أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض أمسيته الأسبوعية ضمن برنامج المنتدى للموسم الثقافي الخامس عشر، تحت عنوان: "أدب الشباب في المملكة: منتدى الشباب الإبداعي أنموذجاً"، وذلك باستضافة عضو النادي والمشرف على منتدى الشباب الإبداعي بالرياض عبدالرحمن بن إبراهيم الجاسر. أدار الندوة الشاعر عبدالله المحسن، حيث عرّف بالضيف "الجاسر"، في حين أشار الضيف إلى أن هناك من يعترض على مصطلح أدب الشباب؛ لكون المنتج والنص يعدّ واحداً في النهاية، مضيفاً أن المقصود بأدب الشباب هو ما يحكمه الظرف العمري نفسه تمييزاً لهم عن الكبار، وذلك لا يعني تمييزاً للمنتج أو النص المقدّم.
واستنكر المحاضر متأسفاً عدم وجود اهتمام واضح بالبرامج التي تخصّ أدب الشباب، سواء من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أو الأندية الرياضية، أو الجامعات. منوهاً بمشروع الأندية الثقافية الطلابية التابع لوزارة التربية والتعليم من أجل إقامة أنشطة وفعاليات تهتم باكتشاف المواهب الأدبية لدى الطلاب، مشيداً بتجربة "تعليم الرياض" في دعم النادي الثقافي الطلابي فيها، وتخصيصها مبنى لهذا المشروع الذي فقط ينقصه إيجاد ميزانية مستقلة لتنفيذ برامجه التي كان من ثمارها إصدار عدد من الدواوين الأدبية وتنفيذ دورات في دعم الموهبة الأدبية.
وأوضح المشرف على منتدى الشباب الإبداعي أن بعض الأندية الأدبية ليس لديها برامج ثابتة ومستمرة في دعم الشباب الموهوبين، مشدداً على أن المملكة بحاجة لمشروع وطني يهتم بأدب وموهبة الشباب، حيث إن الأندية الأدبية والثقافية تهتم عادة باستضافة أصحاب التجربة الناضجة لا الشباب الواعد، ومؤكداً أن الأديب الشاب قد يكون تأثيره أكثر وأكبر من بقية الفئات؛ لكونهم هم من سيتسلم الفعل الثقافي مستقبلاً.
وعن منتدى الشباب الإبداعي الذي يشرف عليه، أشار "الجاسر" إلى أنه انطلق عام 1434ه في النادي الأدبي بالرياض، محتفياً بالمواهب الأدبية من الشباب الجامعي والخريجين بالتعاون مع بعض القطاعات التعليمية، وذلك ليكون المنتدى مظلة ثقافية تحتضن الشباب الأدباء والمبدعين، وتقدم لهم منبراً ثقافياً يقدمون من خلاله إبداعاتهم وآراءهم ورؤيتهم النقدية، كما يقدّم المنتدى كل ما من شأنه تعزيز مواهب الشباب من ندوات وأمسيات ومسابقات إبداعية ودورات تدريبية، وبكل ما يتصل بالأدب والتجارب الثقافية.
وأضاف أن نشاط المنتدى الثقافي المشاهد والمسموع والمطبوع يعد عاملاً مؤثراً ومشجعاً للشباب، ويوفر كامل الدعم والمساندة والتوجيه، كما أنه يحفز الشباب على خوض تجربة النشر عبر الصحف والمنتديات الأدبية والتواصل مع المبدعين من الرواد والاستفادة من تجاربهم الإبداعية.
وبيّن أن المنتدى يطمح إلى تحقيق رسالته وتقديم ما يستحقه المبدع الشاب ليجد له مكاناً في هذا الحراك الثقافي وليكون جزءاً فاعلاً في هذا المشهد. مضيفاً أن الاهتمام بالأدباء الشباب ورقة رابحة، وإيجاد أماكن متخصصة لاحتضانهم وتنمية مواهبهم ما هو الا حماية لهم من أن تتلقفهم أيدٍ شريرة تأخذهم إلى المهالك.
تخلل الأمسية العديد من الأسئلة والمداخلات، افتتحها الكاتب فاضل العماني بتأكيده على الحاجة إلى مشروع واضح للشباب ولأدب الشباب، ومتسائلاً عن حقيقة وجود الرغبة لدى الشباب في الوصول للمواقع والمؤسسات الأدبية، في ظل وجود شبكات التواصل الاجتماعي كخيار سهل وسريع.
أما الكاتب حسن السبع فقد نوّه إلى أن هناك من الأدباء من عاش تجربته الأدبية في فترة الشباب. مبيناً أن الصحافة الورقية سابقاً بشروطها المحددة ساهمت في صناعة الكثير من الكتاب والمثقفين، أما في الوقت الحاضر ومع وجود شبكات التواصل الاجتماعي أصبح النشر أكثر سهولة، وتبعاً لذلك أصبح كيل المديح سهلاً أيضاً، وهذا يتسبب بمشكلة -حسب تعبيره- أما الأديب السيد عدنان العوامي فأكد أن الإمكانات الموجودة كبيرة، لكنها تحتاج إلى إفساح المجال، والمؤسسات الثقافية الرسمية تطالب بضرورة أخذ التراخيص الرسمية، وهذا الروتين يقف عائقاً أمام الشباب.
من جهة أخرى تُقيم اللجنة الثقافية بمحافظة الخرج التابعة للنادي الأدبي بالرياض يوم الاثنين 21 ربيع الأول 1436ه (12 يناير 2014م) في استراحة الجلاّل بالدلم حفلاً؛ لتكريم أعضاء اللجنة السابقين الذين عملوا في إدارة اللجنة في المدة من (14321435ه).