لقيت بادرة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ثناء وفرحة حجاج غزة من ضيوف خادم الحرمين الشريفين عقب التكريم الذي أقيم لهم قبيل مغادرتهم لبلادهم، وتخلله نقل تحيات ودعوات "ملك الإنسانية" من قبل رئيس برنامج الاستضافة الشيخ عبدالله المدلج ثم تقديم عبوات ماء زمزم وتمرة العجوة وهدايا أخرى. وجاء حفل التكريم لأسر شهداء غزة بعد "أيام معدودات" قضوها في الحرمين الشريفين واصفين أنفسهم ب"الملوك" نتيجة الحفاوة التي وجدوها من أعلى سلطة في المملكة منذ استقبالهم في مطاري عمّان والقاهرة ثم صالة الحجاج في جدة، مروراً بتنقلهم بين المشاعر المقدسة رافقتهم خلالها الجهات الأمنية وسيارات الإسعاف، وأيضاً زيارات المسؤولين لهم، وختاماً انتقالهم لمدينة الرسول وتمكينهم من زيارة أبرز المساجد والمواقع التاريخية هناك.
في مقر إقامة الضيوف ب"مركزية الحرم النبوي" وقع الاختيار على 25 شخصاً من أعضاء الوفد وجرى عقد اجتماع معهم، ومثل الجانب السعودي الشيخ عبدالله المدلج ونائبه في إدارة البرنامج الدكتور زيد الدكان ورئيس لجنة حجاج فلسطين عبدالعزيز الصالح ،ثم المشرف على استقبال الضيوف في المدينة عبدالمجيد العمري، ومتعهد الاستضافة "الرياض" للسفر والسياحة.
كلمات المدير التنفيذي "المدلج" كان لها وقع لدى أهالي الشهداء عندما عبر لهم عن صادق الأمنيات والدعوات من خادم الحرمين الشريفين ل"غزة الأمجاد والرباط"، كاشفاً لهم أن جرح فلسطين هو جرح للأمة أجمع، وأن الحفاوة التي قوبل بها حجاج غزة هي واجب رسمي وشعبي، وحكومة المملكة أولت استضافة الحجاج الفلسطينيين أولوية خاصة.
ولم تقصر أبداً في كل ما يساعد على كمال برنامج الاستضافة، وكشف لهم أن وزير "الشؤون الإسلامية" صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ يتابع منذ ستة أشهر كل تفاصيل البرنامج ،وكان يسأل عن أدق الأمور لضيوف المملكة وشعبها.
ولم يخف "المدلج" أمنياته للوفد بالوصول إلى ديار "الإسراء والمعراج" سالمين من كل شر، وغانمين الأجر والمثوبة لهم ولشهدائهم وأسراهم، مؤكداً أن دعوات الشعب السعودي تزاحم دعوات أهل فلسطين بتحرير الأقصى والصلاة فيه.
وتابع: تخلل الحفل قصيدة "غزة الصمود" ألقاها الشيخ عبدالمجيد العمري، ثم كلمة لممثل مؤسسة رعاية أسر الشهداء وجرحاهم محمد النحّال، قائلاً فيها "أتينا من غزة بمكرمة من خادم الحرمين لأداء فريضة الحج وكلنا جراح وخلفنا 2200 شهيد و12 ألف جريح وعشرات الأسرى في 51 يوماً، والكل يعلم أن قطاع غزة مدمرة من العدو الذي لايرحم صغيراً ولايوقر كبيراً ويعتبر نفسه خارجاً عن كل القوانين والأعراف الدولية.
وأردف: وفي اللحظة الأولى التي دخلنا فيها إلى المملكة نسينا رحلة العذاب، ونسينا الجراح، فأنتم وطننا الثاني لأنكم أنتم امتدادنا الإسلامي، وامتدادنا العربي، ونعرف عندما نتحدث عن رجل بحجم خادم الحرمين الشريفين فنحن نتحدث عن رجل بحجم الجبال الذي قدم لإعمار غزة المليارات، فهو لم ينتظر مؤتمر الإعمار القادم الذي سيقام في القاهرة".
وأضاف: "المكرمة جاءت من رجل أصيل، وشعب معطاء، ووزارة مهنية، والمفاجأة الكبرى الاستقبال الحافل الذي لم نكن نستغربه حتى شعرنا أننا ملوك الكل يبحث عن راحتنا، من تسهيلات مرورية، وعيادات طبية مخصصة، ومتابعة رسمية وإعلامية".
وفي نهاية الحفل التكريمي ل500 حاج من غزة جرى توزيع الهدايا التي تنوعت بين نسخة من المصحف الشريف وتمرة العجوة، وكذلك ماء زمزم، وأخرى تذكارية للحرمين الشريفين.