اشتعلت القاعة الكبرى للاحتفالات بجامعة جازان بالتصفيق بعد أن استأذن طلاب وطالبات الجامعة الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان في توجيه تحية إجلال وإكبار لرجال الأمن لتضحيتهم بأرواحهم ودفاعهم عن لحمة وأمن الوطن والحفاظ على مكتسباته ومقدراته. جاء ذلك في حفل افتتاح الملتقى الأول للإبداع وريادة الأعمال الذي نظمته جامعة جازان ورعاه أمير المنطقة بحضور مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع وعدد كبير من المشاركين والمشاركات في فعاليات وجلسات الملتقى.
وقال أمير منطقة جازان في تصريح له بمناسبة انعقاد الملتقى الأول للإبداع وريادة الأعمال: "من الضروري على طلاب وطالبات الجامعة استثمار كل ما وفر لهم من فرص ثمينة تمكنهم من النهل من تجارب رواد وخبراء لهم علاقة وطيدة بالنجاحات".
وأضاف: "لا بد من التأكيد بأن الاقتصاد المعرفي يصنع ثروات الشعوب بعد أن صارت الثروة غير محصورة في نفط أو غاز أو معدن وأضحى العقل البشري هو الثروة الأولى في معايير الاقتصاد الحديث".
وأكد على ضرورة التحلي بروح طالب الريادة الشجاع للانطلاق بمشروع ريادي مدروس ومتقن نتيجة لدراسة معمقة وصحيحة للسوق محلياً وعالمياً.
وأردف: "هذا الملتقى الذي تنظمه جامعة جازان ويجتمع فيه نخبة من رواد ورائدات الأعمال هو من الملتقيات التي من شأنها فتح آفاق عملية أرحب للشباب وتزويدهم بالمهارات والإمكانات التي تعينهم على تحقيق إبداعاتهم وابتكاراتهم".
وألقى كلمة اللجنة المنظمة للملتقى وكيل جامعة جازان الأستاذ الدكتور سلطان بن حسن الحازمي حيث قال: "إدراكاً من الجامعة لأهمية العناية بالإبداع وريادة الأعمال أتت المبادرة لتنظيم هذا الملتقى بمشاركة عدد من المختصين من داخل المملكة يمثلون (جامعات-وأودية تقنية- ومؤسسات الدولة ذات العلاقة بمجالي الإبداع وريادة الأعمال-القطاع الخاص – حاضنات الصناعة والأعمال وعدد من رواد الأعمال الشباب) لتبادل الخبرات وإثراء النقاشات وعرض أحدث الدراسات في مجالي الإبداع وريادة الأعمال".
وأضاف: "الهدف كان الخروج بتوصيات تكون كوثيقة علمية تطبيقية تتضمن أفكاراً نتطلع أن تساهم في تعزيز توجه المملكة نحو الاقتصاد المعرفي وتشجيع شباب الوطن على استثمار ابتكاراتهم بتحويلها من مجرد فكرة إلى مشروع استثماري ربحي".
بعد ذلك دشن أمير المنطقة إلكترونياً معمل الابتكار ليكون بمثابة الحاضنة للمبتكرين لتزويدهم ببيئة مساعدة على الابتكار والإبداع المعرفي، وذلك من منطلق أن الابتكار هو اللبنة الأساسية لتنويع مصادر الدخل لدى المجتمعات لتشكيل مجتمع تعاوني يطور المنتجات والأفكار الابتكارية القائمة على المعرفة".
وألقى كلمة المتحدثين الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد السديري وكيل جامعة الملك سعود للأعمال حيث شكر من خلالها أمير المنطقة وجامعة جازان على احتضانها مثل هذا الملتقى.
وقال: "للجامعات السعودية الدور المحوري في قيادة دفة الإبداع والريادة فهي الحاضنة الرئيسية للعلم والابتكار، حيث حظي قطاع ريادة الأعمال كغيرة من القطاعات التنموية بدعم سخي من لدن ولاة أمر هذه البلاد المباركة".
وأضاف: "الجامعات بذلت جهوداً "تذكر فتشكر" في مضمار الإبداع والريادة ولا يزال أمامنا مساحات جديدة من الأبداع الفكري لتحويل الريادة إلى فكر خلاق، يقود في النهاية إلى نتاجات ومخرجات إبداعية، حتى نتمكن من الولوج بكل ثقة وعزة في دهاليز عالم يكتظ بالمتغيرات على خطى جامعات ريادية عصرية ترسخ ثقافة الإبداع".
وشهد الحفل توقيع اتفاقية بين جامعة جازان ومجلس شباب المنطقة مثل الجامعة المشرف على وحدة الابتكار والإبداع المعرفي الدكتور عثمان حكمي ومثل مجلس شباب المنطقة أمين عام المجلس الدكتور إبراهيم أبوهادي النعمي، وتتضمن قيام الطرفين بالعمل على نشر وتنمية قدرات الشباب والشابات الموهوبين في مجالي الابتكار وريادة الأعمال وتقديم الدعم والعون العلمي لهم، إضافة إلى تنظيم وعقد أنشطة تدريبية مختلفة.
وفي ختام اللقاء كرم أمير منطقة جازان المتحدثين في الملتقى متمنياً لهم الخروج بالنتائج المأمولة منه.
وعقب حفل الافتتاح؛ انطلقت فعاليات الجلسات العلمية لليوم الأول والتي ركّزت على مفهوم الجامعات الريادية ورواد الأعمال والتحديات والفرص التقنية في العصر الحديث، شارك في الجلسة الأولى وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للإبداع المعرفي وريادة الأعمال الأستاذ الدكتور أحمد حامد نقادي، ووكيل جامعة الملك سعود لتطوير الأعمال الأستاذ الدكتور محمد أحمد السديري، ووكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل عبدالقادر كوشك.
وناقشت الجلسة مفهوم الجامعات الريادية وقدرتها على تطوير الاقتصاد المعرفي وقدرتها على إنتاج ونقل وتوطين المعارف والتقنيات، وتطوير ريادة الأعمال لبناء الجيل الثالث من الجامعات التي اصطلح على تسميتها بالجامعات الريادية.
واستعرضت الجلسة الثانية أودية التقنية وحدائق المعرفة: التحديات والفرص، وذلك بمشاركة الرئيس التنفيذي لشركة وادي مكة للتقنية الدكتور أسامة بن راشد العمري، ومدير مركز الابتكار بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور إياد بن طلال الزهارنة، وكبير مديري التكنولوجيا بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور سامي بشير.
وناقش المشاركون مدى فاعلية أودية التقنية وحدائق المعرفة في اقتصاد المملكة ومدى قدرتها على خلق مساحة تنافسية حقيقية والتحول إلى اقتصاد المعرفة وإلقاء الضوء على أبرز المبادرات الجامعية في التحول إلى اقتصاد المعرفة.
واختتم اليوم الأول بجلسة حول دور مسرعات وحاضنات الأعمال في بناء كفاءات بشرية منافسة، بمشاركة عميد معهد الإبداع وريادة الأعمال بجامعة أم القرى الدكتور فواز بن أحمد سعد، ومدير مركز أرامكو لريادة الأعمال إياد بن عبدالله الشبعان، والمدير التنفيذي لبرنامج بادر لحاضنات الأعمال نواف بن عطاف الصحاف.
وبحث المشاركون في الجلسة دور الحاضنات في تمكين القدرات الشابة في المملكة من استخدام أدوات مبتكرة وفاعلة من شأنها الاستفادة من اقتصاد المملكة.