قرّر محمد الدعيع، حارس مرمى فريق الهلال الأول لكرة القدم، اعتزال الملاعب الرياضية، وذلك من خلال خطاب بعثه اليوم إلى إدارة نادي الهلال، يفيد فيه برغبته هجر الكرة وتوديع الملاعب بعد مشوار حافل بالعطاء بدأه في الطائي ثم الهلال، وحقّق خلاله العديد من الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، سواء من خلال المنتخب السعودي أو نادييه. من جهته، أكد الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال أن الدعيع رمز من رموز الكرة السعودية، وقال: "كنت أتمنى أن يبقى الدعيع حتى نهاية الموسم القادم على الأقل، لكنه أصرّ على قرار الاعتزال، ولا نملك في نهاية المطاف إلا احترام قراره. محمد الدعيع رمز من رموز الكرة السعودية الذين قدموا وضحّوا من أجل رفعة الكرة السعودية أولا ونادي الهلال ثانيا، وتاريخه الطويل يشهد له بذلك". وأشاد الأمير عبدالرحمن بمشوار الدعيع، وقال: "يكفي عمادته للاعبي العالم. محمد الدعيع ظاهرة كروية من الصعوبة تكرارها في ملاعبنا. ونيابة عن الهلاليين كافة أقول له: شكرا على كل ما قدمت لوطنك أولا وناديك ثانيا، وستبقى دائما تاريخا حاضرا في صفحة رياضتنا السعودية". وأضاف: "ستتم إقامة حفل اعتزال لمحمد الدعيع على نفقتي الخاصة يناير القادم". في المقابل أكد محمد الدعيع أنه أصرّ على قرار الاعتزال رغم رغبة وحرص الأمير عبدالرحمن الشديدة ومحاولته إقناعه باللعب الموسم القادم. وقدّم الدعيع شكره إلى الهلاليين كافة، وقال: "أشكر رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير هذلول بن عبدالعزيز ومؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - شفاه الله وعافاه - ورؤساء وأعضاء شرف وجماهير الهلال الوفية كافة". كما قدّم الدعيع شكره إلى رئيس مجلس الإدارة، وقال: "لقد اجتمعت بالأمير عبدالرحمن، وحاول إقناعي بالاستمرار الموسم القادم، لكني أصررت على قرار الاعتزال بعد مشوار طويل. أشكر الأمير عبدالرحمن على كل ما قدمه ويقدمه للهلال". كما شكر الدعيع رفقاء الدرب، وقال: "أشكر لاعبي الهلال كافة، الذين قدموا كل ما يمكن تقديمه لخدمة هذا الكيان، ولا أنسى صديقي ورفيق دربي سامي الجابر الذي عاصرته في الملعب وخارجه، وكان نعم الرجل". وحول ما أُشيع أن السيد جيرتس قرر الاستعانة به حارسا ثالثا الموسم القادم، وربط ذلك بقرار اعتزاله، قال الدعيع: "تأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الأمر غير صحيح إطلاقا، وعار من الصحة. بودي أن يدرك ويتأكد الجميع أن قرار اعتزالي جاء بمحض إرادتي بعد أن أمضيت سنوات طويلة في الملاعب، وحان الوقت لأستريح". وفيما يخص حفل الاعتزال قال الدعيع: "لقد تكفل الأمير عبدالرحمن بحفل اعتزالي، ولا أملك إلا أن أشكره على وقفته التاريخية معي". واختتم الدعيع حديثه بشكره الخاص إلى جماهير الهلال، وقال: "جمهور الهلال جمهور وفاء وإخلاص؛ وذاك سر تميز وتفوق الهلال. لقد قضيت في الهلال أجمل فترات حياتي الرياضية، وتربطني بجماهيره علاقة خاصة جدا". وكانت الأوضاع تأزمت خلال الفترة الماضية بين إدارة النادي ومحمد الدعيع، عقب علم الأخير عدم رغبة البلجيكي إيريك جريتس في الاعتماد عليه أساسياً في الموسم المقبل؛ الأمر الذي دعا المركز الإعلامي لنادي الهلال إلى إصدار تصريح منسوب للمدرب ينفي فيه أن يكون قد أخطر الإدارة بعزمه الاستعانة بالدعيع حارسا ثالثا في الموسم الرياضي المقبل، وشدّد على أن المعيار الرئيسي في تحديد المشاركين في التشكيلة الأساسية سيعتمد بشكل كامل على ما يقدمه اللاعبون في معسكر الفريق الخارجي بالنمسا، قبل أن يتلقى اللاعب عروضا عدة من أندية كبيرة بمبالغ وصلت إلى 14 مليون ريال؛ الأمر الذي دعا الدعيع إلى الاجتماع برئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية وطلب مخالصة مالية من أجل اللعب لفريق آخر، في حين أصر الأمير عبدالرحمن بن مساعد على اعتزاله، مع تكفله بحفل اعتزال كبير يليق بتاريخ الدعيع. وانطلقت شرارة الخلاف بعد العقد الذي وقعه الدعيع منتصف الموسم الماضي على (بياض)، لكن الإدارة - وفق ما أسر الدعيع إلى المقربين منه - لم تقدّم له العرض المُرضي، خاصة أنها وقّعت مع الحارس الاحتياط حسن العتيبي بمبلغ مقارب لما وضعته له الإدارة. وشهدت الأوضاع بين الدعيع وناديه توترا ملحوظا منذ الموسم الماضي عندما حدث خلاف بين الدعيع والجابر؛ لعدم سماح الأخير للحارس بأداء التدريبات في النادي؛ الأمر الذي دعا الدعيع إلى إعلان اعتزاله حينها، إلا أن رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد تدخلا، وتمت إعادة الأمور إلى نصابها، ومن ثم ذهب الجابر إلى الدعيع في منزله وأذاب الجليد بين الطرفين ثم غادر الثنائي إلى مقر معسكر الفريق مطلع ذاك الموسم.