كشف نجاح محمد علي، مراسل قناة العربية الذي تم رفع قضية ضده وضد القناة في المحكمة الجزئية بجدة بتهمة الإساءة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام، ل"سبق" أنه تم تهديده بالقتل، وتلقى العديد من الرسائل الجارحة التي تحمل كلمات عدائية بسبب القضية التي تم رفعها في هذا الشأن، إضافة إلى الحملة الموجَّهة ضده على موقع الفيس بوك، مشيراً إلى أن هناك محامياً شاباً من السعودية تقدم بشكوى ضد قناة العربية وضده شخصياً بالتهمة ذاتها. وذكر نجاح أنه لم يعتذر عما بدر منه أو يعلن توبته من ذنب لم يرتكبه؛ لأنه لم يخطئ في حق أحد حتى يتم تضخيم الأمور بهذا الشكل الكبير. مشيراً إلى أنه ذكر للقائمين على القضية والحملة ضده وضد قناة العربية أنه استغفر الله أن يكون قد أساء إلى أحد من الرسل، وما ذُكر هو في مقام الاستغفار والتوبة. مؤكداً أنه يستغفر ويتوب كل يوم وباستمرار عن أي ذنب ارتكبه، وهذا شأن بينه وبين الله دون حاجب أو شريك. وقال نجاح ل"سبق": صحيح أنني راعيت مشاعر المخلصين ممن احتجوا واعترضوا عليّ وعلى قناة العربية؛ رغبة مني في إنهاء هذا الموضوع الذي طال كثيراً، وأيضاً لسد الذرائع وسد الطريق أمام الذين يتصيدون في الماء العكر وليس المخلصين، وهنا أنا لا أتهم أحداً بعينه، وقلت ما نصه "إلى جميع الإخوة والأخوات.. أعلن أنني أستغفر الله من كل ذنب أذنبته، كتمته أو أعلنته، أخفيته أو أظهرته"، وإذا كان البعض يرى أن ما قلته في قناة العربية ينطوي على إساءة إلى الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أو إلى جبريل عليه السلام فإنني أستغفر الله وأتوب إليه، وهذا الاستغفار عمل أقوم به بشكل يومي وباستمرار، وهو عندي سلاح أتمترس به في كل حاجة أتقدم بها إلى الله، علما بأنني أستغفر في الصلاة وقبل الصلاة وقبل الوضوء، والاستغفار وردي الذي أتعبد به. وأضاف "أعلنت أيضاً في الوقت نفسه، وعلى موقع الإخوة في الفيس بوك نفسه، أنني لم أستهزئ بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بجبريل عليه السلام، ولم أكذب لا عامداً ولا غير عامد، وشرحت كيف حصل الالتباس، وأن قناة العربية غير معنية؛ لأنني أنا شخصياً مَن يتحمل المسؤولية إنْ كانت هناك تبعات". وأشار إلى أن قناة العربية حذفت المقطع، وهو من برنامج "مهمة خاصة"، تم إعداده من منطقة أهوار العراق؛ لدفع أية شبهة واحتراماً لمن "يعتقد" أنني أسأت، وبذلك يكون الأمر منتهياً، خصوصاً أنني ذكرت في المقطع أنني مسلم، ومن غير المعقول أن يتم تكفيري لكلمة قد تكون خرجت دون قصد "إنما الأعمال بالنيات"، ولم تكن نيتي في يوم من الأيام ما صوّره البعض عني. وأوضح نجاح "هناك من يريد المس بقناة العربية من خلال تضخيم هذا الموضوع، ويستهدفني ويجعل من نفسه وصياً على الدين و(بابا) إلى الله! وأنا مسلم ملتزم، أعرف ربي وأخلو به كلما شئت لحاجتي. وأكرر: إذا كان هناك من يعتقد أنني استهزأت، وهو ما لم أكن أقصده أبداً أبداً، فأنا أستغفر ربي دون وسيط". وأوضح نجاح محمد علي أنه يرحّب بسحب القضية وعدم التعرض لقناة العربية. مشيراً إلى أنه منتج البرنامج وكاتب النص والمراسل الميداني في "مهمة خاصة"؛ حيث أنتج خمس حلقات عن مافيا سرقة النفط العراقي وفرق الموت وعن الأمن المفقود في البصرة، التي حصلت على استحسان المواطن العراقي. مضيفاً "نحن نقوم بعملنا بمهنية عالية، وأي خطأ قد يراه البعض هو بالتأكيد غير مقصود". موضحاً "إنني أتحدث باسمي، وللعربية إدارة خاصة معنية بالرد على أي شيء له صلة بالقناة، أما هنا فإنني أتحدث عن قضية شخصية تخصني". رد القائمين على القضية: من جهته رد القائم على القضية المرفوعة ضد قناة العربية ومراسلها والمسؤول أيضاً عن الحملة في الفيس بوك "علي القرني": "شكرا لصحيفة سبق على استنطاق واستجلاء هذه القضية ومحاولة الكشف عن كواليسها؛ فهي في طريقها للحق والمحاكمة، إلى أن يهدي الله صاحب الشأن فيها بالاستغفار والتوبة كما أخبرنا هو بنفسه وفهمنا منه على صفحات المجموعة على الفيس بوك". وأضاف القرني "وقد آلمنا أشد الألم أنا وزملائي بل وجميع المتابعين للشأن الإعلامي ما رأينا من تلك الجرأة من الصحفي نجاح محمد علي - هداه الله - على قناة العربية - أصلح الله حالها - وهو يختار طريق الكذب على لسان رسول الله تعالى ليضاحك أصحابه في ذاك التقرير التلفزيوني من برنامج (مهمة خاصة)، وبالأخص وهو يقول ما نصه (من أطعم إخوانه صلت عليه الملائكة إلا جبريل ظل واقفا، قيل ولِمَ ظل جبريل واقفا يا رسول الله؟ قال: ينتظر الشاي) رواه مسلم. وضحك على ذلك هو ومن معه على هذه النكتة وهم يقولون له (شلون دبرتها)، ولم ينكر أو يستغفر إلا بعد أن أُقيمت عليه القضية في المحاكم، والله أعلم بنيته". وتابع القرني "ما فعله المراسل نجاح وبثته قناة العربية دون حسيب ولا رقيب فيه تعدٍّ على سُنّة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وتعدٍّ على دين الله ووحيه، وتعدٍّ على جبريل عليه السلام، وجرح لمشاعر المسلمين جميعاً، والمسلم المتبع لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم يعرف حديث: (من كذب عليّ عامداً متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، ويعرف مناسبة نزول قوله تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ...} الآية. ورفعُنا للقضية من باب غيرتنا على دين الله وحفظا لحرمته، وليس لاعتبارات سياسية أو طائفية أو عرقية أو حتى إعلامية، وكنا مصرين على محاكمة نجاح، واتصل بي أحد الإخوة من الإمارات وقال إنهم سيرفعون قضية أيضاً في محاكمهم. أما وقد اعتذر واستغفر فالله ليس بينه وبين توبة عبده حجاب، ولسنا أوصياء الله على عباده، وإنما أردنا الإصلاح وتطبيق حدود الله في أرضه، فنحن شهداء الله وخلفاؤه في أرضه، ويجب علينا أن نقول للمخطئ أخطأت، والله عليم بما في الصدور". وأضاف علي القرني "نحن لم نُكفّر أحداً، لا من قبل ولا من بعد، وما حصل من تجاوزات ليس باسم المجموعة، بل أصحابها هم الموكلون بها أمام الله وأمام خلقه، والسنة ودين الله براء من استهزاء المستهزئين وخطأ الخاطئين". يُشار إلى أن "سبق" كانت قد انفردت بنشر خبر رفع القضية ضد قناة العربية ومراسلها نجاح محمد علي في المحكمة الجزئية بجدة العام الماضي، وما زالت القضية قائمة في المحكمة.