يسدل الستار، اليوم الإثنين، على فعاليات مزاد الإبل النادرة الأول بمحافظة عفيف بعد أن حقق نجاحاً باهراً وشهد مبيعات تقارب عشرة ملايين ريال هي حصيلة بيع حوالي 700 ناقة، وذلك خلال مدته التي استمرت عشرة أيام؛ جذب خلالها آلاف الزوّار من هواة الإبل من شتى مناطق المملكة وبعض الدول الخليجية، بحسب متداولين فيه. وكانت محافظة عفيف قد احتضنت في الخامس من شهر شوال الحالي مزاداً لجميع أصناف الإبل النادرة بكافة ألوانها "الوضح والمجاهيم والشعل والصُّفر والحمر" التي يطلبها المربون لغرض تحسين الإنتاج والتربية والمحافظة على هذه الثروة الأصيلة التي امتدت عروقها لعصر الأجداد الأوائل في جزيرتنا العربية.
وأُقيم كرنفال لم تشهده المنطقة تحت إدارة وتنظيم مجموعة من المهتمين بسوق الإبل في المحافظة، وأحدث ذلك حركة تجارية كبيرة في أسواق ومرافق المحافظة وحركة بيع وشراء فاقت جميع التوقعات تمّ خلالها ضخّ ملايين الريالات؛ ما انعكس اقتصادياً على عفيف وما جاورها.
وذكر متداولون في سوق الأبل بعفيف أن المزاد شهد توافد محبي الإبل ذات المواصفات المرغوبة والنادرة من جميع مناطق المملكة ومن دول الخليج العربي لعقد صفقات بيع أو شراء، وذلك قبيل انعقاد مهرجان الملك عبد العزيز السنوي لمزاين الإبل بأم رقيبة الذي تدعمه حكومة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، ويقف على تنظيمه الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود؛ حيث تهدف مثل هذه المهرجانات إلى تعزيز القيم الوطنية وتأصيل الحاضر بالماضي تحت لحمة وطنية تنبذ التعصب القبلي وتؤسّس لانتشار أجمل سلالات الإبل في كل المناطق من خلال التشجيع على إقامة مثل هذه الأسواق لهذا الحيوان الأليف الذي خصّه الله تعالى وأمر عباده بالنظر إلى خلقته والتفكر فيه، حيث قال تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت".
وقال أحد المنظمين لهذا المهرجان محمد بن جزاء الحدبا العتيبي، ل "سبق" ، إن إجمالي ما تم تداوله من الإبل يقارب 700 رأس بقيمة تقارب عشرة ملايين ريال خلال فترة المهرجان.
وتطرّق الحدبا إلى ولادة الفكرة التي نتجت عن معاناة أصحاب الإبل ومحبيها من الهالة الإعلامية التي صاحبت فيروس كورونا وعلاقته بالإبل؛ حيث تداولت بعض وسائل الإعلام المختلفة وجود هذا الفيروس في "الناقة"؛ ما أحدث تخوّفاً لدى مُحبي هذه الثروة المباركة نتج منه عزوفٌ وقلقٌ في عملية العرض والطلب، وقد استدعى الحدبا بحسب قوله الفريق الذي تمّ تشكيله لهذا الغرض من قِبل وزارتي الزراعة والصحة للكشف على عيّنات كبيرة من الإبل والذي أثبت عدم وجود أي فيروس معدٍ للبشر بشكل علمي.
وأردف قائلاً: "هذا التجمُّع الذي نشاهده في محافظة عفيف عبارة عن سوق مخصّص للإبل النادرة مُحدد بفترة زمنية لا تتجاوز عشرة أيام، ويتكوّن من مزاد تجاري على فترتين صباحية ومسائية، وأماكن مخصّصة للعرض الفردي مقسّمة على عدد المعروض من الإبل ومصنّفة بحسب الألوان والفئات العمرية أيضاً، تحت تنظيم وإشراف لجنة مكوّنة لهذا الغرض وبمتابعة وتعاون من الجهات الخدمية والأمنية بالمحافظة ومسؤوليها".
وتحدّث عددٌ من تجار ومُحبي الإبل، ل "سبق"، متمنين تمديد فترة إقامة هذا المزاد وتكراره سنوياً في محافظة عفيف التي تتوسط المملكة العربية السعودية وتعتبر مركزاً مهماً وأحد الأماكن التي تشتهر بسوق الإبل وتربيتها وتجارتها في العقود الماضية، وتقدّموا بالشكر الجزيل لمنظمي هذا الكرنفال، ولأهالي محافظة عفيف، على كرم الضيافة وحُسن الاستقبال وبناء المخيمات وإقامة الولائم لجميع المشاركين والزائرين؛ ما صبغ في النفوس معاني الحب والإخاء بين القبائل في أجواءٍ مليئة بالراحة والطمأنينة والأمان تحت راية الوطن الخفاقة التي تعتبر رابطاً وثيقاً للنسيج الاجتماعي الأصيل.