سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محللون سياسيون ل "سبق": زيارة الأمير سلمان لباريس تأتي في أدق مرحلة تشهدها المنطقة أكّدوا ما يحظى به سموه من احترام لدى كِبار المسؤولين الفرنسيين على اختلاف انتماءاتهم
أكّد عددٌ من الكُتاب والمحللين السياسيين، ل "سبق"، أهمية الزيارة التي يقوم بها حالياً صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، للجمهورية الفرنسية.. مشيرين إلى أهمية توقيت الزيارة التي تأتي في إحدى أهم وأدق المراحل التي تمر بها المنطقة العربية؛ إضافة إلى دورها في ضرورة تسليح الجيش اللبناني ليكون قوة رادعة، وفي تعزيز أسلحة الأسطول البحري السعودي، وغيرها من الموضوعات المهمة. زيارة تاريخية يؤكد الكاتب السياسي اللبناني سمير عطا الله، أهمية الدور الكبير الذي لعبه ويلعبه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في السياسة السعودية خارجياً وداخليا؛ موضحاً تأثير سموه الكبير في مختلف المسارات التنموية في المملكة العربية السعودية منذ أن كان أميراً للرياض حتى توليه ولاية العهد.
وأشار عطا الله إلى الأهمية الكبرى لزيارة الأمير سلمان لباريس، والاهتمام الملحوظ من الجمهورية الفرنسية وكِبار مسؤوليها بهذه الزيارة التاريخية؛ لما يحظى به من اهتمامٍ واحترامٍ كبيرين من مختلف المسؤولين الفرنسيين بانتماءاتهم كافة.
وأكّد عطا الله، أن الأمير سلمان بن عبد العزيز خريج مدرسة والده الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - وهو من أهم خريجي هذه المدرسة العظيمة التي اتسمت بالتميُّز والحنكة السياسية. ويقول: "ما زيارته الحالية لفرنسا إلا تعزيزٌ مهمٌ للعلاقات السعودية - الفرنسية على مختلف الأصعدة والمستويات السياسية والتنموية؛ ولاسيما أنها تأتي في إحدى أهم المراحل الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية. وسيناقش الأمير سلمان الكثير من الموضوعات المدرجة على أجندة الزيارة؛ كالقضية الفلسطينية وتداعياتها، والوضع اللبناني الذي يتعرّض حالياً لأخطارٍ كبيرة محدقة به، وما سيوفره المال، والدعم السياسي السعودي، والتدريب والسلاح الفرنسي للحفاظ على استقراره ووحدته".
وبيّن عطا الله، أهمية وإيجابية المواقف السياسية الفرنسية طوال 4 عقود الداعمة للحقوق العربية في منطقة الشرق الأوسط؛ فالرئيس الفرنسي شارل ديغول هو مَن حظر في الستينيات الميلادية السلاح الفرنسي على إسرائيل، والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران هو مَن أقام علاقة سياسية كاملة مع منظمة التحرير الفلسطينية "الممثل للشعب الفلسطيني"، كما تربطها بالعرب عديدٌ من العلاقات الإيجابية على الأصعدة كافة.
تقوية الجيش اللبناني من جانبه، قال الكاتب السياسي اللبناني عقل عويط: "للدور السعودي أهمية كبرى في المنطقة، وخاصة في لبنان، وزيارة الأمير سلمان لباريس لها تداعياتها الإيجابية على بيروت، وكل شيء لتقوية الجيش اللبناني هو عمل عظيم لأننا في لبنان ليس لنا خلاص من الحالة المعقدة إلا بتقوية شرعية الدولة؛ فهذه الأمور ستكون عادلة للجميع، ونقدر الدور السعودي في ذلك".
توقيت مهم أما المحلل السياسي السعودي الدكتور خالد الدخيل، فيرى أن الزيارة تأتي في توقيت مهم نظراً لما تمر به المنطقة من تطوراتٍ سياسية مهمة، لعل أهمها تزايد الإرهاب، والأوضاع المقلقة في العراق وسوريا. ويأمل الدخيل أن يتم الاتفاق على مختلف الموضوعات بما يعزّز من الاعتدال في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن السعودية قدّمت منحة للبنان قيمتها ثلاثة مليارات دولار، وطلبت من فرنسا تسليح وتدريب الجيش اللبناني بما يمنحه قوة عسكرية رادعة.. إضافة إلى رغبة السعودية في تعزيز أسطولها البحري بأحدث الأسلحة المتطورة، وتوحيد المواقف من الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط مع الجمهورية الفرنسية.