يرى الكتاب والمحللون أن تسريب وثائق "ويكيليكس" هو "انهيار للنظام المعلوماتي لدولة كبيرة هي الولاياتالمتحدة"، لم نشهد مثله، وأن الوثائق كشفت عن حجم الكذب والنفاق، لكن الحكومات التي أقلقتها التسريبات ستباشر من الآن عملها لتضمن ألا يتسرب المزيد من الوثائق والأسرار المحرجة، فيما تمنى أحد الكتاب أن يكون لدينا "ويكيليكس" محلي يكشف الفساد. يأتي ذلك تعقيباً على نشر الناشط الأسترالي جوليان آسانج، وثائق الدبلوماسية الأمريكية، خاصة مكاتبات السفارات الأمريكية حول العالم، على موقعه المعروف ب "ويكيليكس". وبداية، يرى الكاتب الصحفي المحلل السياسي عبد الرحمن الراشد، في صحيفة "الشرق الأوسط" أن تسريب وثائق "ويكيليكس" هو "انهيار للنظام المعلوماتي لدولة كبيرة لم نشهد مثله إلا في حالات سقوط الدول بالقوة العسكرية".. والمثير والطريف أن "ويكيليكس" سرق نظاماً واقفاً على قدميه عدة مرات وبقي عاجزاً عن فعل أي شيء وأن نتيجة هذا الانهيار ستكون حجب المعلومات عن الولاياتالمتحدة من قبل دول العالم، يقول الراشد: "النتيجة سيشرب الزوار الأمريكيون الكثير من فناجين القهوة في المرات المقبلة وسيسمعون القليل، لقد انتهى زمن الحديث الصريح، سقطت الخارجية الأمريكية بالضربة القاضية". وتوافقه الكاتبة والمحللة السياسية ديانا مقلد في صحيفة "الشرق الأوسط" أيضاً، حين تقول: "إن الحكومات التي أقلقتها تسريبات أسانج ستباشر من الآن عملها لتضمن ألا يتسرب المزيد من الوثائق والأسرار المحرجة"، لكن مقلد تذهب خطوة أبعد حين تدين ما فعلة أسانج لكنها لا تدين كشف المعلومات وتقول: "إن كشفها من حق جمهور معني بالأحداث وبكشف كذب الحكومات ونفاقها أيضاً، وهو ما حققه كشف الوثائق. فالعمل المدان أدى وظيفة غير مدانة.. "ويبدو أن أحد أسباب هذا المأزق يتمثل قبل "ويكيليكس" في أن ثمة من حجب هذه المعلومات عنا إلى أن جاء قرصان ماهر وكشفها". وفي صحيفة "الحياة"، ترى الكاتب الصحفية بدرية البشر "أن النفاق والكذب هما اللذان يحكمان العالم طوال هذه السنين، ما جعل الأسرار تتراكم، وجعل فضحها مرعباً"، وتضيف أن "صاحب ويكيليكس مختبئ، وتلاحقه تهم تقود إلى السجن، لأنه يقوم بعمل أخرق. هذا العمل ليس نوعاً من إطلاق الإشاعات القاتل، بل هو إطلاق الحقائق الموثقة. ومقدر لرجل مثله إما أن يموت جسدياً أو يختفي مشروعه، فالقاعدة التي تقول: إن الكذب هو ملح الرجال، لا تزال هي نفسها". وينبه الكاتب الصحفي عبد الله بن بجاد العتيبي في صحيفة "عكاظ" أن نشر الوثائق سيؤدي إلى الشك في الدبلوماسية وهو أمر خطير، يقول العتيبي: "إن نشر الشك في وظيفة الدبلوماسية كآلية للتواصل السياسي في العالم أمر شديد الخطورة والحساسية، وهو ما قال عنه وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت في تعليقه على نشر الموقع للوثائق الأمريكية: إنه يضعف الدبلوماسية". ويتمنى الكاتب الصحفي علي سعد الموسى أن يكون لدينا "ويكيليكس" محلي بالمملكة يكشف الفساد بالوثائق، يقول الموسى: " شطح بي الخيال إلى أن يكون لدينا "ويكيليكس" محلي. تسريبات محلية موثقة تكشف كل مستور من البلاوي والرشاوي ومن كل ما يقال أو يكتب عن سيرتنا الذاتية الاجتماعية. تسريبات تكشف كل الصغائر والكبائر. نريد من "ويكيليكس" المحلي أن يكشف كل شيء وأن يكشف المستور عن أباطرة الفساد، سواء كان هذا الفساد باللسان أو القلم أو التوقيع أو الإنابة" ويراهن الموسى أننا سنتغير بعد هذا الكشف، حين نجد أنفسنا جميعاً في هذه الوثائق، يقول الموسى: "وساعتها سنكتشف الحقيقة المذهلة: من هو الذي لم يدخل باسمه إلى ويكيليكس المحلي مع طلب بالغ البساطة: ألا يتضمن هذا التسريب أي تبعات بالمساءلة. نريد أن نبقى بعد ويكيليكس تماماً مثلما نحن قبله".