نفَّذت الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة صباح اليوم السبت بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي، بمتابعة المدير العام للصحة الدكتور عبد الله الطائفي، تجربة فرضية للاشتباه بفيروس إيبولا على إحدى رحلات الطيران القادمة من دولة إفريقية. ومن جهته، أوضح مساعد مدير صحة المدينة للصحة العامة الدكتور خالد بن ضيف الله الحربي أن الفرضية تهدف للتعرف على استعدادات وجاهزية منافذ القدوم للتعامل مع الأمراض المعدية.
وأضاف بأن التجربة بدأت في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً؛ إذ لاحظ أحد أفراد الفريق الميداني التابع لوزارة الصحة مريضاً نيجيرياً يبدو عليه الإعياء في صالة قدوم الحجاج بالمطار؛ فتم على الفور اصطحاب المريض إلى المركز الطبي بالمطار بغرفة الفرز، وتبلغ درجة الحرارة بها 39.6. ولأن المريض يعاني صعوبات لغوية تم إدخاله على الطبيب في العيادة، الذي لاحظ أن المريض يستخدم لغة الإشارة، وتبين أنه مصاب بالصداع، ولديه آلام عامة، لكن لم يكن هناك شيء واضح ومحدد.
وحاول الطبيب سؤال المريض عن المنطقة التي قدم منها، وعرض عليه اسمين لمناطق في نيجيريا، سُجلت بها حالات إصابة، والتقط الطبيب اسم مدينة لاجوس، وظل المريض يكررها بشكل متكرر؛ واعتبر الطبيب أن حالة المريض هي حالة اشتباه بالإصابة.
وعلى الفور بدأ الطبيب في أخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة هو والممرض الموجود في عيادة الفرز، وتم الاتصال على الفور بعمليات صحة المدينة لإرسال سيارة الإسعاف المخصصة لهذه الحالات، وأيضاً تم الاتصال بمكافحة العدوى، وتم نقل المريض إلى مستشفى أحد العام بالمدينة وإبلاغ المستشفى لاستقباله وإدخاله من بوابة العزل بشكل مباشر.
وقام الموظف المختص برصد أسماء الأشخاص الذين خالطوا المريض، وتسجيل عناوينهم لاستخدامها في حال قرر طبيب الأمراض المعدية بالمستشفى بعد التواصل مع الرقم المجاني لوزارة الصحة 937 وطبيب البعثة النيجيرية التعامل مع الحالة على أنها فعلاً حالة اشتباه، وتم تحديد المخالطين من الركاب الذين جاوروا المريض والممرض الذي أحضره من الصالة عند وصول الحالة.
وحين وصول المريض إلى مستشفى أحد العام تم إدخاله إلى قسم العزل مباشرة من قِبل طاقم طبي مجهز للتعامل معه برئاسة استشاري الأمراض المعدية. وبعد تقييم الطبيب للحالة طلب سرعة التواصل مع طبيب البعثة النيجيرية لصعوبة التواصل اللغوي مع المريض، كما اتصل بالرقم 937 لأخذ المشورة في التعامل مع هذه الحالة. وعند حضور طبيب البعثة تحدث مع المريض، وتوصل إلى معلومة مفادها أن المريض يسكن في ولاية (كانو)، وهي بعيدة عن المناطق الموبوءة بالفيروس، واتضح أن المريض كان يردد لاجوس لأنه أُصيب مسبقاً بالملاريا، وسبق له أن نُوِّم في مستشفى في لاجوس قبل سنوات، ولم يكمل العلاج. وبهذا انتهت حالة الاشتباه، وخرج المريض من العزل للتعامل معه في قسم الباطنة.
هذا، وقد أعرب الدكتور عبد الله الطائفي بعد انتهاء الفرضية بنجاح عن شكره لجميع من شارك في إنجاز هذه التجربة، كما أشاد بإثبات جاهزية الفريق الطبي بالكامل، متمنياً للجميع التوفيق والسداد في خدمة ضيوف الرحمن، ودعا الله - عز وجل - أن يحفظ السعودية حكومةً وشعباً من كل سوء.