طالب الشيخ صالح بن سعد اللحيدان، المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للصحة النفسية العالمية لدول الخليج والشرق الأوسط، بعدم بث حلقة مثيرة للجدل من مسلسل "طاش ما طاش"، لما تروجه من رذيلة وإشاعة للفاحشة. وكانت الحلقة التي تحمل عنوان "تعدد الأزواج" تسرّبت في اليومين الماضيين عبر الرسائل والمواقع الإلكترونية, وأجهزة البلاك بيري, وهي تصور سيدة تهدّد الزوج بالزواج عليه، وبأن تأتي بزوجها الثاني ليعيش معها في البيت! وتنتهي الحلقة بتنفيذ الزوجة تهديدها وتتزوج برجل ثانٍ، وتأتي بالعريس الجديد إلى المنزل, لتبدأ سلسلة من المشاكل بين (الزوجين) والزوجة, من غيرة وحقد ومشادات كلامية وخلافات. وسيتم عرض الحلقة ضمن حلقات "طاش" في شهر رمضان, وهي من بطولة الممثلة السعودية ريم عبدالله التي تمثل دور الزوجة التي تتزوج على زوجها, والممثل عبدالله السدحان, هو الزوج الأول الذي تتزوج عليه زوجته, أما بالنسبة للزوج الثاني، الذي سيكون بمثابة "الضرة" للزوج السدحان، فهو الممثل خالد سامي, وقد تم تمثيل الحلقة بوصفها واقعاً بين زوجتين تعيشان في منزل واحد، لتبدأ بينهما المشاكل والغيرة وغيرها من مشاكل. وطالب اللحيدان، بعدم بث هذه الحلقة وإلغائها؛ لما تروجه من رذيلة وإشاعة للفاحشة.. وقال: "مثل هذه الحلقات لا بد من إلغائها؛ لأنها مخالفة للدين والشرع والواقع, ومصادمة للفطرة وللنزعة البشرية الفطرية الصحيحة؛ لأن الدولة دائماً مع الطريق الصحيح, ودائماً مع الفطرة، ومع التوحيد, ولا أشك أنه إذا خالفت مثل هذه الحلقات أي شعيرة من شعائر الدين فإن الدولة لا تسمح بذلك. ووصف الشيخ اللحيدان مسلسل "طاش ما طاش" والعاملين فيه بالانفصام الشخصي، مشيراً إلى أن مثل هذه الأدوار والتمثيليات مركّبة، وأن هذا هو ما ينتج عنه انفصام وازدواجية في الشخصية. وقال الشيخ اللحيدان في تصريح خاص إلى "سبق": إن الشرع يبطل هذا، ويحكم عليه بالحرمة على وجه مطلق، لمخالفته النص والفطرة والواقع. ودعا الشيخ اللحيدان الممثلَيْن السعوديَّيْن بطلَيْ مسلسل "طاش ما طاش" عبدالله السدحان وناصر القصبي, ومن يقوم معهما في هذا المسلسل, إلى الاعتذار عما مضى مما قاموا به من أدوار ومسلسلات مخالفة للشرع والفطرة، مشيراً إلى أن ما فعلوه ما هو إلا شذوذ شخصي وشذوذ أخلاقي. وأكد اللحيدان أن بالإمكان إقامة دعوى قضائية على المسلسل والقائمين عليه, وهذا يعود إلى المتابعين له, خصوصاً إذا ثبت أن الحلقة تخالف الشريعة الإسلامية وفطرة الإنسان وما ركّبه الله في خلقه من غرائز.
يُذكر أن حلقة "تعدد الأزواج" وحلقة "وجه الشبه" هما الحلقتان اللتان تم تسريبهما من خلال المواقع الإلكترونية قبل بدء المسلسل الذي سيعرض في شهر رمضان. وفي تطور جديد قامت إدارة موقع "يوتيوب" الشهير بوقف مقاطع بث الحلقتين من مسلسل "طاش ما طاش" اللتين تم تسريبهما, في محاولة لتدارك جزء من الموقف الحرج الذي وقعت فيه مجموعة mbc، وكذلك شركة الهدف المنتجة للمسلسل "طاش ما طاش". وقد أثارت الحلقتان العديد من ردود الفعل وسط الشارع السعودي والخليجي وربما العربي، بعد أن أظهرت إحدى الحلقتين المسربتين توجه "طاش ما طاش" هذا العام لإثارة الجدل من خلال الحديث عن تعدد "الأزواج". وعلى الرغم من وقف البث، فإنه لا يزال بإمكان السعوديين مشاهدة الحلقتين بعد أن حمّلهما كثيرون على الجوالات والحواسب الشخصية، ووزعوهما على أصدقائهم، وكذا وضعت الحلقتان على المنتديات، ما سيؤدي لمزيد من الجدل خلال الأيام المقبلة. وشكك الكثيرون في حقيقة التسريب، ففيما حمّل البعض الشركة المنتجة وقناة mbc المسؤولية، وذلك بحسب تفسيرهم لما حدث، بأنه يأتي تخوفاً من الشركة المنتجة من عدم نشر الحلقة بسبب مخالفتها الواضحة للشريعة الإسلامية، اتهم آخرون القائمين على المسلسل بالرغبة في جذب الانتباه، بعد أن فقد "طاش" كثيراً من جاذبيته خلال الأعوام الماضية. وفتحت الحلقة التي تحمل عنوان "تعدد الأزواج"، وهي نقل بتصرف عن مقال نشرته الكاتبة السعودية نادين البدير في إحدى الصحف المصرية، وطالبت فيه بالسماح للزوجات بالتعدد, فتحت باباً للهجوم الحاد على "طاش"، حيث صورت سيدة تهدّد الزوج، وهو معلم، بالزواج عليه، وبأن تأتي بزوجها الثاني ليعيش معها في البيت. وتسرد الحلقة تنفيذ الزوجة لتهديدها وزواجها برجل ثان ثم ثالث، وفي نهاية الحلقة تدخل على رجالها الثلاثة بالرابع، وهو أجنبي، غير أنها تعود لتعلن رغبتها في الزواج مجدداً، فلا تجد أمامها غير إجراء قرعة بين من هم على ذمتها لتطليق أحدهم حتى تتمكن من ذلك. وفي محاولة لتفادي الانتقاد الفقهي للحلقة، وضع صناع "طاش" مشهداً ختامياً يظهر سيدة تتحدث في مؤتمر لتقول: إن التصور كله مجرد فيلم تخيلي يعبر عن مشاعر المرأة. ومنذ انطلاقته قبل 17 سنة، يثير مسلسل "طاش ما طاش" الكثير من المعارك، لما يتناوله من قضايا شائكة، خصوصاً على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، وقد تسبب ذلك في خلافات داخل فريق العمل وانسحاب البعض منه، في ظل إصرار من جانب قناة "mbc " على الاستمرار في عرضه.