صرّح خبير الأرصاد الجوية الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم، الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن المسند، بأن أجواء شمال وشرق ووسط المملكة تعرضت منذ مساء يوم أمس وحتى اليوم لموجة غبار نتيجة عاصفة "هدى". وقال "المسند": "قد تخفّ هذه الموجة في وقت لاحق من مساء اليوم، ومن المتوقع أن تبلغ ذروة البرد يومي السبت والأحد في المناطق الشمالية، وفي الوسطى والشرقية ابتداءً من يوم الأحد حتى الثلاثاء، بدون أي تغيير يذكر في أجواء بقية المناطق".
وأضاف: "النظام المناخي الحالي في المنطقة يشهد تواجد منخفضين الأول سطحي ويجثم مركزه شرق تركيا، والثاني علوي قطبي، وعندما يتزامن المنخفضان تحدث حالة من عدم الاستقرار الجوي القوية في المنطقة".
وأردف: "عاصفة "هدى" اعتمدت تسميتها لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة بالسعودية بالتنسيق مع الدوائر المهتمة والمختصة بالأرصاد في الأردن وغيرها، وهي حالة جوية شاملة ليست ثلجية محضة، تتشكل فيها السحب، والأمطار، والثلوج، والبرّد، والرياح العاتية المثيرة للغبار".
وتوقع "المسند" أن تستمر الرياح الشمالية والشمالية الغربية المثيرة للغبار في شدتها، والمتمثلة بالجبهة الباردة والمخفضة للحرارة حتى مساء الخميس، مشيراً إلى أنها ستؤثر على شرق وشمال ووسط المملكة، إضافة إلى دولتي الكويت، وقطر، ومملكة البحرين؛ مما يشكل اضطرابا في مياه الخليج العربي يحول دون نزول الصيادين للبحر.
وتوقع كذلك أن تخف حدة نشاط الرياح الشمالية الباردة والمثيرة للغبار يوم الجمعة، ومن ثم تعاود نشاطها يوم السبت، قائلاً: "قيم الخرائط الجوية أشارت إلى أن خطوط التبريد العلوية على ارتفاع خمسة كيلومترات التي تصاحب حالة تساقط الثلوج النادرة فوق المنطقة، وأتوقع أن تظلل شمال المملكة يومي الجمعة والسبت، وتمتد حتى تشمل منطقتي الحدود الشمالية والجوف وأجزاء من تبوك".
وحذر "المسند" من تشكل الصقيع لبضعة أيام في شمال ووسط المملكة، داعياًَ المزارعين والرعاة إلى التزام الحيطة والحذر من تقلب هذه الأجواء، كما نبه من تساقط الثلوج الخفيفة على محافظتي طريف والقريات وما حولها يومي الجمعة والأحد، بينما قمم المرتفعات فيها يومي الخميس والجمعة.
وقال: "تعرض محافظة "طريف" وما حولها لسقوط الثلوج أكثر من غيرها مقارنة بالمناطق الأخرى من المملكة، ليس لأنها مرتفعة عن سطح البحر أكثر من حائل، ولكن لأن "طريف" تقع أقصى شمال المملكة وأقربها من الكتل الهوائية الباردة جداً على مستوى طبقة 500 و850 هكتوباسكال، وكذلك من مستوى سطح البحر التي تتشكل متزامنة مع منخفضات جوية قطبية علوية عميقة كما حالة عاصفة "هدى" الثلجية".
وأضاف: "الثلج ينزل عندما تكون درجة الحرارة الجوية منخفضة جداً، ووجود رطوبة جوية على هيئة ذرات كرستالية مجهرية تكونت حول ذرة صلبة من الهباء العالق بالأجواء، وعندما تتصادم مع بعضها تكبر وتثقل ثم تسقط على هيئة ثلج كالقطن، وتهطل الأمطار أحياناً على هيئة ثلج عندما تكون الحرارة السطحية درجتين فأقل، ولكن عندما تلامس طبقة هوائية درجة حرارتها أعلى من درجتين تذوب فتصبح قطرة سائلة (مطر)".
وأردف "المسند": "تساقط الثلوج في منطقة جغرافية معينة كشمال المملكة مسألة غاية في التعقيد، إذ أنه يتطلب الأمر أن تظافر عوامل طبيعية عدة منها أن تكون درجة الحرارة السطحية درجتان فأقل، وأن تكون درجة الرطوبة النسبية عالية في الطبقة السطحية والعلوية للغلاف الجوي، وأن تكون درجة نقطة الندى قريباً من الصفر، وأن تكون درجة الحرارة في طبقة 850 هكتوباسكال (ارتفاعها نحو 1.5كيلومتر) تقريباً - 5 درجات مئوية".
وتابع: "يجب كذلك أن تكون درجة الحرارة في طبقة 500 هكتوباسكال (ارتفاعها نحو 5 كيلومتر) تقريباً -27 درجة مئوية، وأن يكون خط السمك " Thickness" في الخرائط الجوية (540 وأقل)".