كشفت "سبق" تفاصيل الصورة التي انتشرت مؤخراً على نطاق واسع في مواقع التواصل والأجهزة الذكية، والتي التقطها الشاب المصور ياسر بخش من الزميلة "مكة"، ويظهر فيها العقيد فهد منقرة وهو يقف على ضريح زميله الشهيد العميد عودة البلوي الذي استشهد في العملية الإرهابية التي وقعت على منفذ سويف الحدودي ومعه العريف طارق حلوي. ولقيت هذه الصورة تفاعلاً غير مسبوق خاصة في أوساط الشعراء الشعبيين، حيث فاضت قرائحهم بأعذب الأبيات التي تضمنت الرثاء والبكاء وحاكوا وقوف العقيد منقرة على الحفرة التي احتضنت رفيق دربه وزميله بعد أن ظلّ صامتاً متكأ على الجدار كأنه يحاوره وهو في الجدث بعد تشييعه ودفنه في مقبرة مكة إثر استشهاده بالعملية الإرهابية.
وقال "بخش" ل "سبق": "أولاً أشكر صحيفتكم على تفاعلكم مع الصورة وكنت أتمنى تسليط الضوء عليها لحفظ حقوقي، وأنا ولله الحمد لدي موهبة التصوير منذ صغري وأصبحت رفيقاً لها طول الوقت ودائماً أحرص قبل التقاط الصورة على اختيار الزاوية المناسبة والوقت المناسب لضمان جودة الصورة واحترافيتها".
وأضاف: "في كل مناسبة وحدث؛ أشارك بتغطية إعلامية وأضع لنفسي أهدافاً وأحرص على تحقيقها للخروج بأفضل صورة مهما قلّ شأن المناسبة أو ارتفع لأن معيار الصورة المميزة يكمن في كيفية التقاطها وليس في الحدث نفسه، بدليل أن كافة وسائل الإعلام شاركت في تغطية تشييع جثمان البلوي لكن ما حظي بالاهتمام هو صورة العقيد فهد منقرة عند قبر الشهيد، حيث لقيت رواجاً كبيراً على كافة الأصعدة".
وأردف: "فيما يتعلق بالأصداء التي تلقيتها وردة الفعل على الصورة فقد كان ذلك من مختلف القطاعات الإعلامية والرياضية والمسؤولة في العديد من الجهات الحكومية وقد تغنى بها العديد من الشعراء، ولا أنسى تكريم الصحيفة لي".
وعن كيفية التقاط الصورة قال "بخش": "كان التقاطها عفوياً حيث كان العقيد منقرة متأثراً لفراق رفيق دربه ولم يكن لي به سابق معرفة، لكنني لاحظت صمته وبقاءه قريباً من القبر رغم مغادرة الجميع بعد واجب العزاء، ولم يكن لي علم بأنه صديقه إلا بعد أن لاقت الصورة هذا الصدى الواسع".
واختتم شاكراً صحيفة "سبق" على تفاعلها مع الصورة، وقال: هذه مبادرة ليست بمستغربة على "سبق".