رعى الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، مساء اليوم، حفل افتتاح فعاليات البرامج الدعوية المصاحبة لمهرجان جازان الشتوي السابع "جازان الفل.. مشتى الكل" للعام الحالي 1436ه، والتي ينظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة في جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة جازان. بُدئ الحفل الخطابي بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، قبل أن يعلن أمير منطقة جازان افتتاح البرامج الدعوية، معرباً عن سعادته بأن تكون بداية برامج المهرجان الشتوي دائماً بهذه البرامج الدعوية المباركة، والتي تحمل أهدافاً سامية في نشر العلم والمعرفة والدعوة الصادقة إلى الله تعالى، من قِبل علماء ودعاة متخصصين.
وشدد على ما تشهده بلاد الحرمين الشريفين من نعم الأمن والأمان ووحدة الصف واجتماع الكلمة، والتي تتطلب منا جميعاً شكر المولى -عز وجل-، فضلاً عن الحفاظ عليها وتسليمها للأجيال القادمة بكل أمانة وإخلاص، مؤكداً الدور المهم للعلماء والدعاة في تبصير الناس بكل ما يُثار حولهم من فتن تستهدف أمن هذا الوطن واستقراره، متمنياً كل التوفيق للقائمين على البرامج الدعوية.
إثر ذلك ألقى مدير فرع الوزارة بالمنطقة أحمد بن عيسى الحازمي كلمة بيّن خلالها أن البرامج الدعوية تتضمن إقامة خيمة دعوية بشاطئ الشباب جنوب القرية التراثية بالكورنيش الجنوبي لمدينة جازان، تضم قسماً ل30 جهة حكومية ودعوية وخدمية وخيرية لعرض ما لديها من مشاركات وفعاليات توعوية في مجالات الأمن الفكري والتوعية بأضرار التدخين والمخدرات والقات وغيرها من الموضوعات التي تعنى بسلامة وأمن الفرد والمجتمع، إلى جانب قسم لإقامة الفعاليات والبرامج والمحاضرات والمسابقات والفعاليات الدعوية المصاحبة التي تستهدف فئات المجتمع رجالاً ونساءً وأطفالاً.
وأشار إلى أن الفرع يهدف من المشاركة في المهرجان وإقامة الخيمة الدعوية لتوعية وتبصير المسلمين بأمور دينهم ودنياهم، والتحذير من كل ما يمس الدين والعقيدة الصحيحة الصافية، ومحاربة الأفكار الضالة وتوعية المجتمع بمخاطرها وأهداف من يروجون لها، منوهاً بتعاون وتضافر الجهود بين الفرع ومحاكم المنطقة وفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة لكل ما يضمن نجاح الجهود وتحقيق الأهداف المرجوة إنفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة.
بعد ذلك ألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، محاضرة بعنوان "نعمة الأمن.. ودور المواطن في حفظ الأمن"، مستعرضاً مراحل تأسيس دولتنا المباركة على نهج كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، الأمر الذي أسهم -بفضل الله تعالى- في تحقيق الأمن واستمراره في أرجاء بلادنا المباركة.
وأضاف أن "بلاد الحرمين الشريفين تعيش في نعمة كبيرة وهي اجتماع الكلمة، التي تتطلب منا شكرها حق الشكر لتدوم وتستمر، داعياً الدعاة إلى التذكير بأهمية شكر الله تعالى على نعمة اجتماع الكلمة، والتحذير من زوالها".
ولفت إلى ما أقدمت عليه أخيراً جماعة من الفئة الضالة من استهداف مركز سويف بالحدود الشمالية؛ الأمر الذي تسبب في استشهاد عددٍ من رجال الأمن البواسل، مؤكداً أن تلك الفئة الضالة وقعوا في مستنقع الغلو والتكفير، محذراً من خطر الجماعات التي تنتسب للإسلام، والإسلام منهم براء، فهم لا يدعون للإسلام، بل يدعون لأنفسهم.
وتساءل الدكتور السديري عن ماهية الإسلام الذي يدعون إليه، مستنكراً أن يقوم الإسلام على تكفير المسلمين والغدر والخيانة والقتل والتفجير والانتحار، مؤكداً أن ذلك النهج ليس نهج سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل نهج الضلالة التي لا تمت إلى الشريعة الإسلامية بصلة. وشدد على أن "توحيد الله قائم، وهو المنصور بإذن الله، وأن هذه الدولة المباركة تسير على منهاج التوحيد الخالص لله تعالى".
وأثنى على الجهود المباركة لرجال الأمن ومنسوبي القطاعات العسكرية الذين يتعرضون للأخطار، أثناء جهادهم المبارك في حفظ الأمن لهذا الوطن الغالي وحماية دولة التوحيد والسنة، سائلاً الله تعالى أن يمن عليهم بالثبات، وأن يجزل لهم الأجر والمثوبة. وفي ختام حفل الافتتاح تسلم أمير منطقة جازان هدية تذكارية بهذه المناسبة. حضر الحفل رئيس المحكمة العامة بمنطقة جازان الشيخ علي بن جده منقري، ووكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالله بن محمد السويد.