قالت الجمعية الفلكيّة بجدة، إن كوكب عطارد يصل، غداً الأربعاء، استطالته العظمى الشرقية - أقصى مسافة زاوية - من موقع غروب الشمس، في ظاهرةٍ مشاهدة بسهوله بالعين المجرّدة في سماء السعودية والمنطقة العربية؛ مشيرة إلى أنه يمكن رصد كوكب المريخ - الكوكب الأحمر - فوق عطارد والزهرة. وبيّنت الجمعية: "على الرغم من أن عطارد يظهر خافتاً بالقرب من الزهرة البرّاق، إلا أن عطارد يظل لامعاً مثل النجوم، وإذا كانت السماء صافية وخالية من الغيوم يمكن تحديد موقع عطارد حالياً بسهولة؛ حيث سيظهر في الأفق الغربي من قبة السماء إلى أسفل يسار كوكب الزهرة بعد غروب الشمس بفترة وجيزة وسيظلان مشاهدين إلى بداية الليل ويمكن الاستفادة من المنظار الثنائي العينية، فالكوكبان سيظهران في مجال الرؤي نفسه".
وأضافت: "عطارد والزهرة أقرب كوكبين إلى الشمس ويُطلق عليهما "الداخليان"؛ لأنهما يدوران حول الشمس داخل فلك الأرض، وعطارد أقرب إلى الشمس من الزهرة؛ إلا أن المفارقة أن الزهرة أسخن من عطارد".
وأشارت إلى أن كوكب عطارد يكون ساخناً جداً خلال النهار بنحو 430 درجة مئوية، ولكنه لا يمتلك غلافاً جوياً ليحفظ الحرارة؛ لذلك فإن الحرارة تنخفض إلى 180 درجة مئوية تحت الصفر في الليل.
وأوضحت: "في المقابل كوكب الزهرة يمتلك غلافاً جوياً أسمك 90 مرة من الغلاف الجوي للأرض، وفي معظمه يتكوّن من أشهر غاز للدفيئة "ثاني أكسيد الكربون"، ولذلك فإن درجة الحرارة في الجانب النهاري والجانب الليلي تبقى نحو 465 درجة مئوية طوال العام".
وقالت: "من جانب آخر يمكن رصد كوكب المريخ بلونه الأحمر فوق عطارد والزهرة، فالمريخ الكوكب الرابع من حيث البُعد عن الشمس، وهو يعرف بأنه أحد الكواكب الخارجية؛ لأنه يدور حول الشمس خارج فلك الأرض، وسيبقى الكوكب الأحمر في قبة السماء نحو ساعة ونصف بعد غروب الزهرة وعطارد".
يُذكر أن كوكبَي الزهرة وعطارد سيظلان سوياً في وضعٍ جيد للرصد بالأفق الغربي بعد غروب الشمس وبدابة الليل لأسبوع آخر.. ولذلك يجب استغلال هذه الفرصة لرؤية الكوكبين الداخليين في نظامنا الشمسي – عطارد والزهرة بالقرب من بعضهما بعضا في سماء المساء.