نظم فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة عسير، أمس الأربعاء؛ محاضرة علمية قدمها عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور منصور بن عوض القحطاني، وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد؛ وذلك في مقر الجامعة في أبها، بحضور جمع كبير من منسوبي الجامعة وبعض المواطنين من خارج الجامعة. وتأتي هذه المحاضرة بمناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يصادف العاشر من ديسمبر من كل عام، وفي ظل التعاون مع عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك خالد.
واستهلَّ القحطاني محاضرته بالتعريف بحقوق الإنسان في الفكر الإسلامي والوضعي، ثم تناول العديد من القضايا ذات الصلة بالمحاضرة، والتي كان من أبرزها: الإسلام وحقوق الإنسان، موضحاً دور الرائد الأول لحقوق الإنسان، الرسول عليه الصلاة والسلام، في حق الحياة وحق المساواة، وحق العدالة وحرية الحياة الخاصة، وحرية الاعتقاد، وحقوق الأقليات، وحرية الرأي والتفكير، وحقوق المدنيين والأسرى أثناء الحروب، مشيراً إلى مميزات حقوق الإنسان في الإسلام؛ ومنها العقيدة كأساس لحقوق الإنسان، وكفالة حرية ممارسة الشعائر الدينية، وحرية التعبير، وحرية الذات، وحق التكريم الإلهي للذات البشرية، وحرية الفكر والتعبير، وحق العمل باعتباره من الحقوق الاجتماعية الأولى.
ثم تطرق إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يعتبر من أشهر وثائق حقوق الإنسان بالنظر لقدمه ولطموحاته، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948م، والمكون من (30) مادة تطرقت إلى مختلف أنواع حقوق الإنسان الأساسية؛ كالحق في الحرية، وفي المساواة، وفي الكرامة، وفي الحياة، وفي الأمن، وفي العمل، وفي التعليم، وفي حرية الرأي، وفي العدالة... إلخ.
وبين القحطاني أن كافة آليات القانون الدولي لحقوق الإنسان اللاحقة على الإعلان ما هي إلا تفصيلٌ لحق معين أو لحقوق معينة وردت بالإعلان؛ حيث يعتبر بيان حقوق الإنسان الذي اعتمدته الأممالمتحدة كحقوق أساسية لكل شخص في العالَم؛ المعيار الدولي لحقوق الإنسان كوثيقة حقوق دولية تمثلت في ذلك الإعلان، الذي تبنته الأممالمتحدة ليتحدث عن رأي الأممالمتحدة عن حقوق الإنسان المحمية لدى كل الناس.
واستثمر القحطاني حضور طلاب الجامعة فتناول حقوق الإنسان وأثرها في تنوير ثقافة الطالب الجامعي من منظور إسلامي، مركزاً على أهمية تعليم حقوق الإنسان وأثرها على ثقافة الطالب الجامعي؛ من خلال أهمية تدريس حقوق الإنسان في الجامعات، وما في حكمها، مختتماً محاضرته بإبراز جهود المملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان المتمثلة في أبرز الاتفاقيات التي انضمت إليها المملكة .
وأوضح القحطاني ما لهذا النهج من آثار إيجابية تمثلت في اختيار المملكة عضواً في أول مجلس دولي لحقوق الإنسان، والتي من أبرز مهامه تقييم حالات الإنسان في دول العالم، كما تطرق لأبرز المواد الخاصة بحقوق الإنسان في النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية، وإلى أبرز الأنظمة والتشريعات التي تبرز جهود المملكة واهتماماتها بحقوق الإنسان؛ ومنها تنظيم هيئة حقوق الإنسان، ونظام الإجراءات الجزائية، ونظام القضاء، والنظام الأساسي للحكم واللائحة التنفيذية لنظام الحماية من الإيذاء، والنظام الجزائي لجرائم التزوير، ونظام مكافحة الإرهاب وتمويله، وميثاق الرياض حول رعاية المسنين، ونظام المرافعات أمام ديوان المظالم، ونظام المرافعات الشرعية، ونظام الإجراءات الجزائية، ولائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم، ونظام الحماية من الإيذاء، ونظام رعاية المعوقين، ونظام مكافحة غسيل الأموال، ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية، ونظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ونظام مكافحة الغش التجاري، ونظام مكافحة الرشوة، ونظام مكافحة التستر، ونظام مكافحة التزوير، ونظام حماية حقوق المؤلف، ونظام الهيئة العامة للغذاء والدواء، ونظام المناطق، ونظام المحاماة .
واختتم القحطاني محاضرته بإيضاح الفرق بين هيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان؛ من حيث أهدافهما وتشكيلهما، ونشأتهما، ورؤية ورسالة ومهام واختصاصات كل منهما، كما أوضح دور فرع الجمعية بمنطقة عسير، وما قدمته منذ نشأتها حتى اليوم في مجال حقوق الإنسان والمحافظة عليها، في ظل دعم وتوجيهات قادة.