى التنافسية الدولي الثالث، وشعاره: "التنافسية المسؤولة"، حين حضر للاستفادة من طرح قادة الأعمال وقراءتهم للأزمة المالية العالمية آنذاك؛ ليتخذ قراراً غيّر مسار حياته الوظيفية، دفعه للانطلاق في بعثة لدراسة الماجستير في ريادة الأعمال بجامعة "كوينزلاند" بأستراليا، وبارك له هذه الخطوة حينها، أحد أبرز المشاركين في المنتدى، وهو رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل.
ويتابع "راكان" حديثه حين عاد بعد ثلاث سنوات بمعرفة وخبرة في مجال ريادة الأعمال؛ حيث تشرف بالحصول على دعوة من الهيئة العامة للاستثمار لحضور منتدى التنافسية السادس عام 2012، تحت شعار: "تنافسية ريادة الأعمال"، واصفاً حاله بقوله: "كنت أسعى لتسويق مشروعي؛ وهو تأسيس شركة للاستثمار في الشركات الريادية الشبابية، وعلى هامش المنتدى أجريت مقابلات وظيفية عدة مع جهات دعم رواد الأعمال، ومنها مؤسسة "إنديفور" العالمية، والتي كانت تبحث عن مدير تنفيذي يتولى إطلاق الفرع الجديد للمؤسسة في السعودية، ويكون عضوها المنتدب المؤسس لإنديفور السعودية، وسارت الأمور كما تمنيت وانضممت للمؤسسة، واليوم عدت للمنتدى مشاركاً وليس زائراً، أعرض أعمال المؤسسة وقصص نجاح رياديِّينا السعوديين بعد مرور ثلاث سنوات على إطلاق فرعنا في المملكة".
وحول النتائج التي حققتها "إنديفور" السعودية خلال العامين الماضيين، يقول المدير التنفيذي "راكان العيدي": إنهم راجعوا أكثر من 30 شركة سعودية، استفادت من أكثر من 200 ساعة إرشادية، وتم اختيار تسعٍ منها للانضمام إليهم وفق المعايير العالمية، ويدير هذه الشركات 12 ريادياً وريادية، نجحوا في خلق أكثر من 338 وظيفة خلال عامين؛ ليصبح إجمالي موظفيهم 1355 موظفاً من الجنسين، بمعدل زيادة يتجاوز 38٪، يساهمون ب 0.02٪ من إجمالي الناتج المحلي السعودي.
وتعتزم المؤسسة- وفقاً للعيدي- الاستمرار في اختيار الشركات الابتكارية، والتي أُسِّست وتُدار من قبل رياديين سعوديين، وتحقق معدلات نمو عالية، ويسعى ريادِيُّوها للتوسع وتطوير أعمالهم وتوفير المزيد من الوظائف للمجتمع المحلي، واستثمار قصص نجاحهم ليكونوا قدوة مؤثرة في ريادة الأعمال وإلهام شبابنا السعودي.
ووجه الشاب "العيدي" وصفة خاصة للشباب السعودي الطموح، داعياً إياهم للانطلاق خلف أحلامهم وتحويلها إلى واقع، بعد التوكل على الله، واستشارة أصحاب الخبرة، وصقل مهاراتهم بالعلم والمعرفة، وعدم التردد وانتظار الفرص، بل اقتناصها بعد احتساب المخاطرة، مستشهداً بتجربته حين كان عام 2009م مجرد مهندس مبتدئ في "أرامكو" السعودية، يحلم بأن يكون مسؤولاً تنفيذياً يوماً ما، واليوم تحقق الحلم، عائداً للمنتدى ذاته عام 2015م كرائد أعمال، مشاركاً وعارضاً لإنجازات مؤسسته وشبابها.
وأوضح: "لا شك أن المنتديات العالمية مثل منتدى التنافسية والطرح الجيد من المتحدثين عامة سيثري الحضور من الشباب السعودي، ويساهم في رفع الوعي بأبرز التحديات العالمية والجهود والمبادرات لوضع الحلول لها، فالعالم اليوم أصبح قرية صغيرة، والمملكة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، وما مشاركتنا في قمة العشرين إلا خير دليل على ذلك".