قامت الطالبة حنان الشهري إحدى طالبات مرحلة الماجستير بجامعة الملك خالد، بإعداد دراسة تهتم بالمنظمات المعاصرة العامة والخاصة من خلال عنصر (التميز)، وتعدُّ هذه الدراسة هي الأولى في تحليل نمط القيادة للتميز في التعليم العام بالمملكة. وتعود فكرة الدراسة التي قدَّمتها "الشهري" بسبب ملاحظتها الدائمة للاهتمام الكبير بالتميز الذي أصبح هاجس الكثير من المنظمات، إضافة إلى أنه أصبح مطلباً رئيساً لدول العالم كافة، وأحد توجهات المملكة العربية السعودية للسعي نحو تحسين وتحقيق "التميز" في أداء المنظمات والمؤسسات الحكومية، وذلك لما له من دور فعال وتأثير واضح على مخرجات كل المجالات التعليمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي.
من جانبها أكدت حنان الشهري أنها سعت من خلال دراستها للتعرف على "نمط القيادة" الداعم للتميز في المدارس الحاصلة على شهادة "الأيزو"، من خلال تحليل أنماط القيادة والتعرف على أكثرها تأثيراُ ودعماً للتميز.
وقالت "الشهري": "تتمثل أهمية هذه الدراسة في كونها تساهم في إثراء الجانب العلمي الذي قد تضيفه بدورها في مجالات مفاهيم التميز والبحث في معاييره ونمط القيادة المحفز لذلك، إضافة إلى سعي الدراسة إلى تحليل نمط القيادة الداعم للتميز، التي يليها الحصول على شهادة "الأيزو" العالمية ذات المعايير الخاصة، والتي تتطلب وجود قيادة واعية إضافة إلى حداثة موضوع التميز وتطبيقه في الجانب التربوي".
وعرضت "الشهري" خلال دراستها بعض التجارب الناجحة في تطبيق التميُّز التي استثمرت نجاحاتها، وتفادت إخفاقاتها لتحقق بذلك نقلة نوعية، كالنموذج الاسكتلندي والسنغافوري للتميز، وقالت: "أتمنى أن نجد مثل هذين النموذجين في مدارسنا، ومؤسساتنا التعليمية".
كما أكدت "الشهري" أنها هدفت من دراستها، إلى معرفة مدى اهتمام القيادات التربوية بمعايير التميز، ومن ثم تحديد النمط القيادي المناسب لدعمه، إضافة إلى التعرف على مدى انتشار ثقافة التميز في مؤسساتنا التعليمية في مدينة أبها.
وكانت الباحثة قد استخدمت "المنهج الوصفي التحليلي" عند إعداد أداة البحث، وتكوَّنت عينة البحث من 46 معلمة من معلمات المدارس الحاصلة على شهادة "الأيزو" بمدينة أبها.
وأشارت إلى أنها توصلت بعد ذلك إلى مدى اهتمام المديرات في المدارس الحاصلة على شهادة "الأيزو" بمدينة أبها بمعايير التميز، وذلك من خلال وجهة نظر بعض المعلمات والتي أكدت أنها كانت مرتفعة، كما توصلت إلى أن النمط القيادي الداعم للتميز في نفس المدارس، والمتمثل في نمط "القيادة الديموقراطية" كان هو النمط الأعلى بين الأنماط الأخرى، حيث بلغ المتوسط الحسابي لهذا النمط (4.4826) بانحراف معياري (0.59741).
وأوصت الدراسة بالعمل على توعية مديرات المدارس بالبعد عن ممارسة نمط (القيادة المتسلطة)، ومن ثم السعي للتقليل من تلك الممارسات الإدارية وفق برامج ممنهجة، كما أوصت الدراسة بأنه على الإدارات التربوية أن تعمل على تطبيق نمط (القيادة الديموقراطية) في المدارس، وذلك بعد أن أظهرت نتائج هذه الدراسة إيجابية هذا النمط، كما أوصت بإنشاء جائزة لأفضل قائدة تربوية حصلت على شهادة "الأيزو"؛ وذلك لتحفيز القيادات التربوية نحو التميز.