بحزن وأسى يتساءل الكاتب الصحفي د. سعيد السريحي في صحيفة "عكاظ": أين يعيش أغنياؤنا؟ وبأي وجه سوف يلقون ربهم؟ بعدما تركوا ما لا يقل عن 650 ألف أسرة فقيرة تعيش تنتظر مد يد العون والمساعدة، وبأي شيء يعتقدون أن الله سيبارك لهم في أموالهم التي لو علموا أن فيها حقاً معلوماً للسائل والمحروم ما بقي في هذا البلد سائل ولا محروم. وفي مقالها "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني" بصحيفة "المدينة" تطالب الكاتبة حصة عبد الرحمن العون، المسلمين بأن يتذكروا هذا الدعاء في هذه الليلة المباركة، ليلة القدر، وأن يتذكروا قبل هذا العفو والصفح عن إخوانهم، فكما نطلب العفو من الله، يجب أن نعفو نحن ونصفح.
كاتب سعودي: بأي وجه سيلقى أغنياؤنا ربهم؟ بحزن وأسى يتساءل الكاتب الصحفي د. سعيد السريحي في صحيفة "عكاظ": أين يعيش أغنياؤنا؟ وبأي وجه سيلقون ربهم بعدما تركوا ما لا يقل عن 650 ألف أسرة فقيرة تعيش تنتظر مد يد العون والمساعدة، وبأي شيء يعتقدون أن الله سيبارك لهم في أموالهم التي لو علموا أن فيها حقاً معلوماً للسائل والمحروم ما بقي في هذا البلد سائل ولا محروم، وفي مقاله "بأي وجه يلقون ربهم؟" يبدأ الكاتب بتصوير الثراء الباذخ ويقول: "لا نستبعد أن يخرج شاب من البادية كيس نقوده ليدفع ثلاثة ملايين ريال ثمناً لناقة.. أما لو كان هذا الشاب نفسه من سكان المدن فإننا لن نعدم أن يكافئ نفسه على ما بذله من جهد فيشتري ساعة للعيد يوقع ثمناً لها شيكاً بنصف مليون ريال" ثم يقلب الصورة ليعرض صورة الفقر المدقع ويقول: "في الجمعيات الخيرية هناك ما لا يقل عن 650 ألف أسرة فقيرة تنتظر مد يد العون والمساعدة، فماذا يقدم لها مجتمعنا وأغنياؤه الذين لا يبخلون بالملايين لشراء ناقة أو تيس أو ساعة أو خاتم؟ الحقائق تقول: إن معدل ما تقدمه الجمعيات الخيرية لا يتجاوز أن يكون 350 ريالاً لأسرة تتكون من أم وأربعة أطفال كل أربعة أشهر، وهذا يعني أننا لو جمعنا قيمة الناقة والتيس والساعة والخاتم ووزعناها على الأسر الفقيرة لحصلت 14 ألف أسرة على إعانة تكفيها أربعة أشهر حسب فهم الجمعيات الخيرية لمعنى الإعانة"، ثم يطلق الكاتب صرخة تحذير من هذه الأوضاع ويقول: "ثمة خطأ يبلغ حد الكارثة إذا كان مجتمعنا يعتقد أن 350 ريالاً يمكن لها أن تشكل مساعدة لأسرة من خمسة أفراد لمدة أربعة اشهر، ثمة خطأ يبلغ حد الخطر إذا كان مجتمعنا يعتقد أن مفهوم صرف معونات غذائية للأسر الفقيرة يعني أن نتصدق على أسرة من خمسة أفراد ب 4 علب صلصلة و 3 حبات تونة وعلبة مكرونة كل أربعة أشهر"، وينهي بقوله: "إذا كان هذا هو مفهومنا للصدقات فلنا أن نتساءل: أين يعيش أغنياؤنا؟ وبأي وجه سيلقون ربهم؟ وبأي شيء يعتقدون أن الله سيبارك لهم في أموالهم التي لو علموا أن فيها حقاً معلوماً للسائل والمحروم ما بقي في هذا البلد سائل ولا محروم".
العون: لا تنس العفو عن إخوانك وأنت تطلبه الليلة من الله في مقالها: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني" بصحيفة "المدينة" تطالب الكاتبة حصة عبد الرحمن العون، المسلمين بأن يتذكروا هذا الدعاء في هذه الليلة المباركة، ليلة القدر، وأن يتذكروا قبل هذا العفو والصفح عن إخوانهم، فكما نطلب العفو من الله، يجب أن نعفو نحن ونصفح، تقول الكاتبة منبهة: "ليلة القدر التي ينتظرها المسلمون المؤمنون هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المبارك.. ليلة هي خير من ألف شهر. أوصانا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام أن ندعو الله كثيرًا، ونردد اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني، هذا هو الدعاء الأبرز الذي ذكر في السنة. فكم من المسلمين يردد هذا الدعاء الذي يتوجهون به للخالق عز وجل؟ فالله يحب العفو، فمن الطبيعي أن يعفو عن كل مَن توجه له بالدعاء والرجاء والاسترحام. وهل هناك أرحم من الخالق عز وجل؟ الذي هو أرحم منا على أنفسنا"، وتضيف الكاتبة مذكرة: "هذا الدعاء يقودني لأمور أخرى، نراها ونسمعها في حياتنا اليومية، حيث يتشدد الكثيرون عن الصفح والعفو بعضهم عن بعض.. ولا أعلم هل هؤلاء المتشددون في التسامح والعفو عند المقدرة أفضل وأهم وأكثر قدرة من الله عز وجل القادر على كل أمر، وهو الذي إذا أراد لشيء أن يكون فإنما يقول له كن فيكون؟ فإلى متى يتشدد هؤلاء ضد إخوان لهم في الدين والدم؟ وإلى متى تظل الشحناء استراتيجيتهم المفضلة؟". ثم تواصل الكاتبة رحلة الدعاء والدعوة إلى التسامح فتقول: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني، وعن والديّ ووالدي والديّ، وذريتي، وذرية ذريتي، وإخواني المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. اللهم سامحنا، واعف عنا، واهدنا إلى سواء السبيل. اللهم اهدنا للتسامح بعضنا مع بعض، وتبادل عبارات العفو بعضنا مع بعض. اللهم اهدِ إخواني المسلمين للاستفادة من هذا الشهر الكريم، واستغلال هذه الساعات المباركة لطلب العفو من الرحمن الرحيم، ومن ثم التسامح الحقيقي مع إخوانهم المسلمين مهما كانت المشاحنات، ومهما كانت الخصومات".