توقع الكاتب الاقتصادي في صحيفة "الجزيرة" المهندس برجس حمود البرجس -المتخصص في شؤون النفط والغاز- أن النفط الموجود اليوم سيكفي لمدة 70 سنة قادمة؛ وفق معدل الإنتاج اليوم؛ مشيراً إلى أن الاحتياطي من البترول لم يتغير خلال العشرين سنة الماضية. وقال "البرجس": "بحسب النفط المكتشف في العالم؛ فإن النفط سيكفينا ل40 سنة؛ لأن هناك دولاً كثيرة ستخرج إذا بقي اكتشاف البترول على ما هو عليه اليوم؛ لأن هذا سيعني أننا سننتج أكثر".
وفي حلقة جديدة من برنامج لقاء الجمعة مع الإعلامي عبدالله المديفر على قناتيْ "روتانا خليجية" و"الرسالة"، والتي كانت بعنوان "انخفاض أسعار النفط وأثرها علي السعوديين"، قال "البرجس": "سبب انخفاض أسعار البترول حالياً اقتصادي وليس سياسياً؛ فالاقتصاد هو الذي يؤثر على السياسة وليس العكس؛ فمن الممكن لدولة أن تغير سياستها بسبب الاقتصاد".
وأضاف: "الكثيرون من المسؤولين صرّحوا بأننا لا نتأثر بهذا الانخفاض الحاصل في أسعار النفط؛ ولكن أنا أختلف معهم؛ فالسعر اليومي لسعر برميل النفط ليس مهماً عند وزارة البترول السعودية بقدر أهمية المعدل".
وأردف: "لن يكون النفط هو الابن البار مثلما كان في السنوات الثلاثة الماضية "التريليونية"، والنفط الصخري مثل النفط العادي؛ ولكنه يوجد في مكامن صخرية؛ لذلك يصعب استخراجه".
وتابع: "آخر إحصائية أظهرت أن الإنتاج تقريباً تسعة ملايين و600 ألف، وكانت الصادرات سبعة ملايين و500 ألف، والاستهلاك الداخلي مليونان و100 ألف، ونحن نستورد قليلاً من البنزين بما يعادل تقريباً 80 ألف برميل يومياً".
وقلل الكاتب الاقتصادي "البرجس" من تأثير تملّك "داعش" للنفط؛ مشيراً إلى أن لديهم نصف مليون برميل نفط، ولا يستطيعون التأثير على أسعار النفط؛ وإنما ما يحدث في ليبيا هو الأهم.
وقال: "لو أصبح سعر البترول أقل من 50 دولاراً؛ فسوف تحتاج المملكة للاقتراض، وسيكون دفع الرواتب من خلال سحب الاحتياطات النقدية للدولة، ولو نزل سعر البترول لأقل من 45 دولاراً؛ فسوف تتوقف المشاريع".
وأضاف: "نحن نستطيع أن نقدم للعالم بديلاً غير البترول؛ لكننا نسير في الاتجاه المعاكس؛ بمعنى أننا نحتفل بأمور لا تُساهم في التنمية؛ مثل البطالة التي نقوم بالتخلص منها فقط؛ لكننا لم نسثمرها في بناء التنمية".
وعن رأيه في المدن الاقتصادية، قال: "المدن الاقتصادية مع الأسف الشديد خطة بنائها كانت خاطئة من الأساس؛ حيث تم تقليص المدن الاقتصادية؛ حيث قلّص 20% من مدينة حائل الاقتصادية وتبوك".
وأبدى استغرابه لبيع البيوت في المدينة الاقتصادية في رابغ عبر "توتير"، وقال: "كان يفترض أن تكون ضمن المنظومة التنموية؛ لكنني أستثني المدينة الاقتصادية في جازان من التعثر؛ حيث تمر بمرحلة تغيير كبيرة".
واعترف بأنه يتجنب الحديث عن شركة "أرامكو" لوجود معلومات لا يستطيع التصريح بها قد تكون سياسة دولة ولها طابع أمني وسري.
وقال: "ليس امتناعي عن الحديث مرتبطاً بولاء سابق للشركة، بعدما عملت بها 30 سنة؛ ولكن لأن الكلمة محسوبة عليّ".
وأضاف: "أنا أنتقد سوء العمل ولا أنتقد وزارة العمل؛ فالوزير عادل فقيه هو أفضل وزير يصلح لأي وزارة متعثرة، ووزارة الإسكان تعتبر وزارة متعثرة".