انتقد المستشار الأسري والتربوي الدكتور ميسرة طاهر، أسلوب وزارة التعليم العالي وقطاعات حكومية وشركات عامة، في ابتعاث شبان للدراسة بعد الثانوية، كاشفاً عن إدمان بعضهم للمخدرات. وقال في محاضرة ألقاها الثلاثاء الماضي ضمن فعاليات مهرجان صيف أرامكو السعودية بالرياض: "جاءني في العيادة شاب عاد من الابتعاث مدمناً للمخدرات، ويقول: إن سبعة من زملائه المبتعثين أدمنوا المخدرات هناك. وأضاف: "إحدى المبتعثات ممن تراجع في عيادتي أصبحت ترى الحرية المطلقة، وأن تعيش الحياة الزوجية مثل الغرب، عن طريق الصديق". وتناول طاهر في محاضرته سبل وطرق تعويد الأبناء على تحمل المسؤولية التي تبدأ من مرحلة تعلم الطفل للمشي، بحيث يترك يعتمد على نفسه، ثم يترك يتعلم الأكل لوحده دون مساعدة أحد. فهناك أطفال بلغوا سن الحادية عشرة لا يستطيعون الأكل إلا بمساعدة الأم أو الأب. وكشف المستشار الأسري، أن أربعة من حملة الدكتوراه أصدروا كتاباً يبلغ عدد صفحاته قرابة 800 صفحة، اكتشف لاحقاً أنه مسروق من عدة مراجع وكتب، وتمت السرقة على شكل فصول، ومن كل مرجع فصل أو عدة صفحات. وتحدث في المحاضرة عن صور انعدام تحمل المسؤولية لدى الأبناء والبنات منذ الصغر، مثل الكذب والاعتماد على الغير، وعدم تدريب الطفل على إعادة الألعاب إلى مكانها بعد الانتهاء منها. ومن صور كثرة الشكوى وتجاهل وجود الوالدين، الأعمال المدرسية من المصممين، مستشهداً بقصص عاشها شخصياً في حياته وجزء منها في عيادته الخاصة بالاستشارات النفسية. وقال: من صور التربية السلبية وعدم تحمل المسؤولية، أنه في أحد الأيام خرجت من إحدى المدارس الثانوية بعد زيارة لها، وكان خروجي بعد انصراف الطلاب بدقائق، وإذا بأغلب طلاب المدرسة مجتمعين، فخشيت أن يكون هناك حادث أو مشاجرة بين الطلاب فدخلت بينهم أستطلع الأمر، فإذا بسيارتين فخمتين تقفان متقابلتين بالوجه، ثم أعطى شاب إشارة الاستعداد، بعد ذلك انطلقت السيارتان للاصطدام ببعضهما بالوجه، وبعد الاصطدام نزل الشابان، وإذا بصاحب السيارة الأقل ضرراً يقول لصاحبه: "ما قلت لك إن صدام سيارتي أقوى من صدام سيارتك". ووصف ميسرة ذلك التصرف بأنه أحد مظاهر عدم تحمل المسؤولية للأبناء، ولا المحافظة على المال الخاص والمال العام. ووجه ميسرة انتقاداً شديداً للأسر الغنية، بسبب إيجادها لجيل لا يعرف إلا الاعتماد على الغير، حيث إن الفتاة تكون تشاهد التلفاز وتستدعي الخادمة من أقصى المنزل لأجل أن تعطيها الريموت الموضوع على الطاولة التي أمامها. وأخرى تزوجت من دبلوماسي وسافرت معه فاكتشف بعد أيام أنها لا تعرف طبخ كبسة الرز، وهي من أسهل الأمور، ما اضطره إلى إعادتها إلى بيت أهلها. وأعرب الدكتور ميسرة عن شكره لشركة أرامكو ممثلة في إدارة شؤون منطقة الرياض على إقامة مثل هذا المهرجان المميز في أجنحته ومحتوياته وبرامجه ومحاضراته، حيث يقدم فعاليات تسهم في جعل الرياض مدينة جاذبة في الصيف.