في واحدة من أجمل الشيلات الرثائية الممزوجة بخليط الحُزن على فَقْد شُبان الوطن، وفخرنا واعتزازنا بما يُقدّمون من أجل ثروات البلاد ومُمتلكاته، تحلو الكلمات الشعرية بصنيع فعلهم التي جعلت الكل يُردّد ويقول "هنيئاً لهم بالشهادة التي تحقّقت في ثراء الوطن الغالي وفي شهر عظيم كهذا". وفي التفاصيل، قدّم الشاعر مشبّب بن عرنان المخاريم كلماتٍ تبعث في النفس الفخر والطمأنينة، وتجعلك تؤمن، ويزيد إيمانك بأن الوطن يقف خلفه الصغير والكبير، ولا يقبل المُساومة مهما كان. وقد ابتدأها برثاء من فُقِدوا في أحداث الجمعة الماضية في محافظة شُرورة، بعدما ودّع الوطن 4 من فلذات كبده، والدعوات لا تتوقّف لصنيع فعلهم، والتاريخ هو الآخر يُسجِّل مدى شجاعتهم ووفائهم الممزوج بالتضحية والإخلاص لله ثم للمليك والوطن.
ويُكمل الشاعر تلك الروائع برفع الروح المعنوية لدى شباب الوطن ودرعه الواقية، قال فيها: "حنا هل البأس الشديد.. من دون حدّك يا وطن"، بعدما لمِس فيهم ما وُجِد في شُهداء الجنوب من عزيمة وهِمّة عالية، جَعلت من الوطن إشارةً حمراء، لا يُمكن عُبورها ومُخالفتها.
واكتمل الإبداع الوطني بتميّز المُنشد "دغش الدوسري"، الذي أضاف بصوته واحدة من روائع ما قِيل في الوطن، وتُوجِت أخيراً بإخراج احترافي، أشرف عليه مؤسسة أبعاد الفنون، التي تميّزت بإنتاج جمالي للكلمات التي احتوت على إبزار واستعراض جهود درع الوطن وحُماة أرضه، مُرفقة أبطال وشهداء شُرورة في ذلك.
وقُدِّم العمل عبر "سبق" إهداءً ممن كتبه، وقام بإنشاده وأشرف عليه للوطن بأكمله.