فوجئ ركاب رحلة الخطوط السعودية، رحلة رقم "213" القادمة من القاهرة، مساء أمس 3 سبتمبر2010م، قبل إقلاع الرحلة من مطار القاهرة الدولي متجهة إلى الرياض، وأثناء تحركها باتجاه المدرج، بنزول المياه من سقف الطائرة إلى داخل الكابينة عبر حقائب الركاب وبين أنوار الإضاءة، بكميات كبيرة لافتة للنظر؛ الأمر الذي اضطر معه بعض المسافرين على الرحلة إلى إبلاغ مسؤول الطائرة والمضيفين بالأمر؛ فتم نقل بعض الركاب من مقاعدهم التي تنزل عليها المياه إلى مقاعد أخرى، ووضع بطانيات أعلى المقاعد لامتصاص المياه المتدفقة، ولكن استمرت المياه تتساقط في اتجاه آخر من سقف الطائرة المكوَّنة من دورين. ويقول أحد الركاب، الذي كان على متن الرحلة هو وأسرته، ويُدعى عبدالكريم، ل"سبق" إنه لم يتوقع أن تتساقط المياه من سقف الطائرة بهذا الشكل. مضيفاً أنه يتوقع تسربها من دورة المياه؛ نظراً إلى كثافة المياه وانتشارها في أكثر من مكان من سقف الطائرة, وليس من التكييف كما حاول إفهامنا مسؤول الرحلة. ويضيف: لقد عشنا طوال الرحلة في قلق تام, خاصة أن المياه تنساب بين الإنارة وأدراج الحقائب, وكنا جميعاً نتساءل "ماذا سيكون مصيرنا فيما لو حدث ماس كهربائي لا سمح الله", خاصة أن جميع مضيفي الطائرة لم نعد نراهم؛ حيث جلسوا فترة طويلة في مؤخرة الطائرة, حسب ما فهمت من المسؤول، الذي هدأ من روعي بقوله "لقد أبلغنا عن هذا الخلل منذ فترة ولم يتم إصلاحه"؛ فأيقنت بأن الإهمال أصبح عادياً وغير مستغرب في خطوطنا السعودية, التي اعتدنا منها أن يكون ردة فعلها على أي خطأ لا سمح الله هو "الأمر حدث بسبب خلل فني مفاجئ". ويضيف عبدالكريم: الحقيقة أن السبب هو الإهمال المتعمد والاستهتار بأرواح البشر وعدم تطبيق أدنى وسائل السلامة والصيانة. وتابع الراكب: لقد كنا نفخر بالخطوط السعودية وطائراتها والخدمة التي تُقدَّم للمسافرين عليها, ولكن يحز في نفوسنا الآن ما وصلت إليه من سوء. ويقول: لقد نسيت كل ما تعرضت له في مطار القاهرة من تغيير للمقاعد التي قمت بحجزها قبل أكثر من شهرين, وتجاهلهم داخل الطائرة ل"بطاقة الفرسان" الخاصة بالمتميزين، التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع من وجهة نظرهم, ونسيت تشتيت أسرتي بين مقاعد الطائرة, إلا أن ما زادني إيلاماً أنني وجدت صغيرتي بجانب إحدى الأسر، التي استضافتها كرماً منها في بادئ الأمر، حينما لاحظوا انزعاجي بسبب مصادرة مقاعدنا المحجوزة, وبقيت ابنتي في مقعد وحدها بعيداً عنا ومذعورة, بعد أن نُقلت الأسرة من مقاعدها إلى مقاعد أخرى, وبقيتُ أدعو المولى - عز وجل - أن نصل بالسلامة. وأوضح الراكب أنه على الفور، ومنذ أن وطأت قدماه أرض مطار الملك خالد الدولي بالرياض "قمت بإرسال برقيتين شرحت فيهما ما حدث بإيجاز لسمو ولي العهد والمدير العام للخطوط السعودية برقمَيْ 1007030921647-1007030921648 بتاريخ 24 رمضان 1431ه.