في خطوة لنشر ثقافة التسامح والروح الرياضية ونبذ التعصب لدى الوسط الإعلامي والجمهور الرياضي في المجتمع السعودي، استضاف النادي الأدبي الثقافي في جدة بالتعاون مع أمانة محافظة جدة ندوة بعنوان “التعصب الرياضى” من خلال برنامج "رمضانيات مع الدكتور أحمد العرفج والذي يأتي ضمن فعاليات مهرجان "رمضان ...تحلى جمعتنا". وفي التفاصيل، انطلقت الندوة بعد صلاة التراويح يوم الأحد بمقر النادي في جدة حيث رحَّب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي بالحضور، وشكر ضيوفه في الندوة على طرحهم، وقال: “التعصب الرياضي ظاهرة خطيرة تحتاج إلى تكاتف وتعاون الجميع لكي نوقف أو على الأقل نحد من ظاهرة التعصب الخطيرة ولابد من زيادة جرعات الثقافة والوعي الرياضي والوصول لحقيقة أن الرياضة عموماً لم توجد من أجل التعصب.
عقب ذلك بدأت الندوة بإدارة الكاتب الإعلامي المعروف الدكتور أحمد العرفج، الذي شكر النادي على استضافة هذه الندوة التي شارك فيها الإعلاميان الأستاذ وليد الفراج، مقدم برنامج اكشن يادورى، والأستاذ رجاء الله السلمي، الإعلامي والمحاضر بجامعة الملك عبدالعزيز.
و في كلمته الافتتاحية للندوة أكّد الفراج أن التعصب بشكل عام موجود منذ القدم فهو ليس مرتبطاً فقط بالإعلام الرياضي ولا بالصراع الرياضي والتعصب كحالة سلوكية تشبع بها المجتمع في جميع المجالات سواء كان تعصباً لرأي أو تعصباً لفكر أو لمعتقد يتعصب لسلوك معين أو لتقاليد وأعراف معينة وهذه هي سلوكيات الأشخاص أما ما يخص الرياضة طبيعي أن يكون هناك تعصب لأن هناك تنافساً.
وقال "هي ليست مسألة إعلام وأعتقد أن التعصب يحتاج إلى جهد كبير ويتطلب تكاتف الجميع بالسعي إلى نشر التوعية بطريقة مقنعة وبأسلوب حديث بحيث يصل إلى جميع أفراد المجتمع وأيضاً الجماهير الرياضية".
وفي سؤال من مدير الحوار الدكتور أحمد العرفج عن كون الإعلام سبباً في التعصب، واصل الفراج دفاعه عن الإعلام وقال "الإعلام دائماً هو المتهم الأول في قضية التعصب لأن المجتمع غير قادر على فهم حقيقة واحدة هو أن الإعلام بكل وسائله هو مرآة يعكس ما يحدث بالضبط ولا يتبنى القضايا".
وأشار الإعلامى رجاء الله السلمي بدوره إلى أن التعصب مطلوب للجماهير لمؤازرة ومساندة فرقها ولكن على تلك الجماهير الحذر من إلغاء وجود الفريق المنافس الآخر، مشيراً إلى أن التعصب الرياضي أصبح ظاهرة خطيرة لأنه تجاوز الحدود.
وقال "المشكلة عندما يكون في المقابل بقدر الحب يكون هناك إساءة للطرف الآخر وتهميش الآخر وإقصاء الآخر واعتبارهم لا شيء وهنا يبدأ التعصب وعندما نبني آراءنا الفنية بناء على محبتنا لأنديتنا أعتقد أن المرحلة وصلت إلى إلغاء ألوان المنتخب السعودي".
واتهم السلمي الإعلام بأنه جزء من تضخم التعصب في الملاعب السعودية واستشهد بعناوين صحفية تنشر قبل المباريات، وأضاف قائلاً " من أسباب التعصب الرياضي العناوين الساخنة في بعض الصحف وخصوصاً الرياضية منها، فهي تزيد من مشاعر التعصب الرياضي مثل "كسر عظم " " دق خشوم " " حرب الديربي تشتعل " وغيرها من العناوين المستفزة والمثيرة " .
وطالب السلمي الصحافة أن تقوم بمسؤولياتها تجاه المجتمع .
واتفق الإعلاميان أن التعصب ظاهرة أزلية يجب مواجهتها بنشر ثقافة المنافسة.
وفي نهاية الندوة التي حضرها أحمد روزي مدير مكتب رعاية الشباب بجدة وشخصيات ثقافية وإعلامية، كرّم نادي جدة الأدبي وأمانة مدينة جدة الإعلاميين وليد الفراج ورجاء الله السلمي.