اختُتمت فعاليات برنامج شهر اللغة العربية في إندونيسيا، الذي نفذه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة العربية في مدينة مالانج؛ وذلك في إطار برامج المركز الدولية. وأوضح الأمين العام للمركز الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، أن المركز ينفذ برنامج "شهر اللغة العربية" بشكل دوري في عدد من دول العالم الناطقة بغير العربية، وقد نفذ دورته الأولى في جمهورية الصين الشعبية، ودورته الثانية في إندونيسيا.
وشمِل البرنامج الذي نظمه المركز خلال شهر كامل ابتداء من أكتوبر الفائت، عدداً من الفعاليات العلمية والجماهيرية، التي تتنوع في خدمة اللغة العربية بأشكال متعددة؛ فقد نظّم ندوة بعنوان: "اللغة العربية في إندونيسيا" شارك فيها خبراء إندونيسيون، وشملت محاور تتصل بتاريخ دخول اللغة العربية في إندونيسيا، وواقع اللغة العربية فيها، وآفاق مستقبلية للغة العربية بالبلاد، وأطلق عدداً من المسابقات لطلاب الجامعات، دعا إليها أكثر من 90 جامعة، وتنوعت المسابقات في عدد من المجالات، مثل: الخطابة والأداء اللغوي، والخط العربي، والعروض المسرحية، والمناظرة الطلابية، ومسابقة التميز في عملية تعليم اللغة العربية للمعلمين المبتدئين، ومسابقات فنية متنوعة.
وأضاف أنه جرى الاتفاق مع عدد من الجامعات الإندونيسية لتنفيذ مراحل المسابقات الأولى داخل كل جامعة؛ لتوسيع قاعدة المشاركين، وأعلنت نتائجها في الحفل الختامي، بالإضافة إلى عقد حلقات نقاش وتدريب لتعليم الحرف العربي لأكثر من 500 طفل إندونيسي، وُزعت فيها كتب التعليم.
كما أقام المركز عدداً من الفعاليات خلال الأسبوع الختامي؛ منها: مؤتمر اتحاد طلاب اللغة العربية الإندونيسي، والملتقى العلمي السعودي الإندونيسي الذي شارك فيه خبراء وأساتذة إندونيسيون، وأساتذة سعوديون من الجامعات السعودية، بحضور أكثر من 200 أستاذ ومعلم ومعلمة للعربية، إضافة إلى عدد من البرامج التدريبية التي نظّمها المركز في عدد من الجامعات الإندونيسية في مدن مختلفة من جمهورية إندونيسيا، بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ ممثلة في معهد العلوم العربية بجاكرتا، وقدم هذه الدورات عدد من الأساتذة السعوديين؛ حيث استفاد من هذه الدورات أكثر من 300 متدرب ومتدربة من معلمي اللغة العربية للمرحلة الثانوية، وعدد من منسوبي الجامعات الإندونيسية.
وقد شارك في الحفل الختامي لبرنامج شهر اللغة العربية سفير خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا مصطفى المبارك، وعدد من موظفي السفارة السعودية في جاكرتا، وعميد معهد العلوم العربية والإسلامية في جاكرتا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وممثل من الملحقية الثقافية في ماليزيا، ومن الجانب الإندونيسي: حَضَرَ ممثل وكيل وزير الخارجية الإندونيسي عبدالرحمن فاخر، ومدير جامعة مالانج الحكومية، ووكيل جامعة مولانا مالك إبراهيم، وعدد من ممثلي الجامعات الإندونيسية والمعاهد، وممثلي السفارات العربية في إندونيسيا.
وقد شارك سفير خادم الحرمين الشريفين بكلمة في الحفل الختامي، وجّه خلالها شكره إلى خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وإلى وزير التعليم العالي، وإلى أمانة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، والجامعات الإندونيسية، وغيرها من المؤسسات التي شاركت أو ساهمت في إنجاح فعاليات الشهر، ووعد ببذل المزيد من الجهود في خدمة اللغة العربية.
وكانت كلمة مدير جامعة مالانج الحكومية تتجه إلى الاحتفاء بالشراكة المميزة التي وجدوها من مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية، وتطلعهم إلى مزيد من أوجه التعاون والشراكة، وأشار إلى أن فعاليات الأسبوع الأخير ستُعرض في وسائل الإعلام الإندونيسية على مدى الأسابيع القادمة؛ مشيداً بالجهود التي بذلها المركز؛ حيث عاشوا شهراً عربياً بامتياز.
كما جاء في كلمة وكيل وزير الخارجية الإندونيسي، الشكر للمملكة العربية السعودية التي تقدّم مثل هذه البرامج في إندونيسيا؛ مشيراً إلى ضرورة تعميق الصلات، وتقديم البرامج العلمية التي تُسهم في خدمة اللغة العربية في إندونيسيا، ومنها زيادة أعداد المِنَح الدراسية للطلاب الإندونيسيين في معاهد تعليم اللغة العربية في المملكة العربية السعودية؛ معبراً عن سعادته الكبيرة بجهود المركز في خدمة اللغة العربية.
يشار إلى أنه من فقرات الشهر: تنظيم معرض مصاحب للحفل الختامي للبرنامج، تضمن أجنحة لعدد من السفارات العربية، والمؤسسات التعليمية في إندونيسيا، ومعرضاً للخط العربي، والمشاركة في اجتماع طلاب اللغة العربية على مستوى إندونيسيا، إضافة إلى عدة حوارات صحفية وتلفزيونية وإذاعية مباشرة في وسائل الإعلام الإندونيسي.