أظهرت اليوم دراسة عالمية خاصة بسوق المستهلكين أن أربعة من كل خمسة أشخاص يؤكدون أن المستويات الأمنية تشكّل أولوية قصوى عند شراء أو استخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر اللوحية، فيما أبدى أكثر من نصف المستخدمين مخاوفهم من فقدان أجهزتهم الجوالة، وحماية هوياتهم وعائلاتهم عبر الرقابة الأبوية. وفي الوقت ذاته أفاد أربعة من كل خمسة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة باستخدام أجهزتهم الجوالة لتبادل المعلومات الشخصية أو العملية الحساسة أو مشاركتها مع الآخرين. وأُجريت الدراسة عبر مسح عالمي عبر الهاتف وشبكة الإنترنت على مدى شهر أكتوبر 2010، فيما شملت أكثر من ستة آلاف مستخدم للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من مجموعة تضم 16 ألف مستهلك في 16 دولة، بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكندا، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، وبلجيكا، وروسيا، والصين، والهند، وأستراليا، وهونغ كونغ، وسنغافورة، واليابان. وقد أظهرت الدراسة عدم وضوح الخطوط والحدود التي تفصل بين الاستخدامات الشخصية والعملية للأجهزة الجوالة، مسلطة الضوء على الحاجة إلى وجود سياسات أمنية أكثر صرامة وتكاملاً بالنسبة إلى الأجهزة الجوالة. وأشارت إلى استخدام ما يقارب (44) في المائة من المستخدمين أجهزتهم الجوالة للأغراض الشخصية والعملية في آن واحد، في حين أن أقل من (4) في المائة يستخدمونها للأعمال بشكل حصري. وفي حال اعتقد مديرو تقنية المعلومات لدى الشركات أن بإمكانهم حماية هذه الأجهزة من أية مشاكل فقد أظهرت الدراسة أن (81) في المائة من المستخدمين قد أقروا باستخدام أجهزتهم الذكية للدخول إلى موارد وشبكات الشركات التي يعملون فيها دون علم أو تصريح مسبق من أصحاب العمل، فيما يقوم (58) في المائة منهم بذلك يومياً. وفي هذا الصدد قال مارك باوهاوس، نائب الرئيس التنفيذي المدير العام لمجموعة أعمال تقنيات طبقات الخدمة لدى الشركة العالمية التي أشرفت على الدراسة: "لقد أصبحت أجهزة الهاتف الذكية والكمبيوترات اللوحية التوجه الأبرز والأسلوب الأسهل للحصول على المعلومات والتطبيقات والتجارة، وبالسهولة ذاتها باتت هذه الأجهزة تتعرض بشكل متزايد للكثير من التهديدات الأمنية". ولحسن الحظ بات المستخدمون على دراية بالمخاطر الأمنية ومسائل سرقة الهوية والخصوصية المرتبطة باستخدام هذه التقنيات الجوالة، ويتحتم الآن على الصناعة تحمُّل مسؤولياتها والنظر إلى مسائل الحماية بوصفها جزءاً متكاملاً من تجربة التقنيات الجوالة، وليس مجرد فكرة ثانوية واختيارية. وبيّنت النتائج أن أكثر من (58) في المائة من المستخدمين الذين شملتهم الدراسة أعربوا عن مخاوفهم من فقدان أجهزتهم وعدم تمكنهم من استعادة البيانات والمعلومات التي تحتويها هذه الأجهزة. كما أشارت نسبة مقاربة تبلغ (64) في المائة إلى قلق كبير حيال إمكانية سرقة الهوية من جراء استخدامهم أجهزة الهاتف الجوالة، فيما حظيت مسألة الرقابة الأبوية بأهمية كبيرة؛ إذ أشار (53) في المائة من المستطلعين كافة إلى الأهمية البالغة لهذه المسألة. كما أكد (41) في المائة من المستطلعين أن مستوى الحماية يشكّل أولوية قصوى، في حين يشكّل لدى (40) في المائة أولوية عالية عند الرغبة في شراء أو استخدام هاتف ذكي أو كمبيوتر لوحي. ومع ذلك، تشير دراسة أخرى إلى وجود فجوة بين المستويات الأمنية التي يرغب بها المستخدمون والممارسات الأمنية التي يجريها هؤلاء المستخدمون أنفسهم؛ إذ يحرص (24) في المائة فقط من المستطلعين على تغيير الإعدادات الأمنية على أجهزتهم بشكل منتظم، فيما يقوم (35) في المائة منهم بذلك فقط عند الحاجة، فيما يقوم 31 في المائة بذلك بشكل نادر أو لا يجرونها بتاتاً، ولا يدري 9 في المائة ما هي الإعدادات الأمنية على أجهزتهم الجوالة. وعلاوة على ذلك أفاد 14 في المائة من المستطلعين إلى عدم وجود حماية بكلمة مرور لا على أجهزتهم الجوالة ولا على الأجهزة اللوحية.