تتجه أنظار الجماهير الرياضية في القارة الصفراء والوطن العربي، من المحيط إلى الخليج، صوب ملعب الملك فهد الدولي بالرياض؛ وذلك لمتابعة المباراة المنتظرة التي تجمع الهلال وويسترن سيدني الأسترالي في إياب الدور النهائي لدوري أبطال آسيا، بعد أن انتهت نتيجة مباراة الذهاب التي أُقيمت يوم السبت الماضي في أستراليا بفوز سيدني بهدف دون مقابل. يتعين على الهلال الذي لم يسبق له الفوز بالبطولة منذ تغيير اسمها ونظامها عام 2003 الفوز بهدفين نظيفين، أو بفارق هدفين 3/ 1 أو 4/ 2؛ ليضمن التتويج باللقب القاري؛ وبالتالي المشاركة في كأس العالم للأندية، أو الفوز بنتيجة مباراة الذهاب 1/ 0، وتمديد المباراة لوقت إضافي.
أما الفريق الأسترالي فإنه يلعب بأكثر من فرصة، سواء الفوز أو التعادل بأي نتيجة، أو الخسارة بفارق هدف 1/ 2 أو 2/ 3؛ ليظفر باللقب للمرة الأولى على مستوى الأندية الأسترالية منذ مشاركتها في دوري الأبطال عام 2007، أو الخسارة بهدف نظيف، وتمديد المباراة لشوطين إضافيين.
وجاء تأهل الهلال لهذا الدور بعد أن تصدر مجموعته الرابعة في دوري المجموعات، التي ضمت إلى جانبه الأهلي الإماراتي والسد القطري وسباهان أصفهان الإيراني، برصيد 9 نقاط، جمعها من 6 مباريات؛ إذ فاز في اثنتين، وتعادل في 3، وخسر واحدة. وفي الدور ثمن النهائي تخطى عقبة بونيودكور الأوزبكي، قبل أن يتجاوز السد القطري، وفي الدور قبل النهائي تخطى العين الإماراتي.
أما ويسترن سيدني فقد تأهل لهذا الدور بعد أن تصدر مجموعته الثامنة التي ضمت إلى جانبه كاواساكي فرونتالي الياباني وأولسان هيونداي الكوري وجويزو رينيه الصيني برصيد 12 نقطة، جمعها من 6 مباريات؛ إذ فاز 4، وخسر اثنتين، ولم يتعادل في أي مباراة. وفي ثمن النهائي تخطى عقبة سانفريتشي هيروشيما الياباني. وفي ربع النهائي وضعته القرعة في مواجهة جوانجزو الصيني "حامل اللقب"، ونجح في تجاوزه. وفي نصف النهائي ألحق إف سي سيئول الكوري بسابقيه.
ويعتمد الهلال في طريقة لعبه على السهل الممتنع؛ فهو يؤدي بشكل جماعي على المستوى الدفاعي والهجومي، كما أن لاعبيه يمتازون بالمهارة الفردية العالية، وقدرتهم على تجاوز أي لاعب منافس بسهولة، فضلاً عن تميز بعض اللاعبين بالتصويب المحكم على مرمى المنافس، سواء من خلال الكرات الثابتة أو المتحركة.
وسيكون تركيز المدرب الروماني ريجيكامف على الجوانب الهجومية منذ بداية المباراة؛ كونه يلعب بفرصة واحدة، هي الفوز بأكثر من هدف لضمان التتويج باللقب؛ وبالتالي سيغير طريقته من 4/ 5/ 1 إلى 4/ 4/ 2؛ إذ ينتظر أن يزج بالمهاجم المخضرم ياسر القحطاني منذ البداية، إلى جانب هداف الفريق ناصر الشمراني، فضلاً عن الدعم الذي سيحظى به الثنائي من لاعبي الوسط سالم الدوسري وسلمان الفرج والبرازيلي ثياغو نيفيش، على أن يتفرغ اللاعب الروماني ميهاي بينتيلي لمساندة الدفاع الذي سيوجد فيه الكوري كواك تاي هي والبرازيلي ديغاو وياسر الشهراني وعبدالله الزوري.
وفي المقابل، فإن الفريق الأسترالي يعتمد على القوة الجسمانية واللياقة البدنية العالية ولعب الكرات الطويلة من أجل الوصول إلى مرمى المنافس من أقصر الطرق، إلى جانب الاستفادة من الكرات العرضية والثابتة، واستغلال الطول الذي يتمتع به جل لاعبيه.
وسيركز مدربه توني بوبوفيتش على الأسلوب الدفاعي، والضغط على حامل الكرة من نصف الملعب لقطع الإمدادات عن هجوم الهلال، وفي الوقت نفسه الاعتماد على الهجمات المرتدة بحثاً عن هدف يخلط أوراق المنافس، ويصعب من مهمته في العودة للمباراة، ولاسيما أنه يضم لاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة، أمثال الحارس انتي كوفيك ونيكولاي ستانلي وتومي جيروس ومارك بريدج وماثيو سبيرانوفيتش والبرازيلي فيتور سابا.