أكد مدير عام قناة (دليل) الشيخ عبد الله القرشي في حديث أجرته معه "سبق" أن التعايش وليس التقارب هو المقصود عند الحديث عن تقارب الشيعة مع السنة، موضحاً أنه أمر عام لا ينبغي أن يوكل إلى الأفراد، ومؤكدًا أن قناة (دليل) لم تكن غائبة عن حملة الدفاع عن أمنا عائشة رضي الله عنها، معتبراً أن التوعية قد حصلت، وأنه من غير المناسب زيادة الجرعة بنشر هذه الإساءات وتكرارها، مطالباً بضرورة النقد والمراجعة المستمرين لتخصص بعض القنوات عن الشيعة. في البداية تحدث الشيخ عبد الله القرشي عن غياب (دليل) وبعض القنوات المهمة عن حملة الدفاع عن أمنا عائشة رضي الله عنها قائلاً "قناة دليل تحدثت عن هذه الإساءات التي يرتكبها السفهاء في حق أمنا عائشة الطاهرة المطهرة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها، تحدث عن ذلك الشيخ الدكتور سلمان العودة، وتحدث غيره في برامج أخرى، وستكون الحلقة القادمة من (البيان التالي) عن هذا الموضوع، والبحث عن طريقة لسن قوانين تجرم الإساءة لأحد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. صحيح أن حجم التغطية لم يكن مماثلاً للقنوات المتخصصة في الشأن الشيعي، والسبب هو احترام التخصص من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذا السفيه لا يستحق أن تتحول كل القنوات الإسلامية ردة فعل له؛ لأن هذا يسره، ويعظم من شأنه، وإذا سلكنا هذا المسلك فمعنى هذا أن جدول البرامج بالقنوات الإسلامية سيصبح تحت تصرف هؤلاء السفهاء وربنا يقول (ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)". وبسؤاله عن رأيه فيمن يطالب قناة دليل بنشر بعض أعمال هؤلاء توعيةً للناس من قبح مذهبهم قال "هذا النشر قامت به عدة قنوات متخصصة، والتوعية المقصودة حصلت، ومن غير المناسب زيادة الجرعة بنشر هذه الإساءات وتكرارها؛ لأننا حينئذ سنطبع (نجعله أمراً طبيعياً) هذا السباق، ونعوّد عليه آذانًا وقلوباً طاهرة معظمة لله ورسوله وأوليائه الصالحين، وهي في غنى عن ذلك كله، وتؤذيها مثل هذه الأقوال". وفي توضيحه للمقصود من تقارب الشيعة مع السنة قال "الذي سمعناه من علمائنا هو التعايش وليس التقارب، ومن أطلق التقارب فهو يريد هذا المعنى، وموضوع التعايش أمر عام لا ينبغي أن يوكل إلى أفراد، بل هو متعلق بأهل الحل والعقد (ولو ردوه إلى الرسول وأولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، وهو مرتبط بالسياسة الشرعية، وربما اختلفت الفتوى فيه باختلاف زمان أو مكان أو ظروف معينة، أما أصل الفكرة في جواز التعايش فهو أمر جائز، وقد تعايش النبي صلى الله عليه وسلم في العاصمة الإسلامية المدينة النبوية مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود، ومعلوم أنهم يسبون الله جل جلاله ويسبون أنبياءه، ويقذفون مريم العذراء، وغير ذلك من الشناعات العظيمة، هكذا هو دينهم الباطل، والعياذ بالله، ويمكن أن يتم الاتفاق على إجراءات وضوابط وقيم يلتزم بها كل الأطراف، وأن تعيش المنطقة حالة من الهدوء والاستقرار والاحترام المتبادل، ومهما بلغت حميتنا للحق فلا يجوز أن نهدم به حقاً آخر جاءت النصوص الشرعية به، ونحن لم نعظم عائشة الصديقة الطاهرة المطهرة لقرابة أو عصبية أو طائفية، إنما عظمناها من تعظيمنا للحق والأدلة القرآنية عليه، ويجب أن يكون المسلم وقّافاً عند كتاب الله، وألا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض، أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يردنا إليه رداً جميلاً، وأن يوفقنا للعمل المبرور والسعي المشكور. وعن رأيه في تخصص بعض القنوات عن الشيعة قال "التخصص أمر مهني جميل، وعندما تلتزم هذه القنوات بالدعوة إلى الله بالحسنى وبيان الحق بما يحب الله من الرفق واللين والمجادلة بالتي هي أحسن فإن هذا أمر حسن يفرح به، ولا يخلو مشروع بشري من بعض الأخطاء؛ ولذلك يجب أن يكون لدى كل مشروع نقد ذاتي، وأن يستفيد مما يقوله الأصدقاء وغير الأصدقاء، فإن الناقد بصير، وقد جاء القرآن بعتاب نبينا صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع؛ مما يؤسس ضرورة النقد والمراجعة المستمرين لمشاريع بشرية غير معصومة".