يبدو أن عدوى ارتفاع أسعار الطماطم إلى أعلى مستوياتها في الفترة الماضية قد وصلت إلى منتجات استهلاكية أخرى لا تقل أهمية عن الطماطم. وخلال جولة على سوق الخضار في محافظة جدة تبيّن وجود ارتفاعات أخرى كبيرة في أسعار البصل والبطاطس والبامية، إذ وصلت نسبة ارتفاعات بعضها إلى مستويات كبيرة جداً. وبحسب البائعين فإن الارتفاعات ليست لها أي أسباب حقيقية، إلا أن الملاحظ أن الأسواق لم تشهد أي عزوف أو مقاطعة من المواطنين، إذ إن الحركة داخل السوق لم تشهد أي انخفاض في الإقبال على رغم تذمر الكثيرين من الارتفاعات التي وصفوها بغير المنطقية. وأظهرت الجولة نوعاً من التباين في أسعار بعض أنواع الخضراوات بين محل وآخر، وهذا ما يدعو إلى طرح استفسارات عن الرقابة التي تقوم بها الجهات المعنية. وأكد محمد أمين (أحد الباعة) أن ارتفاع أسعار البصل والبطاطس والبامية في الفترة الماضية لم تكن له أي أسباب حقيقية. وقال: «الارتفاعات الكبيرة في الأسعار في تلك المنتجات حدثت خلال الأيام القليلة الماضية وبعد ارتفاعات أسعار الطماطم بشكل مباشر. ووفقا لتقرير أعده الزميل عبدالعزيز آل صحفان ونشرته "الحياة"، أوضح أمين أن سعر كيس البصل المحلي زنة 8 كيلو وصل إلى 14 ريالاً بعد أن كان يباع ب 8 ريالات، وكيس البصل المصري وصل إلى 12 ريالاً بعد أن كان سعره لا يتجاوز 9 ريالات. مشيراً إلى أن كيس البطاطس أيضاً وصل خلال اليومين الماضيين إلى أعلى مستوياته بعد أن كان خلال الأعوام الماضية في أسعار ثابتة، إذ تجاوز سعر الكيس زنة 10 كيلو ال 20 ريالاً بعد أن كان يتداول ب 10 ريالات. من جهته، أوضح التاجر محمد عبدالله أن ارتفاع أسعار البصل والبطاطس إلى مستويات كبيرة أسهم في انخفاض بسيط في الإقبال على أسواق ومحال الخضار. متوقعاً في الوقت ذاته أن تعاود الأسعار انخفاضها إلى مستوياتها الطبيعية في الفترة المقبلة على اعتبار أن الارتفاعات لم تكن منطقية بسبب عدم وجود أي نقص في كميات جميع أنواع البصل والبطاطس سواء للمحصول المحلي أم المستورد. وعن أسعار البصل والبطاطس والبامية قال عبدالله إن سعر البطاطس وصل إلى 22 ريالاً وهو الذي لم يكن سعره يتجاوز 10 ريالات في السابق، بينما وصلت أسعار البصل إلى مستويات كبيرة لم تشهدها من قبل، إذ وصل سعر الكيس زنة 10 كيلو إلى 16 ريالاً بعد أن كانت قيمته الإجمالية لا تتجاوز 10 ريالات. من جانبه، أرجع التاجر ياسر حمد ارتفاعات أسعار الطماطم ووصولها إلى أسعار كبيرة إلى نقص المنتج المحلي. وقال: «لم يعد يتداول ويباع في السوق سوى الطماطم المستوردة، وهو ما أسهم في حدوث الارتفاعات». وكشف أن أسعار بقية الخضراوات الأخرى لم تشهد أي ارتفاعات كبيرة عدا البصل والبطاطس والبامية، واصفاً تلك الارتفاعات بغير المنطقية على اعتبار توافر منتجاتها بكميات كبيرة للمحلي والمستور. لافتاً إلى أن سعر الكيلو الواحد من البامية وصل إلى 16 ريالاً بعد أن كان يباع في السابق ب6 ريالات. في المقابل، اعتبر عضو اللجنة التجارية في غرفة جدة عبدالله إبراهيم عبدالرحيم أن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية كالطماطم والبصل والبطاطس بالطبيعية والتي لن تستمر طويلاً. وقال «تواجه التجار العديد من الإشكالات من ارتفاعات التأمينات وتأخر الشحن، إضافة إلى أن الدول المصدرة قامت برفع أسعار جميع السلع الاستهلاكية خصوصاً أن السعودية لا تملك الإنتاج الكافي الذي يكفي لجميع المناطق». مشيراً إلى أن الارتفاعات الحاصلة في الفترة الحالية لم تكن لتحدث لولا تدخل العوامل الأخرى التي أثرت في التجار. لافتاً إلى أن العامل الذي أثر بشكل كبير في الزيادات الأخيرة هو تأخر إرسال الشحن من بعض الدول إضافة إلى أن أسعار الشحن الآن ارتفعت عن الفترة الماضية. وأشار عبدالرحيم إلى أن التجار دائماً ما يواجهون عدداً من المشكلات مع الشركات الخارجية في الإنتاج المستورد، إضافة إلى المشكلات التي تواجههم مع الفلاحين أو الصناع في الإنتاج المحلي.