منذ انهياره قبل أكثر من 7 أشهر لا يزال "جسر معبر الجمال" الذي تآكل، وسقط على الطريق الدولي بين الرياض- الدمام، وأدى إلى شل حركة الطريق السريع بين المدينتين في حينها، ما زال على وضعه طوال هذه الفترة دون ترميم أو مساعٍ من وزارة النقل لإيجاد طريق بديل لسكان المنطقة، والقرى والهجر المجاورة الذين أبدوا انزعاجهم من إهماله بهذا الشكل طوال هذه المدة. وكانت وزارة النقل قد أعلنت بعد حدوث انهيار "المعبر"، وزيارة الوزير للموقع أن أسباب حدوث السقوط، وفقاً لتقرير فريق هندسي وبحثي متخصص، كان بسبب تآكل الحديد، والصدأ. لافتة إلى استمرار التحقيقات الشاملة، والدقيقة مع كل الأطراف سواءً مقاول الصيانة أو الجهة المسؤولة في الوزارة لكشف أوجه الخطأ. رغم ذلك لا يزال الوضع كما هو لم يُرسّ المشروع على مقاول جديد، ولم يهتم أحد بمعاناة أهالي المنطقة الذين أصبحوا يستخدمون معابر بعيدة.
وكان تقرير للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" قد كشف أن أسباب سقوط جسر معبر الجمال على طريق الرياض- الدمام السريع، وجود صدأ وتآكل على الكيابل مسبقة الشد، وهو ما يشير إلى تسرب ورشح المياه إلى الطبقة الخرسانية لسقف الجسر قبل انهيارها، وأن التشققات في طبقة الزفلت لم يرصدها مقاول الصيانة ضمن تقريره المعد عن أكثر المواقع تضرراً على طريق الرياض- الدمام السريع، المقدم لإدارة الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية بتاريخ 23/ 11/ 1434ه -أي قبل حادث الانهيار بأقل من ثلاثة أشهر- كما تبين أن وزارة النقل -وفقاً لتقرير "نزاهة"- سبق أن تعاقدت مع مكتب استشاري متخصص لتنفيذ أعمال المسح والتقويم للجسور بجميع مناطق السعودية بقيمة 18 مليون ريال، إلا أنه بسبب عدم وفائه بالتزاماته التعاقدية أوصت الجهة المختصة بالوزارة بسحب العقد منه، وتطبيق العقوبات التي تقتضيها الأنظمة واللوائح بحقه.
وكان عدد من المواطنين من مرتادي الطريق، وسكان المنطقة قد أبدوا تذمرهم من بقاء الجسر "المعبر" على حاله منذ أشهر، وإهمال ترميمه وبنائه من جديد. مؤكدين مطالباتهم المستمرة لوزارة النقل بالاهتمام بالصيانة الدورية لجسور ومعابر طريق الرياض- الدمام الدولي القديمة المشيدة منذ أكثر من 30 عاماً؛ لمنع حدوث عملية التآكل، والانهيار، ومحاسبة مقاول الصيانة أو الجهة المسؤولة في الوزارة لكشف أوجه الخطأ ومحاسبة المقصرين.
"سبق" تواصلت مع مصدر مسؤول بوزارة النقل لمعرفة أسباب تأخر التنفيذ، فأكد أنه بالنسبة ل"معبر الجمال" المنهار عل طريق الرياض- الدمام فالوزارة لا تزال تدرس اختيار أحد البدائل الأخرى المتاحة أو الاستمرار في ترميم "المعبر" وفق مواصفات فنية جديدة تخدم أهالي المنطقة.